تعقيب حول مصر… والفرصة الأخيرة لإنقاذ وحدة السودان لأسماء الحسينى … بقلم: محجوب بابا

 


 

 

 

الوطنيون السودانيون أقدر وأرفع تأهيلاً على إيقاظ بلادهم يا صحافة مصر المُغَيبة عن إبتلاءات بلادكم

 

من منطلق الإهتمام بشئون وطني أُعقب على مقالكم في سودانايل يوم أمس الإثنين 17 مايو الجاري قائلاً،  إن شكركم واجب علينا يا أستاذة اسماء الحسيني وقد إقترن حضوركم الصحافي طوال السنوات الماضيات بمجريات مُنعَطَفَات الأحداث في السودان. نقرأ لكم في المطبوع وعلى الأثير كثيراً، ويُفرَضُ علينا، أوقد تَفرِضَكُم مؤسسات إنتسابكم، للإستماع إلى مداخلاتكم المتواكبة على القنوات حول أغلب الطارئات في شئون بلادنا، وفي جُملتها إيحاءات ناصحة من أستاذة نجم. وكأنكم مَالِكَاً وأهل المدينة بين شِعَابها. يا أستاذة من تواضع لله رفعه وفوق كل عَالمٍ عليم. على كلٍ لكم حرية الإجتهاد الصحافي مشفوعة بالتهاني على تبوء المرجعية حول شئوننا، كما أن لكم مبلغ إحترامنا لأصول المهنية حيث أن نظرية تكامل كتابات الصحفيين مع تقارير المُلحقيين الإعلاميين والأمنيين والسفراء قد أضحت من القنوات الراسخة في مهنية وكالات الأمن والإستخبارات. إلا أن لنا مآخذٌ على فوقية وتطاول إطروحاتكم وقد نتحسب أن تُشَكِلَ ازوراراً عن شفافية توعية الإعلام المَعَافَى الحُر إلى غَيَاهِب ومَرَامِي إختلاق قناعات وأجندة مُوَجَهة سالبة حول طرف مقصود لتأطير بيئة ظروف لصالح آخرٍ طامع.

 

 عن موضوعنا، لم تُسعفنا مقالة الأستاذة أسماء الحسيني بمعارف جديدة ولا برؤيا وقراءات ثاقبة في مقدمة ومتن المقال، ولا تعليق في هذا وقد عهدناها على قياس كثافة محرراتها عن أمر السودان تُحسِن وتجيد طرح مقالاتها في إطارومعاني إطروحات فائضة في أدبيات الصحافة السودانية منذ أن إبتلانا الله بنكبات مجهولي الهوية بين عساكرنا ومواطنيننا، ولا تفوت مكنوناتها على حصافة السودانيين وللمولى الحمد والشكوى، إلا أنها في خُلاصاتها قراءات مُستَفزة بين وخلف السطورتستوجب التنبيه والحذر. من إيحاءات خاتمة مقالة الأستاذة أسماء الحسيني: " إن القول بعدم فاعلية الدور المصرى تاريخيا أمر لايلقى فيه باللوم على مصر وحدها، وإنما يقع اللوم على الأطراف السودانية أيضا، وما خلقته الأنظمة المتعاقبة على حكم السودان من حساسيات تجاه هذا الدور، فضلا عن محاولات بحثها الدائم عن بديل للدور المصرى." / "  لايمكن إغفال الضغوط الدولية والإقليمية ،فهناك  بعض  القوى الدولية الكبرى ومجموعات الضغط  التى تسهم فى صنع قراراتها من لايريد لمصر أن تكون صاحبة اليد الطولى فى شئون السودان ،وهذه القوى هى التى تحاول تعزيز أدوار إقليمية أخرى على حساب الدور المصرى ، ،تساندها فى ذلك  أطراف سودانية  فى كل موقف على حدة لحسابات خاصة بها ،بدءا من رفض وإسقاط المبادرة المصرية الليبية وإنتهاء بالمفاوضات الجارية لحل أزمة دارفور". تحمل هذه الخاتمة إدعاءات بفعالية تاريخية وأحقية موجبة على شئون السودان، وفي ثوابت التاريخ والواقع محطات سالبة، نستشهد منها بسلسلةٍ من القصص بدايةً بتآمر الباشوية وسلطان مصرالأسبق منذ قبل وبعد الإستقلال مع المستعمر وطاغية العسكر58-64 للإنفراد بخيرات النيل واستقطاع أغلى أطراف البلاد، نذكرأيضاً  تحالفات إدارة وسلطان مصرالأسبق واللاحق مع عهد عصابة الطاغية 69-85 وحماية السفاح الراحل المستجير بهم والنُكرَان لجميل ووفاء شعب خلاق تحت زعامة وطنية راشدة قد أبدلوا واقع مصر من روح الهزيمة إلى مستقبل منظور بآمال الإنفكاك من مرحلة الإنتكاسة واستعادة سيناء والسويس . تنكروا لرعيل الدعم بلاءات الخرطوم، واستوقفوا الركبَ  عند أسفل محطات التاريخ في خط التلاقي بين جنوب وشمال الوادي بإعتراف وتأييد الأخير بل وتسويقه لنكبة يونيو89 وما زالوا في ذات الموقف حمايةً للسفاح الحالي، تقارباً منه عند الإستنزاف وحفظ المكاسب ومسرحيات في مواقف التباعد والمفارقة والتخويف عند بادرات مهددات ذات المصالح. في استشهاداتنا من ثوابت التاريخ  سيرة علاقة توجهات مصلحية عمياء لطرف أوحد دون الآخر بين شطري الوادي يا أستاذة أسماء، فأين الفعالية المُبَرأة من الشوائب لمستقبل تعايش الشعبين؟؟؟ ومن أين لمصر حقوق الأولية في أمرنا؟؟ ثم ماذا للخارجيين ومصر منهم في شأنِ أمةٍ سودانية متوحدة أصلاً وتاريخاً ومصيراً حتى وإن أخرجت إرادة أهل الجنوب تشطيراً مؤقتاً إلى طرفين؟؟؟ لماذا تبعدين وتتجاهلين إستراتيجيات السياسة المصرية من مطرقات مجموعات الضغوط الدولية التي تُقحِمُ آلياتها وجواسيسها وعملائها في صناعة القرارالسوداني؟؟؟  قد يصدق في حالة مصرمع السودان، يا أستاذة، المثل القائل " يقتل الميت ويمشي في جنازته" أما نحن شعبٌ خالدٌ لا يموت، فالتبحثوا لكم عن جنازاتٍ بديلة تكسبكم ثِقَل جبل أُحد وترجح الميزان يوم الحساب. 

 

محجوب بابا

وثائقي سوداني في المهجر

محمول 0097339347132

إلكتروني: mahjobmb@agu.edu.bh 

 

آراء