تفكيك لرؤية على محمود حسنين وجماعته لقرنق والحركه الشعبيه!
royalprince33@yahoo.com
تشرفت مساء الأمس بزياره كريمه من الدكتور/ أحمد عباس ورفيقه د. صالح بابكر وهما فى طريقهما للندن .. ود. أحمد عباس الذى التقيه لأول مرة هو رئيس المؤتمر التاسيسى للجبهه العريضه وبحكم هذا الوضع وطالما لم يجاز دستور الجبهه العريضه كما اكد من لا أشك فى صدقهم، يكون هو الرئيس الفعلى والشرعى.
ولابد لى أن اتحدث عن هذا الرجل الخلوق الصبور المتواضع د. أحمد عباس، الذى يحادثك فى أدب جم وكأنك العالم وهو التلميذ ولذلك سألت نفسى مستغربا لماذا لم يرشح هذا الرجل لمواصلة قيادة هذه الجبهه من البدايه، أجيز دستورها أم لم يجاز؟ وهو ومن خلال كلماته تشعر بأنه انسان مبدئى وعميق ومرن ويسعى بأخلاص للم الشمل ولعدم الأستمرار فى التشاحن والبغضاء من أجل الوطن الذى يتمزق .. وقلت انها فعلا محن سودانيه وغفله أن نضطر للجوء الى (الدينا صورات) ولمن عملوا مع الأنقاذ وتوقعوا منها خيرا ولمن اضاعوا الوطن منذ استقلاله، لكى يقودوا هذه الجبهه التى كانت فكرتها تداعب خيال كافة اهل السودان من جميع الأتجاهات، لماذا نضطر للأستعانه بمن اخفقوا 55 سنه فى وضع دستور دائم يساوى بين كافة اهل السودان، اساسه المواطنه ويفصل الدين عن الدوله تماما ودونما شعور بالحرج ، حتى ننهض ونصبح مثل الدول المتقدمه والمتطوره والتى يهواها ويعشقها ويحمل جوازات سفرها كثير من الظلاميين جنبا الى جنب مع العلمانيين والمستنيرين؟
للأسف بيننا رجل فى حكمة وعلم وتواضع د. أحمد عباس، وبعد كل ذلك نفكر فى اختيار شخص آخر غيره ليقود مسيرة هذه الجبهه الى بر الأمان بصوره ديكتاتوريه وتعسفيه يصدر (الفرمانات) والتعليمات من اعلى الى اسفل وعلى الجميع أن يوافقوا وينفذوا ولا ينتقدوا أو يرفضوا، وبذلك نستبدل ديكتاتوريه بديكتاتوريه أخرى!
الشاهد فى الأمر وبعد أن ودعت الرجلين المحترمين، عدت لقراءة ما استجد من مواضيع فى المواقع السودانيه، فوجدت اختلافا كاملا عما يتمناه ويسعى اليه د. أحمد عباس ، بل ما أغرب من ذلك وجدت احد الأخوان من جماعة الأستاذ (على محمود) الذين ساندوه على الحق والباطل، وحتى حينما تنكر لقرار المؤتمر التأسيسى الداعى لفصل الدين عن الدوله أو فصل الدين عن السياسه – لايفرق الأمر كثيرا - وكان من ضمن الذين ناصروه حينما عاد وصحح الخطأ المقصود بشهاده أمينه من احد الأخوان المحترمين، الذين كانوا يعدون فى صفه.
