تمهل عبدالباسط سبدرات ولا تستعجل فما أشبه الليله بالبارحه!! … بقلم: تاج السر حسين
11 March, 2010
royalprince33@yahoo.com
الأشقاء المصريون لديهم مثل يقول :(يا خبر بفلوس باكر يصبح مجانى)!
وليتك تمهلت وتركت هذا النفى المتعجل عن حكاية السجون الأمريكيه السريه فى 66 دوله والتى قيل من ضمنها السودان لأهل الثقه وأصحاب الوجعه واسياد النظام ناس (نافع) وجماعته، الذين يصفون المعارضين باقبح الصفات الموجوده فى اللغة العربيه، حتى لا تلام فى الغد وأنت مهما وصلت من مناصب فسوف تبقى فى نظر (اهل الثقه) شخص قادم للنظام من مقاعد اليسار دوره الأساسى ان يعطى النظام (مظهر) اشراكه للعديد من القوى والشخصيات من مختلف التيارات الفكريه والحزبيه، وان ينفوا عن نفسهم احتكار السلطه، لكن لا تتوقع أن يفصحوا لك بكلما فى دواخلهم وما يملكون من اسرار وأنا اعلم بأنك وزير العدل ويجب ان تكون ملم بكل كبيره وصغيره فى السودان!
واحتكار السلطه لا يحتاج الى دليل بل هو واضح كالشمس فى وضح النهار ومن خلال (لعبة الكراسى) التى تمارس فى وزارتى الماليه والبترول!
وهل كنت تعلم من قبل أن (كارلوس) فى السودان و الأخرين غيره الذين سلمت معلوماتهم بالتفصيل الى وكالة المخابرات الأمريكيه نفسها التى سربت خبر السجون السريه؟
وما اشبه الليله بالبارحه .. وفى هذا الجانب لا أدرى ان كنت يومها محامى اللواء عمر محمد الطيب حينما كان يحاكم فى جريمة تهريب اليهود الفلاشا لأسرائيل عقب نهاية نظام مايو أم لا.
اذكر من ضمن الشهود الذين وقفوا امام منصة قاض عادل قوى الشخصيه اسمه (عبدالرحمن عبده) بعد رئيس المجلس العسكرى المؤقت المشير سوار الذهب وبعد المرحوم (فارس حسنى) مدير الأستخبارات العسكريه وعضو المجلس العسكرى وبعد أن اديا التحيه العسكريه، تقدم السيد/ على شمو، الذى كان وزيرا لأعلام النميرى.
وذكر ضمن شهادته أنه اتصل باللواء عمر محمد الطيب باعتباره نائبا للرئيس ورئيس لجهاز أمن الدوله وساله عن الأخبار التى تناقلتها وكالات الأنباء على لسان مسوؤل فى شركة طيران أسمها (ترانس اوربيان)، وهى التى كانت تنقل اليهود الفلاشا، وهل هذه معلومه صحيحه أم لا؟
فرد عليه اللواء/ عمر محمد الطيب، كماذكر الأستاذ/ على شمو بأنه خبر عار من الصحه وعليه أن ينفيه!
فقال الرجل كخبير اعلامى يدرك مصداقية الخبر من خلال شواهد ومواقف واستنتاجات ، وهذا الخبر لابد أن يكون صحيحا لأن الشركه التى كانت تنقل اليهود الفلاشا لا مصلحة لها فى اذاعة خبر كاذب ربما يتسبب فى الأضرار بمصالحها أو يؤدى الى ايقاف السفريات التى تجنى من خلفها ارباحا طائله، وقبل أن يكمل الرجل شهادته سالت دموعه ومسحها بمنديله!
ولحظتها خمنت بأنه ربما شعر بأنه استغفل أو أجبر على الأدلاء بمعلومات كاذبه تمثلت فى نفيه أن يكون السودان قد سير رحلات لنقل اليهود الفلاشا الى بلجيكا ومنها الى أسرائيل!
فهذه الأنظمه الشموليه التى ظللت تدافع عنها وان لم تشارك فيها لكنك لم تبعد كثيرا عن ظلها، تعرف كيف توزع الأدوار وتجعل القادمين من بعيد يتحملون مسوؤليه معلومات كالتى تطوعت ونفيتها متعجلا، وليتك اوكلت الأمر كما ذكرت لك (لنافع) أو (لمصطفى عثمان اسماعيل) أو لأى واحد من الأنقاذيين الذين التزموا الفكر الأسلاموى منذ المرحله الثانويه، فهؤلاء وحدهم هم الذين يحيطون بكلما يدور فى الظاهر والعلن أو من خلف الكواليس.
وهل تذكر قبل انقلاب 30 يونيو 1989 بستة ايام والمعلومه التى سربها الأستاذ/ حسين خوجلى عبر صحيفته (الوان) فى اعلى الصفحة الأولى يوم أن كان من المقربين، والتى تمثلت فى اشاره والماحه تؤكد معرفته لساعة الصفر؟
كتب يومها ما معناه (تبقى على 30 يونيو 6 ايام ، ومن قبل انتظر محمد عثمان الجد المدد من مصر فلم يصله، فهل ينتظر محمد عثمان الحفيد أن يصله ذلك المدد أم يصبح حاله مثل حال جده)؟!
ومن جانب آخر فهل يعقل ان تضحى مؤسسة بهذا الحجم تنتمى لأكبر دوله فى العالم بسمعتها ومصداقيتها لتعلن عن وجود سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «السي اي اي»، فى 66 دولة من ضمنها السودان، بهذه البساطه؟
وهل يصعب على الأدارة الأمريكيه أن تبتكر وسيلة أخرى مناسبه اذا ارادت التدخل فى العمليه الأنتخابيه فى بلد مثل السودان وأن تؤثر عليها، وانت ترى بعينيك المؤتمر الوطنى كيف يجلب المؤيدين والهتيفه داخل السودان وخارجه رغم كل فشل وفساد وتردى فى جميع المجالات ورغم الميزانيه المخيفه التى تم عرضها فى أكثر من مكان؟
آخر كلام:-
* للأجيال التى لم تكن موجود خلال تلك الفتره أو الذين كانوا صغار سن لا يدركون ما كان يدور، نقول أن (الفاتح عروه) الذى عمل مندوبا للسودان فى الأمم المتحده لفترة طويله من الزمن خلال عهد الأنقاذ، كان هو (المهندس الأول) لعملية ترحيل اليهود الفلاشا حيث كان يعمل عقيدا فى جهاز أمن مايو، وتم تحويله من متهم اساسى فى القضيه الى شاهد ملك!!
* والجدير بالذكر أن البشير ذكر فى خطاباته الأولى بانهم سوف يتيحون الفرصه للموهوبين من ابناء السودان فى كل مجال لكى يتبواو المناصب والمواقع التى ما كانوا يجدون فرصه للوصول اليها فى الأنظمه السابقه ولذلك تم تعيين العقيد (أمن) الفاتح عروه منوبا دائما للسودان فى الأمم المتحده!