ثالثة الأثافي في وطن النجوم !!
محمد موسى حريكة
6 August, 2022
6 August, 2022
كان العرب إذا نزلوا بمكان نصبوا الأثافي لطهو الطعام وهي ثلاث حجار تنصب لتوضع عليها القدر و توقد تحتها النار ، وقد ينصبون حجرين بجانب الجبل فيجعلون الثالثة هي ذلك الجبل ، فلو أن أمرا رمي بإثنين من الأثفية فقد يحتمل أما إذا رمي بالثالثة وهي ذلك الجبل فذلك أمر لا يطاق .
ثم أصبح ذلك مثلا للمصيبة الكبري إذا حلت (بالقوم) ، فهل يصدق علينا ذلك القول ونحن نري وطنا يتسرب بين أيدينا ولا نملك سوي الدهشة والعجز الذي يعصف بقدراتنا إزاء ما يجري أمامنا ؟
في الأسابيع الاخيرة إنطلق محمد حمدان دقلو (حميدتي) نحو أكثر البؤر إضطرابا في القارة الافريقية خلال الثلاث عقود الماضية، ذلك هو إقليم دارفور الذي شغل العالم بتلك الحروب الأهلية التي فاق ضحاياها الثلاثمائة قتيل ، عدا ملايين النازحين في معسكرات اللجوء في الداخل والخارج،والهجرات الي ما خلف البحار .
شأن التوتر في ذلك الإقليم أقام الدنيا ولم يقعدها ، مؤتمرات دولية ، مهرجانات ، قمم ،وإجتماعات لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومنظمات إقليمية ، منظمات حقوقية وجمعيات لحقوق الانسان ، لم يتوقف نبض السياسة العالمية من هول ما يحدث في ذلك الإقليم ،حتي استشرف الامر إلي المحكمة الجنائية التي دفعت بقوانينها وخبرائها وسياسييها نحو تلك الفاجعة ، ثم أصدرت أوامرها بالقبض علي المجرمين الذين يقفون خلف تلك المأساة الانسانية، ثم تحول العالم والضحايا إلي حالة ترقب أملا في إرساء العدالة وتثبيت ثقافة إنسانية تقود إلي عدم الافلات من العدالة، وما بين البند السابع والسادس ، وصراع قوي الخير وقوي الشر تبددت مع مطلع كل فجر آمال الضحايا مابين فشل النخب التي إختطفت تلك الآمال وما بين مراوغات وتكتيكات ونفوذ الساسة .
أصطحب حميدتي ذلك الخصم والحكم في أزمة ذلك الإقليم والسودان برمته إصطحب معه أعداءه الذين قاتلهم بالأمس والذين يشكلون ما يسمي بحركات (الكفاح المسلح) ، ولم تمض سوي أسابيع وما بين نوافير الدم التي لم تتو قف حتي اللحظة ، وحرائق القري والتهجير ،والنهب والترويع ، أجري حميدتي وصحبه ما عرف بالمصالحات القبلية وذلك ما بين صوت البندقية والنفي والسجن وتكميم الأفواه ، ليخرجوا للشعب السوداني بصورة زائفة لسلام بين شيوخ القبائل وقيادات مصطنعة في مناخ من التعتيم والقمع والمهرجانات الزائفة المحروسة بالتنفيذيين و ووكلاء الحروب والانتهازيين .
غاب عن تلك المصالحات الزائفة شعب السودان وقواه السياسية الحية وقاطني معسكرات اللجؤ ، وذوي المعرفة ،وباتت تلك المصالحات علامة تجارية للذين يتاجرون بدماء الشعوب وتبديد تاريخ الوطن فيما لا يفيد .
أما( ثانية الأثافي) فهو ما يحدث في إقليم النيل الأزرق الذي شهد في الفترة الاخيرة مذابح عنصرية عصفت هي الاخري بذلك التعايش السلمي الذي آسست له الدولة السنارية قبل عدة قرون.
لم تكن أصابع المليشيات وأطماعها في إختطاف الدولة السودانية بغائبة أو بعيدة عن تلك الفتن والمؤامرات في زعزعة الأمن الاجتماعي وتقسيم تلك المكونات الاجتماعية الي كانتونات نفوذ يصطرع حولها لوردات الحرب للوصول الي شكل من أشكال ترسيخ النفوذ السياسي إعتمادا علي التكوينات القبلية .
في مناخ تلك الفتنة ينطلق نحو النيل الأزرق عبدالرحيم دقلو الذراع الأيمن لحميدتي مدعيا إصلاح ذات البين والسعي نحو سلام هو يدرك تماما أن المليشيات التي يتزعمها هو وأخيه وتجار الحروب الذين يتقاسمون معهم الطموحات في السيطرة علي مقدرات ذلك الإقليم هي أس البلاء والمحن في ذلك الإقليم .
