الشعبوية الهولندية ( حظر القرآن ؛ إغلاق المساجد ؛ طرد المسلمين وفرض ضريبة على الحجاب)
الحارث إدريس الحارث
الشعبوية الهولندية:
ولد " غيرت ويلدرز" زعيم تيار الشعبوية الهولندية ورئيس حزب الحرية الهولندى فى عام 1963 فى عائلة من اربعة اطفال حيث كان يعمل والده الهولندى تنفيذيا فى شركة للطباعة والذى تأثر كثيرا من تجربة الاحتلال النازى مما ادى إلى مقاطعته السفر إلى إلمانيا مدة 40 سنة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية. وأمه هولندية ولدت فى اندونيسيا خلال فترة الاستعمار الهولندى ؛ حيث قامت اندونيسيا بطرد العناصر اليورو-آسيوية من البلاد بعد الحرب العالمية الثانية. ترعرع فى مدينة " فنلو" الصناعية الواقعة فى محافظة " ليمبيرخ " فى جنوب هولندا الفقير؛ والتى يسود فيها المذهب المسيحى للروم الكاثوليك. ويعيش فى خلاف مع اخيه الاكبر " بول" الذى وصف ويلدرز اثناء الطفولة لصحيفة الغارديان البريطانية بانه كان " مزعجا ورهيبا بدرجة مثيرة للضيق؛ انانى وعدوانى". لم يكن ويلدرز معتنقا لعقيدة دينية ؛ وعقب الانتهاء من المرحلة الدراسية وقضاء فترة الخدمة العسكرية ذهب إلى إسرائيل للعمل فى إحدى الكميونات الزراعية وامضى مدة عامين هناك مما خلق نوعا من القربى النفسية مع دولة اسرائيل التى احس فيها كأنه كان هناك من قبل. ومنذ ذلك الوقت اصبح فيلدرز احد اصدقاء دولة إسرائيل والداعمين لها ويعتبرها وطنه الثانى. اوردت مجلة " نيو ستيتسمان" البريطانية فى عدددها الصادر فى (3 - 9 مارس 2017 ) " ان " غيرت ويلدرز " لما كان فى إسرائيل اخذت كراهيته وبغضه للإسلام فى الظهور لأنه وقف على تخلف الدول العربية المجاورة لإسرائيل والتى يعزو تخلفها إلى " طبيعة دينهم القمعى". من الواضح ان " غيرت ويلدرز" شخص شديد التطرف ويشكل حجر عثرة الوفاق السياسى الليبرالى الهولندى ويغلب عليه الخطاب السياسى الجامح. عمل منذ خط البداية على توظيف الخطاب السياسىى المعادى للاسلام والمسلمين واعدا بإلحاق هيمنة التقاليد اليهودية - المسيحية بالدستور الهولندى؛ حيث يصف الاسلام ب "الايدولوجيا الشمولية ". ولقد ظل يعيش تحت حراسة مشددة منذ عام 2004 إثر تلقيه تهديدات بالقتل من الاصوليين الاسلامويين. يلقبونه بدونالد ترامب هولندا ؛ ويشترك معه فى صبغة الشعر الشقراء وتغريدات تويتر الملتهبة والسترات المموسقة. وهو ينادى مثل مارين لوبين فى فرنسا بإغلاق الحدود الهولندية والخروج من الاتحاد الاوربى وتطبيق تدابير نزع طابع الاسلمة فى هولندا تتمثل فى وقف الهجرة من البلدان المسلمة وحظر القرآن وإغلاق المساجد والمدارس الاسلامية فى هولندا. اصبح نائبا فى البرلمان الهولندى فى عام 1998 حيث امضى مدة تسع عشرة سنة فى النيابة البرلمانية ؛ ثم قام بتأسيس حزب الحرية الهولندى فى عام 2006 بهدف الانعتاق من صفوة لاهاى المهيمنة على المؤسسة السياسية الرسمية. عند مقتل السياسى الهولندى " بيم فورتوين " المعادى للمسلمين فى عام 2002 من قبل ناشط بيئوى هولندى؛ سيطر حزب فيلدرز على دائرته الانتخابية حيث حصل فى انتخابات عام 2010 على 24 مقعد. وحل حزبه PVV فى المرتبة الثانية فى إستطلاعات الراى حول انتخابات البرلمان الهولندى التى ستجرى فى اواسط مارس الحالى وذلك بنسبة 16% والتى يأتى فى صدارتها الليبرليون فى حزب VVD المصنف فى يمين الوسط ( حزب الشعب للحرية والديمقراطية ) بقيادة رئيس الوزراء الحالى " مارك روت " بنسبة 17%. يركز ويلدرز فى خطابه الاعلامى بتعليق مشاكل هولندا على شماعة ما اسماه " شر الاسلام والاتحاد الاوربى" والمهاجرين. ومنذ خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربى وهو يتنبأ بسقوط وشيك للاتحاد الاوربى الذى يسيطر عليه حسب رأيه نخبة الصفوة والجناح اليسارى من مناصرى التعددية الثقافية التى تحول دون إغلاق هولندا لحدودها. ويعد بتخارج هولندا فى عملية " نكزيت " من الاتحاد الاوربى على خطى بريطانيا حال فوز حزبه فى الانتخابات.