وجدت ذلك (الأنصارى) يطرح موضوعا يتناول فيه حركة ثوريه بصوره ساذجه، تتطابق تماما مع رأى واسلوب المؤتمر الوطنى فى تعامله مع تلك الحركه التى اصبحت ملهمه لكل من ينشد التحرر، وهذا الأمر جعلنى استرجع وجهة نظر الأستاذ (على محمود حسنين) فى الحركه الشعبيه وقائدها الفذ جون قرنق، تلك النظره المغلفه غير الواضحه أو المريحه والتى تعكس شئ من الكراهية لشخصية قرنق دون الأفصاح عن ذلك مباشرة، وما أذكره أن احد الذين كانوا معنا ويؤمنون بفكرة (الجبهه العريضه) فى اول ايامها وقبل أن تظهر للوجود، لاحظت عليه تكاسلا فى التعاطى مع (الجبهه) وفى حضور الأجتماعات فى همه ونشاط، وكان يتزرع بحجج عديده غير مقنعه، حتى كشف أخيرا عن انه غير مرتاح لرؤية الاستاذ (على محمود حسنين) فى الحركه الشعبيه، وفى رؤية (قرنق) السودان الجديد الذى يتوق اليه جميع احرار السودان.
وهذه سانحه نفكك فيها رؤية احد انصار (على محمود) فى الحركه الشعبيه والتى تطابق تماما مع ما يراه الأستاذ/ على محمود.
كتب ذلك الأخ فى احدى المواقع:-
((لان الحركه الشعبيه كانت مياله الى استخدام التاكتك لا الاستراتيجى وفى النهايه توصلت الى اتفاق ثنائى مع صبية الاتجاه الاسلامى يضمن لها حق تاسيس دوله دونما تشرك حلفاؤها الراى!! وايضا فى محاولة احياء ذلك التحالف فى تجمع جوبا المنعقد فى 2009 بمدينة جوبا بين احزاب المعارضه و الحركه الشعبيه بغرض الضغط على النظام من اجل التحول الديمقراطى الحقيقى و انفاذ برنامج اتفاقية السلام و دعم خيار الوحده الجازبه , لكن ايضا نجد ان الحركه قد تخلت عن حليفاتها فى محك بسيط جدا وهو مختبر الغاء قوانيين الامن العام و الصحافه و المطبوعات المحاوله التى دشنت بالمظاهره التاريخيه التى خرج فيها قادة الحركه الشعبيه و قادة الاحزاب السياسيه الى الشارع فى تلاحم فريد , ولكن نجد ان المؤتمر الوطنى استطاع ان يلوى يد الحركه الشعبيه من جديد فقبلت الحركه بمقترحاته مقابل التخلى عن اجندة المعارضه الشماليه!! و قد فعلت ذلك فى تنصل تام عن التزامها مع تجمع جوبا و اخيرا موقف الحركه من تجمع جوبا بضرورة اختيار مرشح واحد ودعمه فى مقابل مرشح المؤتمر الوطنى فى الانتخابات الرئاسيه الاخيره , فجاءت اى الحركه الشعبيه ومن دون مقدمات او حتى مشورة حلفائها بسحب مرشحها وذلك عندما هددهم المؤتمر الوطنى بضرورة سحب مرشحهم او الرجوع (المؤتمر الوطنى) عن اتفاقية نيفاشا!! فاستسلمت الحركه الشعبيه لضفط المؤتمر الوطنى واحرجت المعارضه)!)!!
انتهت رؤية الأخ مناصر الأستاذ/ على محمود.
وما هو معلوم بداهة أن (الحركه الشعبيه) قد حققت نجاحا وانتصارا لمشروعها (السودان الجديد) ولو بصورة جزئيه وغير كامله وكما يقول المثل الصينى (الألف ميل تبدأ بخطوه)، وأنتصرت كذلك لقوى الهامش وللمستضعفين فى الأرض وللمظلومين فى السودان ولجميع من انتهكت حقوقهم الدوله الجهاديه الأسلامويه، وقد سعت (الحركه الشعبيه) لتحرير السودان كله وفق امكاناتها .. والسياسه هى فن (الممكن)، وتقدم الصفوف فى قيادة المظاهرات قادتها (باقان أموم) و(ياسر عرمان) والحركه شريكه فى الحكم وقائدها (نائبا اول لرئيس الجمهوريه)، وتعرض اؤلئك القاده للضرب والركل والأعتقال، ولم تراعى (حصانتهم) القانونيه أو مكانتهم الحزبيه، فاين كانت باقى القوى الشماليه؟ ولماذا لم تحرك الشارع كله ليخرج فى المظاهرات يوميا مثلما يحدث الآن فى تونس والجزائر؟ بالطبع شاركت قوى قليله لكنها سرعان ما توفقت لأن قادتها كان كل همهم أن يبقى النظام!
