تعقيب بدر موسى على رد الدكتور قصي همرور
تعقيب بدر موسى على رد الدكتور قصي همرور
23 March, 2022
23 March, 2022
عقب بدر موسى على رد الدكتور قصي همرور، فكتب، قائلاً:
"سلام يا دكتور قصي، واسمح لي بأن أعبر عن حيرتي واندهاشي من تعقيبك هذا. فأنت كتبت مساهمة من نحو (١٣٠٠) ألف وثلاثمائة كلمة، تحدثت فيها معرفًا بورقتك التي هي على وشك الصدور، ولم تشر إلى تناول الورقة لرؤية الأستاذ محمود حول التنمية وارتباطها بالحرية، بل ركزت على رؤية نيريري ووعدت بابراز المقاربة والتطابق بينها وبين رؤية أمارتيا سن حول التنمية، والآن تقول: (الورقة البحثية التي أشرنا لها، في طريقها للنشر، تتعرض لتاريخ وتداخلات مسألة التنمية مع مسائل الفلسفة الاجتماعية (فمثلا، مسالة المعنى الأعمق للحرية عند الاستاذ محمود، مذكورة ومبوّبة في الورقة، وهي مسالة معروفة مسبقا في كتابات الاستاذ من قبل حديثه تحديدا عن التنمية، وفي كتابات المستقين منه ولا تحتاج لاكتشاف عبر المقارنة مع امارتيا سن)، فلماذا لم تشر لهذا في مستهل، أو حتى في متن، مساهمتك التي كتبت مقالي المسلسل عنها، ولم أكتبه عن الورقة التي لم تنشر بعد؟! اليست هذه من أهم نقاط الورقة، باعتبار تقريرك وقولك بأن (… المشكلة ليست في ان اطروحة طه متقدمة فهذا مؤكد …)؟!
والحال هكذا، فقد كان المفروض إذن أن يكون محور هذه الورقة، ومحور المقاربة، بين رؤية الأستاذ محمود ورؤية المعلم نيريري، طالما أن التقارب بينهما أوضح وأهم، اليس كذلك؟!
ومن الواضح لكل متابع وقارئ لكتاب الدكتور عبدالله الفكي البشير (اطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حربة) - محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن - مقاربة) والصدى والاحتفاء الكبير الذي وجده، أن صدور هذا الكتاب هو الذي حفزك واستدعاك لكتابة هذه الورقة في هذا الوقت بالتحديد، فلماذا لا تثبت له ولكتابه هذا الفضل؟! هل يمكنك اخفاء أو تجاوز هذه الحقيقة؟! وماذا يضيرك لو أنك ذكرتها وشكرت الدكتور عبدالله الفكي البشير عليها؟!
والذي يحيرني فيك، وأنت جمهوري من تلاميذ الأستاذ محمود، أنك تقدم آسم المعلم نيريري على اسم الأستاذ محمود، وهو السابق له، وصاحب الرؤية الأشمل والأعظم للتنمية وارتباطها بالحرية، والمولود قبله بثلاث عشر عامًا!
ولقد أشرت أنت لشيء، لا اتفق فيه معك اطلاقا، وهو منهج عبد الله ومعلوماته، كما يشاركني في هذا الكثير من كبار المفكرين الذين شهدوا بتميز كتابات عبد الله في التزامها بالشروط العلمية والأسس الأخلاقية ودقة المعلومات والتوثيق، وقد بينت طرفًا من هذه الشهادات الموثقة في مقالي المسلسل موضوع حديثنا الآن.
سؤال آخر:
عندما أصدر عبد الله كتابه العظيم والملهم والذي فتح باب المقارنات عبر مقارنته بين الاستاذ محمود والبروفيسور أمارتيا تجاه التنمية، كان موقفك كما قلت انك تجاوزت امارتيا ولم تهتم به بسبب موقف اخلاقي، حيث انه ليس اشتراكيا، ولكونه ربيب وصناعة الآلية الرأسمالية الغربية الضخمة، واضفت قائلا: ان تلك الالية الراسمالية اوهمت أمارتيا بأهميته فصدق الوهم.. السؤال ما الذي تغير الان وجعلك تبدل موقفك الاخلاقي من أمارتيا وتكرر ما كتبه عبدالله بان اثر أمارتيا وتأثيره كبير جدًا في تكييف الرأي العالمي؟
فلقد أعبت على عبدالله ما تتبناه الآن، وهذا ما لا يليق في الدوائر العلمية..
