تــقدير مــوقف!.

 


 

 

بـهدوووء_
بإرسال الدول الأوربية ، مبعوثيها متفرقين ، يمكن التكهن بأن مسألة السودان تخضع لحسابات مختلفة في أروقة الاتحاد الأوربي ، وخصوصا بوجود مبعوث / ممثل للاتحاد الأوربي (خاص) ، وعلى ما يبدو أن الطاولة اكتملت أركانها ، بإرسال المبعوثين ، ويبدو أن الحسابات هذه تضع لإهتمام الحكومات الأوربية ، متجاوزة لأروقة سفاراتها التي تأثرت بالأزمة بصورة كلية ، مما عرقل سير الاتفاقات التي اتخذت بين الأطراف قبيل 25 اكتوبر . والتي كان الجميع جزء من تعقيداتها ، وهو ما يمكن أن يقرأ من خلال واقع العلاقات بين قادة انقلاب 25 اكتوبر وبين هذه الدول.
وبعد تحجيم دور البعثة ، وتحديد أجندتها من قبل المبعوث الاممي ، و الذي دفعت به الخرطوم كمقترح يدعم هذا الاتجاه بتاريخ 22 ابريل الماضي في دهاليز الامم المتحدة يكون المشهد السياسي في اتجاه ترتيبات انتقالية نحو انتخابات تقوم في موعدها ، ويدخل الاتحاد الافريقي بقوة هذه المرة مدعوم بالايقاد ، وهو ما يمكن تشجيعه للحفاظ على وضعية السودان و عمقه الافريقي ، ومن المرجح أن ترسل جامعة الدول العربية ايضا موفد رسمي ، لمحاولة احتواء هذه الازمة بعيدا عن المحاور و تجنبا للتصادمات مع الولايات المتحدة و بعض الدول الاوربية.
مما يعني ان الحوار الذي قرر له الانطلاق بعد عطلة عيد الفطر شروطه معدة ، وهو ما نجح فيه القادة في 25 اكتوبر من خلال التحركات الديبلوماسية بالاضافة الى تفكك قوى الحرية و التغيير المجلس المركزي ، وضياع قادة اتفاق جوبا 2020 في وحل الراهن و محاولة اخذ مكان في المعادلة السياسية ، ونجد أن هذا الموقع السياسي محكوم وفق معادلات وضعية الاستقرار باقليم دارفور ، خصوصا تورط قيادة الدعم السريع في دعم الوالي بغرب دارفور الذي شهد مباركة حميدتي قائد الدعم السريع ، و الذي انفلت العقد من يده في هذه الاحداث ، فلقد غفل عن التركيب الاجتماعي للمشكلة ، فاستخدمت جزء من اسلحته في المواجهات وهو بطبيعة الحال امر متوقع خصوصا صلات القرابة التي تجمع المكونات في تلك المنطقة ، خصوصا ان هذه الاحداث صاحبها تصريح للقائد العام بأن هذه المواجهات عقدت الموقف ، و بجانب آخر يترأس الفريق كباشي لجنة الدعم الانساني والتي حسب تصريحها لا تحتوي على عضوية الدعم السريع ، و بعض الانباء تشير الى تغيب قيادات الدعم السريع عن مجلس الامن و الدفاع.
القيادة التي ضمنت مواقف الدول الخليجية و الافريقية من الحوار السياسي و من الترتيبات القادمة وهو ما افرزته زيارة البرهان الاخيرة للامارات و المملكة العربية السعودية ، و القاهرة و اوغندا و تشاد ، وبعض الزيارات المهمة الى رواندا بالاضافة الى جوبا و اسمرا . بالاضافة الى اللقاء الاخير الذي اجراه شمس الدين كباشي مع سفراء و دبلوماسيين مجلس التعاون و جمهورية مصر0 في جانب التنظيمات السياسي و المنظومات القاعدية على ما يبدو أن احداث 6 ابريل اثرت على فرصهم في الحصول على متطلباتهم و شعاراتهم ، وخصوصا أن الجميع بما فيهم الدول الاوربية كانت تتوقع حدثا مختلفا ، وظهرت الانقسامات التي بدأت مع مواثيق اللجان ، في احداث اثر كبير وسط هذه التشكيلات مما استدعى صعود خطاب (وحدة قوى الثورة ) الشعار الذي اطلقه خالد سلك ، بعد خروجه من السجن ، مما يشير الى أن هذا الخطاب هو خط سياسي وليس شعارا عرضيا رغم الاستهتار به من قبل الفاعلين الا انه من المهم قراءة هذا الموقف لمعرفة سير العملية السياسية واثرها على المجموعات القاعدية.