وتلك بالتأكيد هي ثانية الأثافي حينما يجلس الجلاد الي الضحية المستضعفة لاستيلاد سلام بات محاطا بالشكوك والاتهامات ، بل أن رياح المعرفة تسري في الوعي الإنساني وذلك أمر لا يمكن تجاوزه أو هزيمته وإن بدا للبعض أن المسرح السياسي الان في أضعف حالاته التاريخية لبناء دولة القبائل علي ركام الحروب الأهلية والسلام الزائف، وخير ما يمكن قوله لعبد الرحيم دقلو وهو يحاول بناء سلام من بنات أفكاره وطموحاته هو ما قاله زعيمه الأكبر حميدتي (الشلانقي ما خلا عميان) أي أن طبيب العيون البلدي لم يترك أعمي يتخبط طريقه.
ثم نأتي لثالثة الأثافي فقد دعت الحكومة الإريترية التي يتزعمها أسياسي أفورقي مائة من القيادات القبلية في شرق السودان الذي تمزقه الانقسامات ونذر الحرب الأهلية ،وبعد أن أصبحت كل قبيلة تبحث عن نفسها في خارطة الإقليم ، ولا تري في الحكومة المركزية الا لاعبا علي تلك الانقسامات التي تحول فيها المركز نفسه الي حاضنة قبلية بائسة تتوسل ود القبائل وبركاتها .
ولان الإقليم صار ملعبا سياسيا للمحاور الإقليمية فما الذي يمنع إريتريا في أن تدعو كل هذا الكم الهائل من رجالات القبائل الي الداخل الإريتري ومحاورتهم ورسم خارطة سياسية واجتماعية لا تستثني اريتريا في ذلك المستقبل الغامض للدولة السودانية .
وكل مافعلته السلطات السودانية هو تأخير وصول ذلك الوفد ومحاولة صناعة ممر آمن يتراوح بين التأشيرات السياسية ، والالتفاف علي سلطات الهجرة الحدودية ولتزف الوفود القبلية في نهاية المطاف الي الداخل الإريتري .
خلف تلك الصورة الكالحة لوطن يبدو في مهب الريح إلا أن هناك نداءآ قادما من الشوارع والحواري يبشر بالذي يولد من خلف رماد الحريق( وطن النجوم أنا هنا حدق أتذكر من أنا ).
وليس بإمكان تلك الأثافي رسم ملامح وطن يستجيب لتطلعات من قضي نحبه شهيدا ومن ينتظر وهو يرسم ملامح الوطن الحلم .
musahak@hotmail.com
ثم أصبح ذلك مثلا للمصيبة الكبري إذا حلت (بالقوم) ، فهل يصدق علينا ذلك القول ونحن نري وطنا يتسرب بين أيدينا ولا نملك سوي الدهشة والعجز الذي يعصف بقدراتنا إزاء ما يجري أمامنا ؟
في الأسابيع الاخيرة إنطلق محمد حمدان دقلو (حميدتي) نحو أكثر البؤر إضطرابا في القارة الافريقية خلال الثلاث عقود الماضية، ذلك هو إقليم دارفور الذي شغل العالم بتلك الحروب الأهلية التي فاق ضحاياها الثلاثمائة قتيل ، عدا ملايين النازحين في معسكرات اللجوء في الداخل والخارج،والهجرات الي ما خلف البحار .
شأن التوتر في ذلك الإقليم أقام الدنيا ولم يقعدها ، مؤتمرات دولية ، مهرجانات ، قمم ،وإجتماعات لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومنظمات إقليمية ، منظمات حقوقية وجمعيات لحقوق الانسان ، لم يتوقف نبض السياسة العالمية من هول ما يحدث في ذلك الإقليم ،حتي استشرف الامر إلي المحكمة الجنائية التي دفعت بقوانينها وخبرائها وسياسييها نحو تلك الفاجعة ، ثم أصدرت أوامرها بالقبض علي المجرمين الذين يقفون خلف تلك المأساة الانسانية، ثم تحول العالم والضحايا إلي حالة ترقب أملا في إرساء العدالة وتثبيت ثقافة إنسانية تقود إلي عدم الافلات من العدالة، وما بين البند السابع والسادس ، وصراع قوي الخير وقوي الشر تبددت مع مطلع كل فجر آمال الضحايا مابين فشل النخب التي إختطفت تلك الآمال وما بين مراوغات وتكتيكات ونفوذ الساسة .