يروى " سايمون كوبر" الكاتب الهولندى فى صحيفة " فينانشيال تايمز" البريطانية الذى إلتقاه مؤخرا بمكتبه فى البرلمان الهولندى فى لاهاى واجرى معه حوارا ؛ ان فيلدرز المتطلع إلى وضعية عالمية يعلق فى مكتبة صورة مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة عن حزب المحافظين ؛ وصورة " العلم الاسرائيلى" على النافذة وملصق مكتوب باللغة العربية قال فيلدرز ان ترجمته تعنى" ان القرءآن سم وإن محمدا لص". يقول ويلدرز الذى سبق له العمل فى مجلس إدارة الرعاية الصحية والضمان الاجتماعى فى منطقة " يوتريخت" انه اندهش عندما شاهد المهاجرين العمال القادمين من تركيا والمغرب يعملون على تغيير هوية منطقة " كتالين آيلاند" ( ضاحية يسكنها البيض من الطبقة الوسطى ) والتى حولوها إلى كزابلانكا وأسطنبول مصغرتين حيث يتم كتابة علامات المتاجر باللغة العربية ويرتدى النساء الحجاب وانها اضحت منطقة خطيرة جدا لغير المسلمين . وانه نفسه تعرض للسطو فى احدى المرات واضطر إلى الهروب حفاظا على حياته.فى عام 2008 اصدر وثيقة بعنوان " الفتنة" ضمنها إقتباسات من القرءآن ومشاهد من هجمات الاسلاميين مما ادى إلى حظره من دخول بريطانيا فى عام 2009 على خلفية تهديده الأمن العام؛ كما تمت إدانتة العام الماضى بالتحريض على الكراهية العنصرية. فى إحدى خطبه فى البرلمان الهولندى قال ويلدرز " إن الهولنديين قد اكتفوا من روية البراقع واحجبة الرأس والمنارات ذات الاصوات الداوية وخفاض النساء وعمليات ترميم غشاء البكارة وإساءة معاملة المثليين والكتابة العربية والتركية على البصات والقطارات وكتيبات المجالس البلدية وامتحانات الشريعة ورهونات الشريعة التى يصدرها وزير المالية وضخامة تمثيل المسلمين فى مجال الجريمة بما فى ذلك الارهابيين المغاربة وفى الشوارع ". وتمت إدانة ويلدرز مرتين بتهمة التحريض على الكراهية والتميز العنصرى.
