تعقيب على رد الدكتور الشفيع خضر حول تأسيس جبهة عريضه
تاج السر حسين
13 August, 2011
13 August, 2011
royalprince33@yahoo.com
لا أدرى اذا كان رد الدكتور الشفيع خضر القيادى بالحزب الشيوعى السودانى، مقصود به ما أثرته فى مقال سابق وأوضحت فيه ان (الجبهة السودانيه للتغيير) المرجوءة موجوده بالفعل وتأسست منذ فترة من الوقت من مجموعة لا يشك فى نزاهتها ووطنيتها، أم هو رد على موضوع طرح فى مكان آخر .
وعلى كل فأن ما اوضحه د. الشفيع خضر أمر ايجابى يمكن أن يبنى عليه، حيث ذكر فى مقاله ما يلى : (( الشروع في بناء هذه الجبهة العريضة لا يعني نفي أو الحكم بإعدام ما هو موجود من مواعين العمل المعارض. لكن الكلمة، أو الجملة، المفتاحية هنا هي: العمل الجماهيري في القاعدة كأساس)).
ونحن نتفق معه تماما فيما قاله، ونوضح بأن الجبهة السودانيه للتغيير لم تتأسس من أعلى.. ولو كان الأمر كذلك لوجد فى قيادتها رموز وشخصيات حزبيه (تقليديه) عادة يسعى كل من يفكر فى تأسيس جبهة أو حركه لضمهم ويظن البعض أن التغيير لا يمكن أن يحدث الا عن طريقهم ، وهنا لا نقصد اقصاء هذا أو ذاك ، لكننا نترك مسالة اختيار القيادة للجماهير ومن لا يجد فى برنامجنا المطروح ما يقنعه بصورة كاملة، لكنه يؤمن بالتغيير كحد أدنى، فهذا وحده كاف لتأسيس نوع من التحالف أو الأئتلاف لأحداث ذلك التغيير، ونحن نعلم بأن أهل السودان وبعد تجربة الأنقاذ اصبحوا على قناعة تامه بأن هذا البلد لا يمكن أن يحكم عن طريق صوت واحد ورأى واحد يختزل باقى الاصوات والأراء.
كما اننا نؤمن بأنه لابد من استخدام وسائل واليات جديده تختلف عما تعارف عليه الناس واصبح غير عملى ولا يؤدى الى التغيير المنشود.
ونوضح بكل شفافيه شكل الدوله السودانيه التى نقترحها ونسعى اليها منذ البدايه مستفيدين من أخطاء الماضى وحتى لا تحدث خلافات جذريه وعميقه بعد أن يحدث التغيير كما هو حادث فى بلد مجاور، نلاحظ أن البعض من اهله يسعون للعودة به الى عصور الظلام والتخلف ولأختطاف تلك الثوره (الملهمه) بعد أن أمتنعوا أو تحفظوا من الأنخراط فيها خلال الأيام الأولى.
وشكل الدوله الذى نقترحه هى دولة تسع الجميع دون اقصاء أو تهميش أساسها (المواطنه) والشكل المدنى أى لا عسكرى أو دينى، بل ترفض تدخل الدين فى الدوله وتنأى به عن السياسه، وتعمل من أجل سودان فدرالى ديمقراطى لا تهيمن فيه ثقافة على باقى الثقافات كما كان مما أدى الى الشعور بغبن كثيف.
وهذا لا يعنى انها دوله تدعو للفوضى أو الأباحيه كما يظن البعض، فالأسس التى تقوم عليها اى دوله تنشد الاستقرار والتقدم والنمو والأزدهار لابد أن تراعى ثقافة شعبها وتراثه وفى ذات الوقت تنسجم مع المواثيق الدوليه المعلنه لحقوق الأنسان وعدم المساس بكرامته وحريته.
ومن منطلق فهمنا لأختلاف ظروف التغيير من بلد لآخر، فنحن لا نميز بين مواطن سودانى يعيش فى الداخل أو الخارج وكل له دوره فى احداث التغيير، فالمغترب السودانى ومن يعيشون فى المهاجر البعيده أو القريبه لم يتخلوا فى يوم من الأيام عن مسوؤلياتهم ودورهم فى مساعدة اهلهم وذويهم فى مجالات الصحه والتعليم ومحاربة الفقر وخلاف ذلك من مجالات دون من أو اذى ، بل ظلت الدوله رغم قيامهم بالكثير من الأعباء نيابة عنها، ترهق كاهلهم بالضرائب الباهظه، التى لا تذهب للشعب وأنما لجيوب المسوؤلين وبطانتهم.
وكل من يسعى لتقيل دور المهاجرين السودانيين يضع نفسه فى صف النظام الحاكم الذى يروج لمثل هذه المفاهيم قاصدا متعمدا من أجل عزل مواطنى الداخل عن رفاقهم فى الخارج.
وعلى كل فأن هذه الجبهه التى تضم مجموعه من المثقفين والأكاديميين والمهنيين فى الداخل وفى مختلف البلدان تفتح ابوابها لكل سودانى حر وشريف وديمقراطى فى أى مكان يشعر بما يوؤل اليه مستقبل الوطن من حال لا يسر وينذر بالخطر، وربما يؤدى الى المزيد من التقسيم والتمزق، ولذلك نرى أن اى حوار مع النظام القائم لا فائدة ترجى منه ولا يؤدى الى نتائج ايجابيه بل يطيل من عمر النظام ويجعله متشبث بالسلطه وبرؤيته الأحاديه فى الحكم، وبذات الطريقه التى أدت الى استقلال الجنوب أو انفصاله وعقدت من ازمة (دارفور) واضافت اليها مناطق جديده مثل جنوب كردفان وما يحدث من ابادة وتصفية عرقيه لأهلنا فى جبال النوبه، وما هو عليه الحال فى الشرق.
وفى الختام انها (جبهة سودانية للتغيير) .. وأنها ثورة حتى النصر.