مع خالص احترامي وتقديري".
bederelddin@yahoo.com
"سلام يا دكتور قصي، واسمح لي بأن أعبر عن حيرتي واندهاشي من تعقيبك هذا. فأنت كتبت مساهمة من نحو (١٣٠٠) ألف وثلاثمائة كلمة، تحدثت فيها معرفًا بورقتك التي هي على وشك الصدور، ولم تشر إلى تناول الورقة لرؤية الأستاذ محمود حول التنمية وارتباطها بالحرية، بل ركزت على رؤية نيريري ووعدت بابراز المقاربة والتطابق بينها وبين رؤية أمارتيا سن حول التنمية، والآن تقول: (الورقة البحثية التي أشرنا لها، في طريقها للنشر، تتعرض لتاريخ وتداخلات مسألة التنمية مع مسائل الفلسفة الاجتماعية (فمثلا، مسالة المعنى الأعمق للحرية عند الاستاذ محمود، مذكورة ومبوّبة في الورقة، وهي مسالة معروفة مسبقا في كتابات الاستاذ من قبل حديثه تحديدا عن التنمية، وفي كتابات المستقين منه ولا تحتاج لاكتشاف عبر المقارنة مع امارتيا سن)، فلماذا لم تشر لهذا في مستهل، أو حتى في متن، مساهمتك التي كتبت مقالي المسلسل عنها، ولم أكتبه عن الورقة التي لم تنشر بعد؟! اليست هذه من أهم نقاط الورقة، باعتبار تقريرك وقولك بأن (… المشكلة ليست في ان اطروحة طه متقدمة فهذا مؤكد …)؟!
والحال هكذا، فقد كان المفروض إذن أن يكون محور هذه الورقة، ومحور المقاربة، بين رؤية الأستاذ محمود ورؤية المعلم نيريري، طالما أن التقارب بينهما أوضح وأهم، اليس كذلك؟!
ومن الواضح لكل متابع وقارئ لكتاب الدكتور عبدالله الفكي البشير (اطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حربة) - محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن - مقاربة) والصدى والاحتفاء الكبير الذي وجده، أن صدور هذا الكتاب هو الذي حفزك واستدعاك لكتابة هذه الورقة في هذا الوقت بالتحديد، فلماذا لا تثبت له ولكتابه هذا الفضل؟! هل يمكنك اخفاء أو تجاوز هذه الحقيقة؟! وماذا يضيرك لو أنك ذكرتها وشكرت الدكتور عبدالله الفكي البشير عليها؟!
والذي يحيرني فيك، وأنت جمهوري من تلاميذ الأستاذ محمود، أنك تقدم آسم المعلم نيريري على اسم الأستاذ محمود، وهو السابق له، وصاحب الرؤية الأشمل والأعظم للتنمية وارتباطها بالحرية، والمولود قبله بثلاث عشر عامًا!
ولقد أشرت أنت لشيء، لا اتفق فيه معك اطلاقا، وهو منهج عبد الله ومعلوماته، كما يشاركني في هذا الكثير من كبار المفكرين الذين شهدوا بتميز كتابات عبد الله في التزامها بالشروط العلمية والأسس الأخلاقية ودقة المعلومات والتوثيق، وقد بينت طرفًا من هذه الشهادات الموثقة في مقالي المسلسل موضوع حديثنا الآن.
سؤال آخر:
عندما أصدر عبد الله كتابه العظيم والملهم والذي فتح باب المقارنات عبر مقارنته بين الاستاذ محمود والبروفيسور أمارتيا تجاه التنمية، كان موقفك كما قلت انك تجاوزت امارتيا ولم تهتم به بسبب موقف اخلاقي، حيث انه ليس اشتراكيا، ولكونه ربيب وصناعة الآلية الرأسمالية الغربية الضخمة، واضفت قائلا: ان تلك الالية الراسمالية اوهمت أمارتيا بأهميته فصدق الوهم.. السؤال ما الذي تغير الان وجعلك تبدل موقفك الاخلاقي من أمارتيا وتكرر ما كتبه عبدالله بان اثر أمارتيا وتأثيره كبير جدًا في تكييف الرأي العالمي؟
فلقد أعبت على عبدالله ما تتبناه الآن، وهذا ما لا يليق في الدوائر العلمية..
مع خالص احترامي وتقديري".
bederelddin@yahoo.com