يعكس عناد وتمسك العسكر بمواقفهم قدرا كبيرا من غطرسة القوة، والعنجهية والإعجاب بالذات وعدم احترام الآخر ( خاصة لوكان مدنيا ) ليس في ثقافة العسكر حوار ومفاوضات ونقاش، هناك أوامر وتنفيذ، وأي اختلاف في نظرهم هو فوضى وانعدام الضبط والربط .
كدت أسال حميدتي : ماتلك بيمينك يا حميدتي ؟ ليس من مهام العصا أن ترفعها في وجوهنا عندما تخاطبنا . لأن من تخاطبهم فيهم أيضا الكثير من الفرقاء (جمع فريق أول ) في علمهم وتخصصهم ومعرفتهم وخلقهم، ليس من باب الكياسة والذوق ان ترفع العصا في وجوههم مهما كانت القوة المادية التي تستند عليها. ولكن هذه الغطرسة العسكرية قديمة تاريخيا . حين دخل نابليون روما ، قال له المستشارون: أن البابا غاضب ؟ فرد عليهم بسؤال جاهل ومتكبر: كم دبابة يملك هذا البابا؟! فالدبابات هي فقط معيار الاحترام – احترام الآخر .
كان رد حميدتي على دعوات الإضراب : أن اي مضرب يقعد في بيته ولا يأتي للعمل مرة أخرى ؟ وهو لا يعلم أن الاضراب حق إنساني في المواثيق الدولية خاصة منظمة العمل الدولية (I.L.O) وأن العمل حق من حقوق الانسان الأساسية لايستطيع أي فريق أومشير في الدنيا أن يمنعه من مواطن . ولكنه حديث غطرسة القوة العنجهية .
نحن لسنا جاحدين ونقدر دورك في خلع البشير والانحياز للثوار . ولكن هذا الانحياز ليس مؤقتا ولا جزئيا ، بل يعني تحقيق اهداف الثورة والوقوف إلى جانب تنفيذها . فالثورة ليست مجرد خلع رأس الدولة ، . بل تصفية النظام وتغيير الدولة المستبده وعناصرها وتصفية الحزب الذي أقام وساند هذه الدولة . وهذا هو الاستقرار الحقيقي للثوار الذي لم يدركه الزعيم الطائفي ، أن يرى الثوار عناصر جهاز الأمن ومديرهم يتجولون في الشوارع دون أن يكون مكانهم الطبيعي السجن والمحاكمات السريعة .
ليس لدي أي اعتراض أن تتولى أي منصب فهذا حقك كمواطن سوداني ولكن يجب أن يكون الولاء لهذا الوطن كاملا وان تحافظ على قيمة وكرامة مواطنيك والا تجعل منهم مرتزقة في اليمن وألا تعبث بحياد السودان الايجابي الذي عرف به منذ الاستقلال، وتدخله في صراعات المحاور والتحالفات المشبوهة وخلق عداوات مجانية مع الدول الكبيرة والمحترمة مثل إيران . يجب أن تدرك استخاف العرب بك وبالسودان وان نسأل لماذا لايوجد أي جندي عربي من المشاة في خط المواجهة المباشرة مع اليمنيين غير السودانيين؟ . وقد رفضت كل الدول العربية وبالذات الخليجية ان ترمي بأبنائها في التهلكة .
كنت اتوقع من حميدتي ابن الريف المهمش والمستضعف أن ينحاز للفقراء ولايقف في صف الفاسدين والمرتشين من الاسلامويين .
لماذا تصر الثورة المضادة على تقديم حميدتي ليهاجم ويهدد الثوار وهو نائب الرئيس ويختفي الرئيس – كما يقول بالعامية : يريدونك أن تشيل وجه القباحة وان تقوم لهم بالأعمال القذرة مثل إفشال إلإضراب السياسي، وأن تعلن عودة النقابات العميلة المساندة للاستبداد والفساد، وأن تعلن عن رشوة مرتب 3شهور لمن يرفض الاضراب ؟ لماذا يعلن حميدتي نيابة عن العسكر والكيزان مثل هذه المواقف !
لماذا تجتمع أنت مع محمد بن سلمان ولايذهب الفريق عبد الفتاح برهان . يحاول الكيزان أن يجعلوا منك أرجوزا يحركونه بخيوط خفية . هذا ليس امتيازا وتفضيلا لك ولكنه توريط وحرق لشخصيتك أمام أبناء شعبك باعتبارك المسئول عن حرب اليمن.
يا حميدتي لم يفت الأوان، فتوقف عن لعب الدور القذر بدلا عن الكيزان وارجع باحترام الى صفوف أبناء شعبك قبل أن يصيبك الندم وتصنع الكارثة لك ولوطنك وأهلك .