للأسف انها نفسها رؤية (المؤتمر الوطنى) الذى ظل يوجه اللوم والعتاب والنقد العنيف بل والهجوم المتطرف الذى يحرض على التصفيات الجسديه والذى يصدر من شخصيات متطرفه وعنصريه مثل (الطيب مصطفى)، تجمعهم جميعا (جرثومه اسلامويه) تطفح على لغتهم وكلماتهم مهما اخفوها.
ومن يلوم الحركه الشعبيه التى حررت جزء من الوطن لا يوجد عندى شك مطلقا أنه سوف يعود ذات يوم، يتلاقى فى نهاية الطريق مع المؤتمر الوطنى وبرنامجه ويسير فى خطه، ويعمل بنظرية (عينك فى الفيل وتطعن فى ظله)، فالوحده ما كان لها أن تتحقق – ولا نريد لها أن تتحقق رغم شعورنا بالحزن والأسى - الا اذا اعلن النظام (توبته) وتخلي عن الدوله الدينيه، والوحده لن تكون جاذبه الا فى ظل اعتراف بالتنوع الثقافى وعدم هيمنة ثقافة احاديه على باقى الثقافات، وقتها كنت واثقا أن (باقان أموم) و(ياسر عرمان) وجميع قادة الحركه الشعبيه الذين يحفظون صم تعليمات قائدهم الفذ (جون قرنق) سوف نجدهم فى مقدمة الداعين للوحده والمتمسكين بها.
اما اذا استجابت الحركه الشعبيه لتنازلات المؤتمر الوطنى واغراءات رئيسه فى الزمن الضائع كما يريد الأستاذ/ على محمود واتباعه، دون تفكيك الدوله الدينيه ودون احداث تحول ديمقراطى حقيقى، ففى ذلك الوقت يمكن أن نعتبرها تنكرت لمبادئ قائدها وللشعب السودانى كله فى الشمال والجنوب، لأنها بذلك التصرف سوف تمكن (الظلاميين) من رقاب الشعب السودانى وسوف تجعلهم يزدادون تطرفا وفسادا وسوف يشعرون بانتصار مشروعهم الحضارى (الفاشل) الذى كانوا يأملون فى تصديره للقاره الأفريقيه كلها ويصلوا به الى جنوب افريقيا، فالأتجاه شمالا يعلمون كم هو عصى عليهم ولا يستطيعون أن يتمددوا فيه ابعد من حلفا، وهم هكذا دائما لا يخشون الا القوى ومن يحمل السلاح.
وعن اى معارضة يتحدث الأخ الواقف (بدون وعى) فى صف الأستاذ/ على محمود، التى يريد (الحركه الشعبيه) ان ترهن لها مكتسباتها ونجاحاتها التى حققتها بعد أن سالت الدماء وفقدت ارواح 2 مليون و500 الف شهيد؟
هل هى المعارضه التى تشارك فى الأنتخابات ضد رغبات قواعدها وهى تعلم بأنها مزوره ومضروبه (ومخجوجه)، أم المعارضه التى يقودها الأستاذ/ على محمود وظهر التآمر على باقى القوى وتهميشهم والأنقلاب على القرارات منذ اول يوم أنعقد فيه المؤتمر التأسيسى؟
آخر كلمه:-
كل من عمل مع نظام الأنقاذ ولو ليوم واحد، عليه الا ينطاول على الآخرين وأن يبقى فى آخر الصفوف لا فى مقدمتها.