ثوار في عين العاصفة .. الإحلال والإبدال في بيادق الثورة !!
محمد موسى حريكة
1 September, 2021
1 September, 2021
musahak@hotmail.com
في ذروة مقاومة الثورة الإثيوبية لنظام حكم الإمبراطور هيلاسلاسي ،اعتمدت قوي الدرك من العسكريين تكتيك (الوشاية)لعزل الإمبراطور عن أكثر الموالين له والتشكيك في قدراتهم الإدارية ومدي ولاءهم للقصر ،ويبدو ان الإمبراطور هيلاسلاسي ومن واقع التعقيدات الاقتصادية والأمنية التي تحيط بالبلاد ، كان فريسة سهلة لهمس العسكر وغيرهم وتوصياتهم ،ففي أيامه الاخيرة قام بعزل كبار القادة والوزراء الموالين المقربين له ،حتي انه بدا ذا ت يوم (غريبا )في آخر اجتماعاته بالمحيطين به من القادمين الجدد من وزراء وولاةورتب عسكرية رفيعة ،وكما يقال فان (مزحته ) لم تعد تضحك احدا وهكذا تمت إزاحته عن عرش الإمبراطورية بعد (تغريبه) ،ثم تم تعيين آصفا وسن فوليا وليا للعهد وقبل ان يمارس أية مهام ملكية أخذ الجنرال الإريتري أمان عندوم طريقه رئيسا للبلاد في 12سبتمبر 1974، وهو الاخر تمت تصفيته علي عجل في تطور درامي داخل القصر ولتؤول السلطة لمنقستو هايلي ماريام رئيسا لدولة اثيوبيا .
أردت من هذه المقدمة أسقاط حالة (المؤامرة ) وذلك وفق (تغريب) القيادة وعزلها عن جماهيرها الوفية، ومن ثم يسهل الانقضاض عليها ، وذلك مع الاخذ في الاعتبار الفارق الجوهري في شكل الحكم والبعد الزماني والمكاني، الا ان ذلك النمط (الكلاسيكي) في الصراع السياسي يسيطر بشدة علي الحالة السودانية ونحن نشهد ذلك التواتر المتسارع في المؤامرات التي تحيق بثورة ديسمبر ومدي الجهد الذي تبذله قوي أعداء الثورة من دق اسفين بين الثورة ورموزها وليكن دكتور (حمدوك )نموذجا ،تحاول تلك القوي المعادية عزله وتغريبه وهو الذي حتي اللحظة يشكل رمزية للثورة في ذلك الإجماع الذي جاء به الي السلطة التنفيذية في تلك (التجربة السودانية)حسب وصفه لحالة الحكم الانتقالي الذي زاوج بين العسكر والمدنيين في تلك الولادة القيصرية لمآلات ثورة ديسمبر وتشبث العسكر بالسلطة الانتقالية ،حسب مقولة (الانحياز للشعب) في تلك المخاتلة والأكذوبة التاريخية التي أصبحت (كعب أخيل) في تاريخ الثورة السودانية ،اكتوبر (1964)او ابريل (1985) والذي قاد في نهاية المطاف الي إجهاض الثورات الشعبية ولتسقط (الثورة)كثمرةمتحللة في سلال العسكر .
فهل أعتمدت القوي المعادية لثورة ديسمبر ذات المنهج ونظرية الإحلال والإبدال وهي تعمل علي اصطياد بيادق الثورة من إداريين ووزراء وغيرهم والإطاحة بهم ومن ثم إسقاط مشاريعهم التي تشكل رعبا حقيقيا لاعداء الثورة والولاء للثورة الذي يشكل لتلك الجماعات الموتورة خطرا حقيقيا .؟
في خلال العامين الماضيين ،قامت تلك القوي بشن حرب لا هوادة فيها بتسليط سهامها علي دكتور اكرم التوم وزير الصحة في حملات مسعورة ارتبطت بؤرها بمافيا الدواء والمستشفيات الخاصة ،وأركان الفساد في وزارة الصحة التي عشعشت خلال الثلاثون عاما الماضية ،وبكل اسف فقد انجرفت لتلك الحملات فئات من معسكر الثورة المفترض والبسطاء الذين يطحنهم الفقر والمرض ، وكل الذين يعتقدون ان انتصار الثورة يعني تلك الحالة السحرية في تجاوز عالم الفقر والفاقة والمرض والحرمان بضربة سحرية ،وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا مؤثرا في نشر الأكاذيب في واقع من تردي النظام الصحي الموروث ،وقد ضاعفت أزمة كرونا وشح الإمكانيات من شراسة تلك الحملات ومهدت الطريق للإطاحة بأحد الأوفياء لثورة ديسمبر ، وفي نهاية المطاف كان دكتور اكرم التوم خارج التشكيلة الوزارية وهكذا فقد دكتور حمدوك احد بيادق الثورة المقاتلة حينما انحني لعاصفة القوي المعادية .