أصطحب حميدتي ذلك الخصم والحكم في أزمة ذلك الإقليم والسودان برمته إصطحب معه أعداءه الذين قاتلهم بالأمس والذين يشكلون ما يسمي بحركات (الكفاح المسلح) ، ولم تمض سوي أسابيع وما بين نوافير الدم التي لم تتو قف حتي اللحظة ، وحرائق القري والتهجير ،والنهب والترويع ، أجري حميدتي وصحبه ما عرف بالمصالحات القبلية وذلك ما بين صوت البندقية والنفي والسجن وتكميم الأفواه ، ليخرجوا للشعب السوداني بصورة زائفة لسلام بين شيوخ القبائل وقيادات مصطنعة في مناخ من التعتيم والقمع والمهرجانات الزائفة المحروسة بالتنفيذيين و ووكلاء الحروب والانتهازيين .
غاب عن تلك المصالحات الزائفة شعب السودان وقواه السياسية الحية وقاطني معسكرات اللجؤ ، وذوي المعرفة ،وباتت تلك المصالحات علامة تجارية للذين يتاجرون بدماء الشعوب وتبديد تاريخ الوطن فيما لا يفيد .
أما( ثانية الأثافي) فهو ما يحدث في إقليم النيل الأزرق الذي شهد في الفترة الاخيرة مذابح عنصرية عصفت هي الاخري بذلك التعايش السلمي الذي آسست له الدولة السنارية قبل عدة قرون.
لم تكن أصابع المليشيات وأطماعها في إختطاف الدولة السودانية بغائبة أو بعيدة عن تلك الفتن والمؤامرات في زعزعة الأمن الاجتماعي وتقسيم تلك المكونات الاجتماعية الي كانتونات نفوذ يصطرع حولها لوردات الحرب للوصول الي شكل من أشكال ترسيخ النفوذ السياسي إعتمادا علي التكوينات القبلية .
في مناخ تلك الفتنة ينطلق نحو النيل الأزرق عبدالرحيم دقلو الذراع الأيمن لحميدتي مدعيا إصلاح ذات البين والسعي نحو سلام هو يدرك تماما أن المليشيات التي يتزعمها هو وأخيه وتجار الحروب الذين يتقاسمون معهم الطموحات في السيطرة علي مقدرات ذلك الإقليم هي أس البلاء والمحن في ذلك الإقليم .
وتلك بالتأكيد هي ثانية الأثافي حينما يجلس الجلاد الي الضحية المستضعفة لاستيلاد سلام بات محاطا بالشكوك والاتهامات ، بل أن رياح المعرفة تسري في الوعي الإنساني وذلك أمر لا يمكن تجاوزه أو هزيمته وإن بدا للبعض أن المسرح السياسي الان في أضعف حالاته التاريخية لبناء دولة القبائل علي ركام الحروب الأهلية والسلام الزائف، وخير ما يمكن قوله لعبد الرحيم دقلو وهو يحاول بناء سلام من بنات أفكاره وطموحاته هو ما قاله زعيمه الأكبر حميدتي (الشلانقي ما خلا عميان) أي أن طبيب العيون البلدي لم يترك أعمي يتخبط طريقه.
ثم نأتي لثالثة الأثافي فقد دعت الحكومة الإريترية التي يتزعمها أسياسي أفورقي مائة من القيادات القبلية في شرق السودان الذي تمزقه الانقسامات ونذر الحرب الأهلية ،وبعد أن أصبحت كل قبيلة تبحث عن نفسها في خارطة الإقليم ، ولا تري في الحكومة المركزية الا لاعبا علي تلك الانقسامات التي تحول فيها المركز نفسه الي حاضنة قبلية بائسة تتوسل ود القبائل وبركاتها .
ولان الإقليم صار ملعبا سياسيا للمحاور الإقليمية فما الذي يمنع إريتريا في أن تدعو كل هذا الكم الهائل من رجالات القبائل الي الداخل الإريتري ومحاورتهم ورسم خارطة سياسية واجتماعية لا تستثني اريتريا في ذلك المستقبل الغامض للدولة السودانية .
وكل مافعلته السلطات السودانية هو تأخير وصول ذلك الوفد ومحاولة صناعة ممر آمن يتراوح بين التأشيرات السياسية ، والالتفاف علي سلطات الهجرة الحدودية ولتزف الوفود القبلية في نهاية المطاف الي الداخل الإريتري .
خلف تلك الصورة الكالحة لوطن يبدو في مهب الريح إلا أن هناك نداءآ قادما من الشوارع والحواري يبشر بالذي يولد من خلف رماد الحريق( وطن النجوم أنا هنا حدق أتذكر من أنا ).
وليس بإمكان تلك الأثافي رسم ملامح وطن يستجيب لتطلعات من قضي نحبه شهيدا ومن ينتظر وهو يرسم ملامح الوطن الحلم .
musahak@hotmail.com