تقرير صحيفة النيويورك تايمز عن مجزرة معسكر كساب للنازحين ؟
ثروت قاسم
22 August, 2012
22 August, 2012
Tharwat20042004@yahoo.com
1 - فضيحة الموسم في جوبا ؟
في يوم الاثنين 20 اغسطس 2012 ، نشرت مجموعة ماكلاتشي الصحفية في الولايات المتحدة ( صحيفة نجمة كنساس سيتي ) تقريرا عن هروب مستشار الرئيس سلفاكير ( الأمريكي – الأثيوبي تيد داقن ) من جوبا الي الولايات المتحدة ، بعد تهديده بالقتل ، بواسطة وزراء جنوبيين في السلطة ( معالي الوزير باقان أموم ؟ ) !
ربما تذكر ، يا هذا ، أنه في يوم الخميس 3 مايو 2012 ، ارسل الرئيس سلفاكير خطابأ ( حرره مستشاره الامريكي تيد داقن ) الي 75 من المتنفذين والوزراء الجنوبيين يطلب فيه منهم ارجاع 4 مليار دولار لخزينة دولة الجنوب العامة ، تم أختلاسها بواسطتهم ، في أكبر عملية نهب مصلح في تاريخ الدولة الوليدة ! وتم نشر هذا الخطاب السري يوم الاثنين 4 يونيو 2012 !
بعد نشر خطاب الرئيس سلفاكير الذي فجر فضيحة قدر الضربة ضد وزراء ومتنفذين كبار في دولة جنوب السودان ، أحجمت معظم الدول المانحة عن تقديم أي مساعدات لدولة الجنوب ! الأمر الذي قذف بالدولة الوليدة في حفرة الأنهيار الأقتصادي الكامل ، خصوصأ بعد قفل أبار النفط الجنوبية في يوم السبت 21 يناير 2012 !
تلقي المستشار تيد داقن تهديدات بالقتل من قبل معالي الوزير باقان اموم وغيره من المتنفذين ! أضطر المستشار تيد داقن للهروب مع عائلته من جوبا الي نيروبي ومنها الي الولايات المتحدة ! وطلب الرئيس سلفاكير من مستشاره تيد داقن عدم العودة الي جوبا مرة أخري ، خوفا علي حياته !
لمزيد من التفاصيل ، راجع كامل تقرير صحيفة نجمة كنساس سيتي حول الموضوع ، علي الرابط ادناه :
http://www.kansascity.com/2012/08/19/3770956/american-expelled-from-south-sudan.html
وأيضأ علي الرابط أدناه أيضأ :
http://sudantribune.com/spip.php?article43641
2 – مجزرة معسكر كساب للنازحين ؟
نشرت صحيفة النيويورك تايمز ( عدد يوم السبت 18 أغسطس 2012) تقريرا مفصلا عن ما حدث في معسكر كساب للنازحين بشمال دارفور ( الخميس 2 أغسطس 2012 ) !
مئات من مليشيات الجنجويد المسلحين حتى أسنانهم ( قوات أبوطيرة ) على ظهور الأحصنة والجمال والحمير وعلى عربات الدفع الرباعي اجتاحت معسكر كساب فجر الخميس الثاني من أغسطس 2012 !
جنجويد اسود ، جنجويد أحمر ، جنجويد لون زينب ، جنجويد بمبي ، وما رحم ربك من جنجويد ! وبدأت هذه الجنجويدات في اطلاق نيران مكثفة وعشوائية ، بغرضي القتل والإرهاب !
استباحت قوات الجنجويد المعسكر لساعات طويلة ، مات فيها العشرات ، وفر عشرات الآلاف من نازحي المعسكر الى الصحراء ! استولى الجنجويد على جميع مقتنيات النازحين ... لم يتركوا كباية شاي ! وحرقوا مخازن الغلال ، وبدأوا في اغتصاب الفتيات أمام عائلاتهم ، لتوكيد المهانة والذلة والخزي والعار !