ولم تكن واقعة وزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم الا (غزوة)من غزوات عزل القيادة عن مراكز قوتها متزامنة مع حملة ضد المناهج التعليمية الجديدة والتي من المفترض انها ستحدث انقلابا معرفيا في تاريخ التعليم في السودان وتنقلنا من التعليم التلقيني المتوارث الي التعليم النقدي وتوسيع المدارك ، ولكن وبكل اسف أطاحوا أيضا بذلك البيدق وذهب محمد امين التوم والقراي ليصبح الطريق ممهدا امام ( الفلول )وتكتيكاتهم لاقتلاع بيادق رقعة الشطرنج . وبقيت وزارة التربية دون وزير في اعقد منعطفات الثورة السودانية لتديرها وكيلة الوزارة دون منهج ، مهمتها فقط تصريف اداري بيروقراطي دون أفق او فلسفة مرتبطة بتحولات الثورة وضروراتها في بناء سودان يستجيب لتطلعات ثورة ديسمبر .
تشتعل الان وبعنف الحملة الشرسة ضد لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وهي وبكل تأكيد تمثل آخر القلاع التي تنجز مرتكزات ثورة ديسمبر المجيدة ، وهذه الحملة تم الإعداد لها بدقة وأحترافية وتم تجنيد وسائل الإعلام من صحافة ووسائط التواصل الاجتماعي وصحفيين جندوا كل طاقاتهما اجل الدعاية السالبة ضد لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو.
وباعتبار ان الهيمنة الاقتصادية والتمكين هو الذي جعل البلاد ترزح علي مدي ثلاثون عاما تحت قبضة الاسلام السياسي وترسانته الاقتصادية حينما تحول الحزب الي دولة يديرها أساطين الفساد في شبكات تمتد داخل وخارج السودان.
لجنة ازالة التمكين هي (البلدوزر) الذي يعمل علي تفكيك دولة الحزب وما نشهده من وقائع تتكشف كل يوم كيف ان إنجازات تلك اللجنة قد ادخلت الرعب في برامج الفلول الذين يعتمدون الفساد كشريان حيوي لنهب ثروات البلاد وها هم يشهدون عروشهم تتهاوي كل يوم تحت ضربات لجنة تفكيك التمكين .ويبدو ان البلدوزر قد إقترب كثيرا من (عش الدبابير)وآخر تلك الخلايا التي تضخ الحياة في عروق دولة الفساد الآفلة، بدليل ما نشهده الان من تلك الحملات المسعورة، والتي بدأت بالأوجه القانونية لتلك اللجنة وليس انتهاء بالأشخاص الوطنيين الذين يديرون آلية تلك اللجنة.
وفي مثل هذا الظرف الدقيق فان عاصفة الاستهداف تقترب من مراكز صناعة القرار ويبدو انها تدور حول أسوار القصر، وقد تصبح الثورة ومنجزاتها في عين العاصفة تماما.
وتمضي بعنف تلك الآلية الانقلابية لعزل رموز الثورة عن جماهيرها في لعبة الشطرنج السياسية، ولابد من اليقظة والحذر في ذلك التساقط المستمر لبيادق الثورة حتي لا تجد القيادة نفسها في حالة (التغريب) وتفاجأ ذات يوم وهي تتفرس في وجوه من حولها انها معزولة تماما، وأنها علي مدي مباشر من (Check King).
