منصة حرة
manasathuraa@gmail.com
قال رئيس الوزراء "المحترم" الدكتور عبدالله حمدوك، إن السودان في حاجة إلى مساعدات خارجية بـ 8 مليارات دولار خلال العامين المقبلين، لتغطية الواردات وإعادة بناء الاقتصاد، إضافة إلى 2 مليار دولار أخرى كودائع لوقف تدهور الجنيه السوداني.
وعطفا على حديث رئيس الوزراء، فإن وزارة المالية استلمت الآن 1.5 مليار دولار من السعودية والإمارات، وما زالت رحلات "حمدوك" المكوكية مستمرة، والتي يحمل خلالها ملفي "السلام والمساعدات المالية"، وحتى الآن نعتقد أنه نجح بنسبة كبيرة في استمالة الحركات المسلحة نحو السلام والجلوس للتفاوض، كما نجح أيضاً في جلب الدعم الدولاري لخزينة المالية.
ولكن.. هل توقيت هذه الرحلات كان مناسباً وتشكيل الحكومة لم يكتمل حتى الآن، بل ولم تكمل شهرها الأول؟، في تقديرنا كان هناك استعجال غير مبرر، لهذه الرحلات باستثناء مؤتمر الأمم المتحدة الذي ارتبط بموعد لا يمكن تأجيله، وكان الأولى لمجلس الوزراء ترتيب البيت الداخلي قبل التنقل لعواصم الدول بهذه الملفات (السلام، والمساعدات المالية)، التي نراها مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالداخل، ولا يمكن حلها إلا عبر التغيير الحقيقي في الداخل.
أولاً، قبل الحديث عن المبلغ الذي يحتاجه السودان لإصلاح الاقتصاد، والذي صرح به رئيس الوزراء بـ 8 مليارات دولار، يجب الحديث عن الفساد المالي لمؤسسات الدولة، واللوائح والأنظمة التي تقنن هذا الفساد، وتنهك ميزانية الدولة، ومسألة عدم إعادة النظر في هذه اللوائح التي تسهل الأساليب الملتوية للنهب، لن تجدي الـ 8 مليارات ولا ضعفها نفعاً في هذا المستنقع، ونحن نرى وزارة المالية تستقبل 1.5 مليار دولار بالنظام القديم، وتحت ظل الإدارات القديمة، يعني يا زيد لا رحت ولا جيت.
ثانياً، ملف السلام الذي منحه الاتفاق بين "العسكر وقحت" فترة الـ 6 أشهر الأولى من الفترة الانتقالية، في ظل خلاف مبدئي بين الحركات المسلحة والنظام البائد والذي ما يزال قائماً، وسيظل الخلاف ما بقي "النظام القديم". وحتى اليوم لم يحدث تغيير حقيقي في الوزارات التي تعمل تحت ظل كوادر النظام البائد، والسفارات تضج بالكوادر الأمنية والسياسية والإعلامية والاقتصادية التي اختارها "النظام المخلوع" بعناية فائقة، ما يؤكد فشل كل الوزارات في مسألة ترتيب البيت الداخلي ومن بينها وزارتي الدفاع والداخلية، ولا ننسى أن ملف السلام والحرب مرتبط ارتباطاً عضوياً بهذه المؤسسات وطريقة عملها، واي مفاوضات في ظل مؤسسات حاضنة لكوادر "نظام البشير" لن تحدث اختراقاً في هذا الملف المهم، يعني يا زيد لا رحت ولا جيت. دمتم بود
الجريدة