السبب وراء هذه الجردة الإنتقامية الجنجويدية أن مليشيات أبوطيرة انتابتها شكوك حول عناصر من نازحي معسكر كساب الذين ربما كانوا وراء اغتيال معتمد محلية الواحة ( العربي ؟ ) في سوق كتم يوم الأربعاء أول أغسطس 2012 !
تلفن نازحو معسكر كساب لقوات اليوناميد لنجدتهم من ذئبية الجنجويد ؛ كون حماية النازحين مهمة اليوناميد الحصرية !
وصلت قوات اليوناميد الى المعسكر يوم الأحد 5 اغسطس 2012 ، بعد ثلاثة أيام من بدء المجزرة ...وثكناتها على مرمي حجر من معسكر كساب للنازحين !
فتأمل ؟
وجدت اليوناميد قوات من الجيش السوداني تقاتل في بقايا قوات الجنجويد ( مليشيات أبوطيرة ) ، ووقفت قوات اليوناميد على الحياد تتفرج !
تذكر ، يا هذا ، أن المهمة الحصرية لقوات اليوناميد في دارفور هي حماية النازحين والمواطنين المدنيين من بطش جنجويد ومليشيات وقوات البشير ! ويصرف المجتمع الدولي كل سنة أكثر من مليار و500 مليون دولار على قوات اليوناميد ، لتفعيل هذه المهمة ، حسب تقرير صحيفة النيويورك تايمز !
وتضيع هذه المليار و500 مليون دولار كل سنة بقد القفة ، وتروح شمار في مرقة ... ربما ترك في حسابات عناصر اليوناميد البنكية ؟ أما دارفور واهلها ، فلا يصيبهم دولار واحد من هذه الدولارات الأممية الما خمج ؟
قوات اليوناميد مجموعات من القطط السمان المبغبغة التي تفكر في جمع المال من الرواتب الدولارية العالية وبدلات الحرب الدولارية الأعلى ، ولا تخاطر حتي بحماية مقارها ، وعناصرها ، دعك من حماية النازحين والمواطنيين المدنيين الدارفوريين !
نعم ... تقاعست قوات اليوناميد عن حماية النازحين في معسكر كساب تقاعسا اجراميا ! وتقول بعض الألسن الخبيثة أن اليوناميد لها مصلحة شخصية ومالية في استمرار الحرب الأهلية في دارفور ، مصدر رزقها الدولاري الكبير ! وتجد رئيسها ابراهيم غمباري دائما في صف نظام الإنقاذ ظالما أو مظلوما ، وضد حركات دارفور الحاملة للسلاح ، وإن كانت على حق ! ببساطة لأن نظام الانقاذ يمكن أن يطالب بطرده من دارفور ، كما فعل مع زميله الهولندي يان برونك من قبل ؛ بعكس حركات دارفور التي لا يصل صوتها لمجلس الأمن !
لمن لا يعرف ، مليشيات أبوطيرة هي اسم الدلع لمليشيات الجنجويد العربية التي تم استيعابها في شرطة الإحتياطي المركزي ، وسميت بأبو طيرة لأن الزي الذي ترتديه به علامة طائر ! إذن من المفروض أن تكون قوات حكومية نظامية ومنضبطة ! ولكن ليس هنالك ما هو أبعد عن الحقيقة ! فمليشيات أبوطيرة باشبوزوق همه الحصري الكسب المادي ، وليست لهم أي مرجعيات أيديلوجية كما قوات الجيش النظامي !
وعليه نجد قوات الجيش النظامية تقاتل مليشيات أبوطيرة داخل معسكر كساب لتخرجها من المعسكر ، بعد أن عاثت فيه فسادا ( رغم ان القوتين المتحاربتين قوات حكومية ) !
ولكن هذا التضارب في المرجعيات والتخصصات ، وعدم التكامل ، لا يهم مادام الهدف النهائي قمع النازحين ، وأرغامهم علي هجر المعسكرات !
يقول المراقبون أن نظام الإنقاذ لم يعد يصرف على قوات الجنجويد ببذخ كما في أيام البترول الماضية ! ولكنه ، وكتعويض ، يسمح لها باستباحة النازحين والمواطنين غير الموالين من الزرقة ، لتأمين مدخلات اضافية عينية ( حتي كبابي الشاي ؟ ) ومالية لهم ... وكذلك لإرغام النازحين على هجرالمعسكرات قسرا !