ويقول ويلدرز " ان الاسلام ديانة عتيقة وأيدولوجيا شمولية تريد بسط الهيمنة على العالم" حيث يشبه القرءآن بكتاب هتلر المسمى " كفاحى" Mein Kampf. كما يحذر من طغيان الاسلام الزاحف ليقلب اوربا إلى " اورابيا" وان دولة إسرائيل هى التى تشكل " الخط الاول للدفاع عن أوربا". ويصف المساجد فى هولندا بأنها " مواقع للكراهية " والشبان المسلمين بانهم " إرهابيو الشوارع وقنابل التستوسترون" الذين يتهددون المراة الهولندية. ويصف حجاب المرأة المسلمة ب " خرق واسمال الرأس البالية ". واقترح ويلدرز فرض ضريبة على المسلمات المحجبات فى الاماكن العامة وتوظيف العوائد فى عملية تحرير النساء. ويستطرد بالقول " ان المسلمين يقومون بضرب الشواذ وان الهولنديات الشقراوات لجأن إلى إخفاء شعرهن خوفا من تعرضهن للتحرش فى الشوارع. وأيد قرار الرئيس دونالد ترمب بحظر الزوار المسلمين من سبعة دول مسلمة من الدخول الى امريكا مبديا أسفه ان القرار لم يشمل السعودية. وينتقد ويلدرز ما يسمى فى علم الاجتماع السياسى وحقوق الانسان العالمية " النسبية الثقافية " ؛ وان الثقافة الغربية القائمة اصلا على المثل اليهودية - المسيحية تعد أرفع شأنا من الثقافات الاسلامية. ورغم إتهامه المسلمين فى هولندا بالاجرام إلا ان الاحصاءات تشير إلى هبوط معدل الجريمة فى هولندا وان السجون الهولندية خالية من المساجين لحد لجأت فيه هولندا إلى تاجيرها إلى بلجيكا والنرويج. ورغم تحامله على البرقع إلا ان الاحصاءات تشير إلى ان النساء المسلمات المرتديات للبرقع يقل عددهن عن المائة إمرأة. لا يميل ويلدرز إلى التعامل مع الصحافة إلا نادرا وبشكل إنتقائى ويستخدم بدلا عنها وسائل التواصل الاجتماعى حيث يبلغ عدد متابعيه فى تغريداته بتويتر اكثر من 600 الف متابع. ويعتبر " تشرشل" رئيس وزراء بريطانيا فى فترة الحرب العالمية الثانية بمثابة الأب الروحى حيث يطمح إلى ان يصير شخصية تاريخية مثله. ويعتبر حزبه حزب الجماهير الهولندية ولكن الثابت ان حزبه لا يملك قوائم عضوية فهو وحده الذى يدير حزبه بيد من حديد ؛ ولا يعرف لحزبه مقر سوى الموقع الذى يعيش فيه مختبئا وراء الاستار والاقفال فى مقر البرلمان الهولندى فى لاهاى. وكان ذلك إثر مقتل المخرج السينمائى الهولندى" فان خوخ" فى عام 2004 باعيرة رصاص وطعنات بالسكين من " محمد بويرى" المولود فى هولندا من اصل مغربى ؛ كرد فعل على فيلم وثائقى اخرجه فان خوخ بإسم "الخضوع" يشير فيه إلى إضطهاد الاسلام للمرأة . ولقد هدد القاتل كل من ينتقد الاسلام بنفس المصير. ومنذ ذلك الحادث يعيش ويلدرز تحت الارض ؛ وكذلك " عيان هيرسى على " الكاتبة الصومالية المعادية للاسلام والتى لجأت إلى امريكا؛ ونائب برلمانى صومالى آخر ورد انه اعان فان خوخ على إخراج فيلم الخضوع. نعم هناك نية ونشرمؤخرا برنامجه الانتخابى فى صفحة واحدة من إحدى عشر نقطة بعنوان " هولندا ملكنا مرة اخرى" والذى نورد منه النقاط التالية: • ان الملايين من الهولنديين قد ضاقوا ذرعا بأسلمة هولندا ولذلك لابد من وضع حد للهجرة الجماعية واللجوء والارهاب والعنف وعدم الامان • ان حكومة يشكلها حزب الحرية الهولندى سوف تقوم بنزع الاسلمة عن هولندا بحظر القرآن وإغلاق المساجد والمدارس الاسلامية ومراكزاللجوء ووضع حد للهجرة من البلدان المسلمة • منع إرتداء الحجاب فى الاماكن العامة وطرد المسلمين مزدوجى الجنسية الذين يرتكبون جرائم وإيداع المتطرفين المشتبه فيهم فى الحبس الوقائى. • الخروج من الاتحاد الاوربى يطمح ويلدرز إلى تحقيق حلمه المتمثل فى ثورة " الربيع الوطنى" فى هولندا حيث يفاقم فوزه - وهو امر يستبعده كافة المحللون- من حدة الانشطار الثقافى والعرقى فى هولندا حيث تعرضت بعض المساجد للهجوم. لا يتلقى ويلدرز دعما لحزبه من الحكومة وتتلقى حملته الانتخابية تمويلا من مجموعة ممولين تضم يهود امريكيين اثرياء ومنظمات امريكية من اليمين المتطرف مثل مركز الحرية التابع إلى " ديفيد هورويتز" الامريكى المناوىء للاسلاميين الذى يعتقد انه لكى يتم إنقاذ اوربا من التحول إلى خلافة إسلامية لابد من نجاح " تشرشل " هولندى فى الوصول إلى السلطة. وكذلك يقوم بدعمه المؤرخ الامريكى " لاينيل بايب " من جماعة المحافظين الجدد الذى يشرف على منبر الشرق الاوسط .