في ذروة مقاومة الثورة الإثيوبية لنظام حكم الإمبراطور هيلاسلاسي ،اعتمدت قوي الدرك من العسكريين تكتيك (الوشاية)لعزل الإمبراطور عن أكثر الموالين له والتشكيك في قدراتهم الإدارية ومدي ولاءهم للقصر ،ويبدو ان الإمبراطور هيلاسلاسي ومن واقع التعقيدات الاقتصادية والأمنية التي تحيط بالبلاد ، كان فريسة سهلة لهمس العسكر وغيرهم وتوصياتهم ،ففي أيامه الاخيرة قام بعزل كبار القادة والوزراء الموالين المقربين له ،حتي انه بدا ذا ت يوم (غريبا )في آخر اجتماعاته بالمحيطين به من القادمين الجدد من وزراء وولاةورتب عسكرية رفيعة ،وكما يقال فان (مزحته ) لم تعد تضحك احدا وهكذا تمت إزاحته عن عرش الإمبراطورية بعد (تغريبه) ،ثم تم تعيين آصفا وسن فوليا وليا للعهد وقبل ان يمارس أية مهام ملكية أخذ الجنرال الإريتري أمان عندوم طريقه رئيسا للبلاد في 12سبتمبر 1974، وهو الاخر تمت تصفيته علي عجل في تطور درامي داخل القصر ولتؤول السلطة لمنقستو هايلي ماريام رئيسا لدولة اثيوبيا .
أردت من هذه المقدمة أسقاط حالة (المؤامرة ) وذلك وفق (تغريب) القيادة وعزلها عن جماهيرها الوفية، ومن ثم يسهل الانقضاض عليها ، وذلك مع الاخذ في الاعتبار الفارق الجوهري في شكل الحكم والبعد الزماني والمكاني، الا ان ذلك النمط (الكلاسيكي) في الصراع السياسي يسيطر بشدة علي الحالة السودانية ونحن نشهد ذلك التواتر المتسارع في المؤامرات التي تحيق بثورة ديسمبر ومدي الجهد الذي تبذله قوي أعداء الثورة من دق اسفين بين الثورة ورموزها وليكن دكتور (حمدوك )نموذجا ،تحاول تلك القوي المعادية عزله وتغريبه وهو الذي حتي اللحظة يشكل رمزية للثورة في ذلك الإجماع الذي جاء به الي السلطة التنفيذية في تلك (التجربة السودانية)حسب وصفه لحالة الحكم الانتقالي الذي زاوج بين العسكر والمدنيين في تلك الولادة القيصرية لمآلات ثورة ديسمبر وتشبث العسكر بالسلطة الانتقالية ،حسب مقولة (الانحياز للشعب) في تلك المخاتلة والأكذوبة التاريخية التي أصبحت (كعب أخيل) في تاريخ الثورة السودانية ،اكتوبر (1964)او ابريل (1985) والذي قاد في نهاية المطاف الي إجهاض الثورات الشعبية ولتسقط (الثورة)كثمرةمتحللة في سلال العسكر .
فهل أعتمدت القوي المعادية لثورة ديسمبر ذات المنهج ونظرية الإحلال والإبدال وهي تعمل علي اصطياد بيادق الثورة من إداريين ووزراء وغيرهم والإطاحة بهم ومن ثم إسقاط مشاريعهم التي تشكل رعبا حقيقيا لاعداء الثورة والولاء للثورة الذي يشكل لتلك الجماعات الموتورة خطرا حقيقيا .؟
في خلال العامين الماضيين ،قامت تلك القوي بشن حرب لا هوادة فيها بتسليط سهامها علي دكتور اكرم التوم وزير الصحة في حملات مسعورة ارتبطت بؤرها بمافيا الدواء والمستشفيات الخاصة ،وأركان الفساد في وزارة الصحة التي عشعشت خلال الثلاثون عاما الماضية ،وبكل اسف فقد انجرفت لتلك الحملات فئات من معسكر الثورة المفترض والبسطاء الذين يطحنهم الفقر والمرض ، وكل الذين يعتقدون ان انتصار الثورة يعني تلك الحالة السحرية في تجاوز عالم الفقر والفاقة والمرض والحرمان بضربة سحرية ،وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا مؤثرا في نشر الأكاذيب في واقع من تردي النظام الصحي الموروث ،وقد ضاعفت أزمة كرونا وشح الإمكانيات من شراسة تلك الحملات ومهدت الطريق للإطاحة بأحد الأوفياء لثورة ديسمبر ، وفي نهاية المطاف كان دكتور اكرم التوم خارج التشكيلة الوزارية وهكذا فقد دكتور حمدوك احد بيادق الثورة المقاتلة حينما انحني لعاصفة القوي المعادية .