من المضحكات المبكيات أن قوات اليوناميد طالبت سلطات دارفور الولائية بتقديم حماية مسلحة لعناصرها ، ومقارها !
ولكن نعود ونكرر أننا نحيا في سودان الجن حيث اللامعقول هو المعقول ، والعبثي هو الجاد ، والابيض هو الاسود ، وولاية جنوب كردفان هي ولاية شمال كردفان وولاية النيل الازرق هي ولاية النيل الابيض كما يقول الحسيب النسيب جعفر الصادق الميرغني !
لمزيد من التفاصيل راجع كامل تقرير صحيفة النيويورك تايمز على الرابط أدناه :
file:///C:/Documents%20and%20Settings/XPPRESP3/Desktop/attacks-at-kassab-camp-may-be-sign-of-darfur-setback.html
3 – يهوذا السوداني !
في حادثة طائرة تلودي المفجعة ( الأحد 19 اغسطس 2012 ) ، هل لاحظت الآتي :
+ 56 سنة بعد الإستقلال ، ولا زلنا نحتاج لكباتن أجانب لقيادة طائراتنا التجارية ، مع أن التدريب لتخريج كابتن طيار لا يتستغرق أكثر من سنتين ؟ لم نحقق الأكتفاء الذاتي طيلة 56 عاما ؛ واصبحنا نحاكي في الطيران المدني شعار ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ونسوق طائرات بمن ندرب ... فلم ناكل ولم نلبس ولم نسوق ؛ فبيئس حالنا مع عباقرة الانقاذ ؟
+ الوجود المكثف لقادة ميليشيات الدفاع الشعبي وسط ركاب الطائرة ، مما يؤكد انغماس مليشيات الدفاع الشعبي في حرب جنوب كردفان الأبادية !
التعاطي الخاطئ ( حرب المليشيات ؟ ) لنظام الإنقاذ على مدى سنة وشهرين مع قضية جنوب كردفان ، والتي كان يمكن أن تحل سياسيا ، في سلاسة ويسر ! ولكنها وبسبب سياسات الانقاذ الخاطئة ، تحولت إلى حرب اهلية أفضت إلى صدامات وشهداء ونازحين ولاجئين وابادات جماعية لشعوب النوبة !
+ بعض الساسة من شعوب النوبة ( المرحوم بلايل ) ، وغيره كثيرين من الذين يدعون للناس أنهم ضد نظام البشير ويتنقلون معه في رحلاته الرسمية !
+ حادثة الطائرة تبرز سياسة نظام البشير في أقحام زعماء حزب الأمة المنشقين من لاعقي الاحذية الكيزانية ( العقيد عبدالرحمن الصادق وغازي الصادق مثلأ ) في الحرب ضد شعوب النوبة !
+ في إطار برنامج ( العيد في الخنادق ) ، أمضي العقيد عبدالرحمن الصادق العيد في جنوب كردفان مع مليشيات الدفاع الشعبي والمجاهدين والجنجويد والدبابين وشرطة الاحتياطي المركزي ( ابوطيرة ) ، وهم يبيدون في شعوب النوبة جماعيأ ، ويحرمون من البقية الماء والطعام والدواء ؟
كان من المخطط أن يذهب العقيد عبدالرحمن لصلاة العيد في المجلد ! نسي الأنصار القبلة التي طبعها العقيد عبدالرحمن علي راس السيد الامام في العشاء الاخير مقابل بردلوبة انقاذية ! كان يهوذا الاسخريوطي أفضل حالأ من العقيد عبد الرحمن ، فقد قبض يهوذا 30 قطعة فضية ( وليس فقط بردلوبة ) من اليهود مقابل قبلته علي راس السيد المسيح في العشاء الاخير !
جهز الانصار في المجلد لصلاة العيد مع يهوذا الاسخريوطي السوداني بعيدا عن سادة الانقاذ !