تاريخ تشكيل الحكومات الهولندية إتسم بطابع الائتلافات السياسية حيث يتكون البرلمان الهولندى الحالى من اثنى عشر حزبا يحتمل إرتفاع عددها إلى اربعة عشر حزبا بعد الانتخابات. ولذلك يحتاج فيلدرز إلى نسبة أصوات تصل إلى 50% لكى يتمكن من تشكيل حكومة إئتلافية يرفض الدخول فيها بقية الأحزاب الهولندية نظرا لخطابه الجامح وبرنامجه غير المتوافق مع الاجماع السياسى . وتتفوق عليه فى استطلاعات الرأى الاخيرة مجموعة احزاب اليسار واحزاب يمين الوسط التى حصلت على نسبة متساوية (28%). وفى حقيقة الامر تعتبر هولندا دولة مؤلفة من عدة أقليات ومجموعات مصالح الشىء الذى إنطبع على الثقافة القائمة على الاهتمام بالتفاصيل واستخدام التفاوض بهدف التوصل إلى تسويات. ويلاحظ ان ويلدرز قاطع المداولات التى يجريها عادة قادة الاحزاب حول قضايا مهمة قبل الانتخابات واكتفى بالقيام بحملته الانتخابية عبر وسيط التواصل الاجتماعى " تويتر" وهو موقف شاذ عن القاعدة السياسية الانتخابية. عموما لم يكن ويلدرز موافقا فى الدخول فى حكومات الائتلاف لانه يفضل الازدهار من واقع خطاب المعارضة الدائمة وهو ليس رجل تسويات ومواقف وسطية. خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربى وفوز دونالد ترمب فى انتخابات الرئاسة الامريكية شكلا عاملان أضفيا قوة على تيار اليمين المتطرف. ولقد كشف إستطلاع اجرته صحيفة " فاينانشيال تايمز " البريطانية فى اكثر من مائة مدينة ومناطق ريفية فى هولندا حول المتغيرات السياسية عن ارتفاع المشاعر الشعبوية مع تشرذم الساحة السياسية التى ينشط فيها 28 حزبا سياسيا.
ومن المتغيرات التى تم إستخلاصها من عامة الهولنديون ؛ تراجع الناخبين عن دعم احزاب المؤسسة الرسمية التى كانت تحظى بالافضلية مثل حزب PPV بسبب تنامى موجة السخط العام ضد الهجرة وصلف ساسة المؤسسة الحزبية الرسمية وعدم إكتراثهم باولويات المواطنين والموقف السلبى للصفوة الهولندية فى لاهاى غير الخاضعة للمساءلة. وفى بعض المناطق مثل " الحزام الانجيلى" الممتدة قطريا عبر البلاد والتى يقيم فيه المحافظون البروتستانت من اتباع مذهب الكنيسة الكالفينية الذين عادة ما ينتخبون الأحزاب المسيحية الصغيرة تم رصد تنامى المشاعر المعادية للاسلام رغم عدم تواجد مهاجرين مسلمين يقيمون بين ظهرانيهم. ويعزى ذلك الموقف النفسى للتخوف من ان تزايد وفود المهاجرين سوف يؤدى إلى تقليص نفوذ الكنيسة الكالفينية. ولقد تفاقمت هذه المشاعر السلبية تجاه الاسلام خلال العشر سنوات الماضية بتأثير واضح من وسائل التواصل الاجتماعى ؛ بالاضافة إلى أثر إستفحال الازمة المصرفية وارتفاع البطالة وهبوط أسعار العقارات السكنية بشكل كبير مما ادى إلى الانعطافة تجاه اليمين المتطرف. ان الجنوب الهولندى المعروف بالحزام الانجيلى وهومنطقة مسيحية محافظة كما قدمنا يشهد الاثار السالبة نتيجة سياسات العولمة