تيتاوي والجراد الإسرائيلي!

 


 

 



diaabilalr@gmail.com
لم يسلم دكتور محي الدين تيتاوي من سخرية الكثيرين، وفي مقدمتهم رسامو الكاريكتير، وبعض كتاب الأسافير!
ما حدث من سخرية على نقيب الصحافيين، مترتب على ترجيحه احتمال أن تكون أسراب الجراد الصحراوي التي غزت حقول ومزارع السودان، مؤامرة إسرائيلية عابرة للحدود!
اللطيف في الأمر، أن دكتور تيتاوي قارب بين أسراب الجراد التي لا تزال تلتهم حقول ومزارع الشمالية ونهر النيل وطائرات الـ(إف 15) التي استهدفت تدمير مصنع اليرموك للأسلحة!
ومع وجود لوم خفي من قبل الحكومة السودانية لبعض دول الجوار التي تملك تقنيات رادارية متقدمة، لأنها لم تحذر الخرطوم من الغارة الإسرائيلية القادمة، في المقابل وجه نقيب الصحافيين لوماً علنياً لذات الدول، لأنها لم تخطرنا بالغزو الجرادي القادم من القواعد الإسرائيلية قبل دخوله الحدود السودانية!
ولأنني عودت نفسي في هذه الدنيا ألا أستبعد أي احتمال في كيد البشر والدول لبعضها البعض، وألا أستخف بما يكتب، مهما كانت غرابته بادي الرأي، خاصة إذا كان مصدر المعلومات شخص ذو مكانة واعتبار مثل نقيبنا دكتور تيتاوي!
قمت بالاستعانة بصديقنا غوغل- على وصف الأستاذ الراحل/حسن ساتي- لمعرفة وجود عمليات إسرائيلية مشابهة في أي وقت من الأوقات، أو وجود عمليات مماثلة في أي حرب من الحروب في تاريخ البشرية، بمعنى أن تقوم دولة بإرسال أسراب من الجراد، أو أن تزحف على الدولة الأخرى-سراً- بجحافل من الفئران!
واتصلت على عدد من الخبراء الأمنيين للاستفسار وزيادة المعلومات، قلت لنفسي:( ربما هناك ما يقوي حجة الدكتور تيتاوي أو على أقل قدر يجعل وجهة نظره وجيهة غير قابلة للسخرية منها)!
وبعد بحث في الإنترنيت، واستفسارات هاتفية مطولة، وعمليات متعددة لاستنطاق الذاكرة، لم أجد ما يسعف فرضية النقيب تيتاوي وينفض ما عليها من غبار! إلا إذا كانت للرجل معلومات خاصة تحصل عليها بطريقة شخصية، تفيد بنجاح دولة الكيان الصهيوني في استحداث أنواع جديدة من الجراد مزودة بباحث ليزري وموجهات إلكترونية، تمكنها من تحديد الأهداف بدقة!
أنواع من الجراد غير قابلة للرصد الراداري، تميز في رحلتها بين الدول الصديقة والمحايدة والمعادية، ولها خريطة تحدد لها الحدود الجغرافية للسودان حتى لا تتشابه عليها الدول!
كل ما وجدته من خلال البحث، لا يتجاوز الحديث عن دور الباعوضة في السياسة والحروب !
البعوضة هي التي هزمت الأمريكان في أدغال فيتنام، ووقفت مع البريطانيين حينما قتلت "أولفر كروميل" وسلّطها الله على الجنود الفرنسيين ومن بعدهم الأمريكان عندما أرادوا حفر قناة بنما!
أصدقكم القول، تفاجأت بمعلومة أن في خمسينيات القرن الماضي، كان الجراد في أقاصي شمال السودان من الأطعمة الموسمية الشهية التي ينتظرونها في كل عام على أحر من الجمر.
فقد قال تيتاوي في المقال: (بالطبع لن يصدقنا أحد من القراء أو المسؤولين في وقاية النباتات الاتحادية أننا في خمسينيات القرن الماضي عندما كان يغزو الجراد مناطقنا ومزارعنا كنا نكافحه باصطياده وشيه وأكله في تلذذ بالغ)!
المعلومة كانت جديدة بالنسبة لي تماماً،لا بعامل الجغرافية بين الشمالية والجزيرة ولكن لفارق التوقيت بين الخمسينيات والسبعينيات!
رغم كل ذلك فمقال دكتور تيتاوي كان شيقاً ومثيراً، فقد التهمته بتلذذ بالغ!

 

آراء