في المجمل لن يعود الوضع السياسي الى ما قبل 25 اكتوبر ، خصوصا ان الفترة الماضية شهدت عودة قيادة المنظومة الاسلامية الى المشهد والتي بكل تأكيد ستحجم بواقع المشاورات الاخيرة التي خرجت البعثة بخطوطها العامة ، خصوصا ان هذه المنظومة تعاني من انقسامات داخلية تصل الى حد المواجهات بين اطرافها.
ومستقبل المفاوضات لن يكون سهلا على الاطراف خصوصا تلك التي خرجت من السلطة و وضعت نفسها في خانة المعارضة وفق شرط سياسي لم تصنعه ، و ستكتفي القوى الرافضة لهذا الاطار السياسي بالوقوف للرفض وهي الاخرى اقحمت نفسها في مواجهات داخل المجموعات القاعدية وصلت الى حد التهديد بالقتل و التصفية مما يعني ان صراعا على مستويات عدة ستشهدها الساحة السياسية داخل المنظومات السياسية و خارجها وعلى التشكلات القاعدية ايضا.
وتدخل قيادات انقلاب25 اكتوبر ايضا المشهد وهناك بند مهم جدا (الترتيبات الأمنية ) والتي يجب أن يدخل الدعم السريع ضمن اسئلتها ، مما يشير إلى إعادة التحالفات السياسية ، فهناك اطراف ستقف خلف اطراف للحفاظ على مصالحها ، خصوصا أن غريمها واحد (المؤسسة العسكرية ) التي ستواجه هي الاخرى بأسئلة مهمة ، خصوصا إن قيادتها الانقلابية ومنذ 25 اكتوبر تقول بأنها لن تسلم إلا بتوافق سياسي للجميع او انتخابات ، وهو ما أكد على لسان قيادات الاركان في محافل مختلفة ، اهمها دورة العلاقات المدنية / العسكرية بأكاديمية نميري العسكرية. قد يقول قائل هل هذا يعني بأن الانقلاب وجد مقعده،وأن مشروع الشراكة سيكون هو الخيار الفرضي علي الكل،وأن اهداف لجان المقاومة ورؤيتها ستداس (بالبوت) وسيكون المجلس العسكري جزءا من صناع القرر مستقبلا بدل الاسقاط؟
وستكون اجابات تلك الاسئلة بأن القادم لن يكون سهلا على الجميع وخصوصا الذين لا يقفون مواقف اصيلة و واضحة و يندسون خلف صراع شعارات لا يملكون لها افق عملي يمكن تطبيقه ، و مقولات لا تمت إلى الواقع السياسي و الاجتماعي بصلة في ظل ظروف و شروط اقتصادية قاسية على السودان لا يمكن ازاحتها عن المشهد ، كل هذا والايام كفيلة بازاحة اللثام عن وضع المشهد السياسي في السودان.
أخـر الهدوووء:-
التسامح هو هديتك للآخرين و النسيان هديتك لنفسك .. فمن أراد راحة البال، فلينسى مايلقاه من الآخرين. والعيد مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من شعائره تنطوي على حكم عظيمة ومعان جليلة واسرار بديعة لا تعرفها سوى الامة الاسلامية ولا تعرفها سائر الامم في شتى مناسباتها واعيادها ، فهو عند المسلمين شكر على تمام النعمة واسباغ المنة فتتجلى فيه صور التلاحم في اسمى معانيها وابهى حللها وتتواصل فيه المعاني الدينية والانسانية والاجتماعية النفسية والزمنية لتشكل معان خالدة ومظاهر رائعة. كل عام وانتم بخير بحلول عيد الفطر المبارك .. أعاده الله واياكم بالخير واليمن والبركات .. وأن تنعم بلادنا بالأمن والرخاء والاستقرار والسلام .

mido34067@gmail.com
/////////////////////////

 

 

آراء