التى قامت بتخديم العمال الاجانب فى الصناعات الحيوية وإزمة منطقة اليورو مما ادى إلى إنعطافة لصالح اليمين الشعبوى. وبات واضحا ان عددا من الناخبين المنتمين إلى الديانة الارثوذكسية - الكالفينية يرحبون بافكار دونالد ترمب. ونجم هذا التعاطف من تعرض المنطقة لإغلاق شركات الفولاذ وصناعة السفن بالاضافة إلى تخوفهم من تهديدات الارهاب وضعف الاداء الحكومى لتطويق مخاوفهم. ومن تلك المخاوف ما وصفوه بتباطؤ إندماج المسلمين فى الثقافة الهولندية حيث اشار بعض الناخبين إلى عدم وجود اى اواصر تقارب ين الاتراك الهولنديين والهولنديين. ويلاحظ بعض المسلمين المقيمين بالقرب من مدينة امستردام شدة الاستقطاب وضمور الثقة بين الاقليات والهولنديين وان الناخبين فى المنطقة بدأوا يصوتون لحزب الحرية الهولندى ما يعنى الترحيب بطردهم من البلاد. ويلاحظ استاذ لغة هولندية ان المدرسة التى يدرس فيها تضم اقليات من عشرين بلدا لا يتحدثون لغات بعضهم البعض وانما يجمع بينهم اللغة الهولندية. وبالرغم من ان هولندا دولة عرفت بالتسامح والتوافق والليبرلية التقدمية وتفاخر بانها دولة انموذج داخل اوربا ؛ وان رئيس البرلمان الهولندى هى السيدة فاطمة عريب من اصل مغربى ؛ إلا ان زعيم الحزب المسيحى الديمقراطى الهولندى " سيبراند فان هيرسما بوما" وصف الحالة السائدة فى هولندا بقوله " ان الهولنديين صاروا اكثر غضبا واكثر قداسة وتزايد إحساسهم بعدم الامان اكثر من اى وقت مضى". وتضم هولندا جاليات مسلمة من المغرب وتركيا وسورينام وجزر الانتيل منذ عام 1960 وغيرهم من المهاجرين الجدد وطلاب اللجوء مثل السودانيين والارتريين حيث يأتى الاسلام فى المرتبة الثانية بنسبة 6%. ويقدر عدد الملسمين بأٌقل من مليونين من اصل 17 مليون حيث يوجد فى هولندا اكثر من 400 مسجد. ويمكن ملاحظة ان مدينة مثل روتردام التى تعد مثالا للهوية الثقافية المتعددة ويتحدر عمدتها " احمد ابو طالب" من اصل مغربى ؛ بدأت تشهد زيادة فى التوتر وحدة الاستقطاب بين عناصر التركيبة السكانية وذلك للطريقة المضخمة التى تتناول بها وسائل الاعلام مسألة التعددية فى عصر يتسم بهرولة المهاجرين إلى اوربا بجانب الاحداث التى شهدتها فى الاسبوع الماضى وادت إلى تدهور العلاقات التركية الهولندية. وفى مدينة ماستريخت الواقعة فى أقصى شمالى هولندا والتى شهدت مولد إتفاقية الاتحاد الاوربى فى عام 1992 التى حملت اسمها ؛ اكتشف طلاب كانوا يبحثون عن كيفية إستجابة أصحاب المشروعات التجارية لمجتمع التعددية الثقافية ان وسائل الاعلام الهولندية ( الاذاعة والتلفزيون جهازان حكوميان) هى التى تمتنع عن عكس حقيقة التعددية الثقافية فى المجتمع الهولندى وانها كانت تغذى المشاعر السلبية ؛ بالعكس من روتردام التى شكلت فيها التعددية الثقافية مصدرا للإنتعاش التجارى. وافضل ما يوصف به الاعلام الهولندى هو انه إعلام " ابيض " .