وعندما عرف سادة الانقاذ بخطة انصار المجلد ، أمرت يهوذا بالتوجه نحو كادقلي بدلأ من المجلد ! ولم تملك خادم الفكي من أمرها شيئأ ، فتوجهت نحو كادقلي لتمضية العيد في خنادق الانقاذ للمشاركة في الابادات الجماعية لشعوب النوبة !
أيقن الناس الان ان البباري الجداد ( الكيزان ) بودوهو الكوشة !
فهل تفهم خادم فكي الانقاذ الكلام ؟
4 – موت زيناوي ؟
توفي رئيس الوزراء الاثيوبي ميلس زيناوي ( 57 سنة ) ، يوم الاثنين 20 أغسطس 2011 في أحدي مستشفيات بروكسل ! وتم تعيين نائب رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين قائما بأعمال رئيس الوزراء!
وصل زيناوي إلى السلطة في مايو 1991 ، بعد الإطاحة بنظام منغستو هايلي ماريام الشيوعي ! وفاز زيناوي بعدة انتخابات منذ ذلك الحين!
كان لزيناوي الفضل في اطفاء حريق أبيي وإرسال 4200 جندي اثيوبي ( يوليو 2011 ) لحفظ السلام والأمن في أبيي تحت مظلة الأمم المتحدة ! كما كان المحرك الرئيسي لمنظمة الإيقاد ، وصاحب المبادرة التي قادت للمفاوضات بين دولتي السودان في أديس أبابا حول قرار مجلس الأمن 2046 !
كما رعي زيناوي المفاوضات التي قادت الي الاتفاقية الاطارية عقار - نافع ( أديس ابابا - 28 يونيو 2011 ) بخصوص ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، والتي مزقها الرئيس البشير بعد أقل من 24 ساعة علي توقيعها !
احتل زيناوي الفشقة في عام 1993 بعد طرد المزارعين السودانيين منها !
كما كان زيناوي صاحب مبادرة بناء سد الألفية في اثيوبيا ، ومبادرة اتفاقية عنتبي لحوض النيل ، التي انسحبت منها دولتي مصر والسودان !
من تداعيات موت زيناوي على بلاد السودان ، يمكن ذكر الآتي :
+ انخفاض وتيرة الزخم الإثيوبي لحلحلة المشاكل بين دولتي السودان ، وبين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية ! مما يقود الى ملء الفراغ بواسطة اريتريا ، كما ظهر في مبادرتها الأخيرة !
+ هايلي ماريام ديسالين القائم بأعمال رئيس الوزراء الإثيوبي والذي ربما صار رئيس الوزراء يركز على الأمور الداخلية على حساب الإقليمية !
وربما تشدد هايلي ماريام ديسالين أكثر في موضوع مياه النيل ونصيب اثيوبيا منها، وحقها الشرعي في بناء سدود في أراضيها لإطعام جياعها ، وربما افتعل مشاكل مع مصر والسودان في قضية مياه النيل لتقوية رصيده الوطني !
ربما سحب هايلي ماريام ديسالين القوات الأثيوبية من أبيي لتركيزها في منطقة الاوقادن مع الصومال ، لأنفجار الوضع مؤخرأ في الاوقادين !
+ يدعي بعض المراقبين ان موت زيناوي لن يكون له اي اثر علي بلاد السودان ، ببساطة لأنه كان ينفذ أجندات أمريكية ، وسوف تستمر نفس الأجندات الامريكية مع خلفه هايلي ماريام ديسالين ! كان زيناوي أحد التروس فى الآلة الأمريكية الجبارة فى منطقة القرن الأفريقي ، وسوف يستمر خليفته في لعب نفس الدور ، ربما رغم أنفه ، ولكن غالبأ بخياره الطوعي !
+ علي كل حال ، موت زيناوي ليس فال خير لبلاد السودان ، ببساطة لأننا لا نعرف ما سوف يفعله خليفته !
قول يا ساتر !
5 – ماذا حدث في نيالا ؟
نحكي في حلقة قادمة تفاصيل ما حدث في نيالا يوم الثلاثاء 21 اغسطس 2012 ؟