الخطر الأول: يبدو المشهد السوداني مثيراً للقلق رغم الانتصار العظيم فلابد من اليقظة والحذر. فمن الملاحظ أن نوايا وسلوك العسكر تظهرهم وهم يتعاملون بنصف قلب مع الثورة ويترقبون فشل حكومة حمدوك وعجزها عن حل المشكلات. كما أن قضية الاتصالات توحي بوحود شر مضمر وتربص خبيث كذلك الفض العنيف لمليونية القضاء تشير إلى أن وزير الداخلية العسكري لا يؤمن بحرية التعبير والتظاهر.
حديث البرهان عن حديث لعق أحذية الغزاة، استفزازي وغير موفق، فليس من الثوار الذين اسقطوا امبراطورية القمع والفساد من يمكن أن يلعق احذية غزاة. يمكن للسودان أن يكون دولة قوية آمنة ومسالمة. ليس بصرف جل الميزانية على الدفاع والأمن، خاصة بعد أن يحل السلام وتنتهي الحروب الأهلية، وبعد أن يقيم السودان علاقة حسن جوار مع محيطه ومع العالم. سويسرا دولة آمنة بلا جيش وباكستان دولة في خطر دائم مع وجود جيش وسلاح نووي. الجيش السوداني مطالب بنسيان ماضيه وعلاقته مع الطاغية وأن ينحاز يقلب كامل إلى مصالح شعبه وألا يناور ولا يتآمر وشرفه العسكري الوقوف مع الثورة والشعب.
الخطر الثاني: الأحزاب التقليدية رغم جماهيريتها وحديثها المتواصل عن الانتخابات لأنها تضمن الأغلبية مقدماُ، لا نشعر بنشاطها وحماسها وقدرتها على تعبئة جماهيرها والدفع بها في المليونيات والاحتجاجات والمطالبات. عدم فعاليتها في هذه المرحلة الحرجة يجعلها تبدو وكأنها حليف الإسلامويين بسبب موقفها السلبي بينما ينشط هؤلاء على كل المستويات: الشائعات، الاعلام، النقابات، المال، الأمن. فالعصابة تتحرك بكل حرية والمطلوب أن يساهم الجميع في محاصرتها وملاحقاتها.
الخطر الثالث: حياد جبهة الثورة وتحفظها لا يتناسب مع إسمها وبالتالي أهدافها. هناك ثورة شعبية ومكان أي جبهة ثورية أن تفرض نفسها داخل صفوف الثورة القائمة ولا تنازعها من الخارج. لأن الثورة ليست حكراً على ثوى الحريى والتغيير بل هي ثورة الشعب وبالذات المهمشين منه. أخيراً يا حمدوك المليونيات هي سلاحك الوحيد الناجز وسط هذه المخاطر لذلك يجب أن تكون المليونيات ولجان الأحياء في حالة تأهب مستمر ومستعدة دائماً للنزول للشارع وشل كل أشكال التآمر والغدر والصمت المريب والغموض الثوري.