ولم تكن واقعة وزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم الا (غزوة)من غزوات عزل القيادة عن مراكز قوتها متزامنة مع حملة ضد المناهج التعليمية الجديدة والتي من المفترض انها ستحدث انقلابا معرفيا في تاريخ التعليم في السودان وتنقلنا من التعليم التلقيني المتوارث الي التعليم النقدي وتوسيع المدارك ، ولكن وبكل اسف أطاحوا أيضا بذلك البيدق وذهب محمد امين التوم والقراي ليصبح الطريق ممهدا امام ( الفلول )وتكتيكاتهم لاقتلاع بيادق رقعة الشطرنج . وبقيت وزارة التربية دون وزير في اعقد منعطفات الثورة السودانية لتديرها وكيلة الوزارة دون منهج ، مهمتها فقط تصريف اداري بيروقراطي دون أفق او فلسفة مرتبطة بتحولات الثورة وضروراتها في بناء سودان يستجيب لتطلعات ثورة ديسمبر .
تشتعل الان وبعنف الحملة الشرسة ضد لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وهي وبكل تأكيد تمثل آخر القلاع التي تنجز مرتكزات ثورة ديسمبر المجيدة ، وهذه الحملة تم الإعداد لها بدقة وأحترافية وتم تجنيد وسائل الإعلام من صحافة ووسائط التواصل الاجتماعي وصحفيين جندوا كل طاقاتهما اجل الدعاية السالبة ضد لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو.
وباعتبار ان الهيمنة الاقتصادية والتمكين هو الذي جعل البلاد ترزح علي مدي ثلاثون عاما تحت قبضة الاسلام السياسي وترسانته الاقتصادية حينما تحول الحزب الي دولة يديرها أساطين الفساد في شبكات تمتد داخل وخارج السودان.
لجنة ازالة التمكين هي (البلدوزر) الذي يعمل علي تفكيك دولة الحزب وما نشهده من وقائع تتكشف كل يوم كيف ان إنجازات تلك اللجنة قد ادخلت الرعب في برامج الفلول الذين يعتمدون الفساد كشريان حيوي لنهب ثروات البلاد وها هم يشهدون عروشهم تتهاوي كل يوم تحت ضربات لجنة تفكيك التمكين .ويبدو ان البلدوزر قد إقترب كثيرا من (عش الدبابير)وآخر تلك الخلايا التي تضخ الحياة في عروق دولة الفساد الآفلة، بدليل ما نشهده الان من تلك الحملات المسعورة، والتي بدأت بالأوجه القانونية لتلك اللجنة وليس انتهاء بالأشخاص الوطنيين الذين يديرون آلية تلك اللجنة.
وفي مثل هذا الظرف الدقيق فان عاصفة الاستهداف تقترب من مراكز صناعة القرار ويبدو انها تدور حول أسوار القصر، وقد تصبح الثورة ومنجزاتها في عين العاصفة تماما.
وتمضي بعنف تلك الآلية الانقلابية لعزل رموز الثورة عن جماهيرها في لعبة الشطرنج السياسية، ولابد من اليقظة والحذر في ذلك التساقط المستمر لبيادق الثورة حتي لا تجد القيادة نفسها في حالة (التغريب) وتفاجأ ذات يوم وهي تتفرس في وجوه من حولها انها معزولة تماما، وأنها علي مدي مباشر من (Check King).