جعفر الصادق: صمت دهراً ونطق كفراً!! (1-3). بقلم: د. ابوبكر يوسف ابراهيم
د. ابوبكر يوسف
6 May, 2014
6 May, 2014
- قال جعفر الصادق سليل بيت السادة الميرغنية :[ إننا لا نستطيع الذهاب لطلب الدعم من المجتمع الدولي والعربي، بينما نحن مشرذمين، لذلك فإن الحوار الوطني هو البوابة، وهو بدأنا نحسه بالفعل؛ وقال إنّ حزبه تلقى رسائل إيجابية وانطباعات جيدة من الداخل ومن دول ومنظمات معتبرة، ترتكز كلها على الحوار الوطني.] .. كلام زي قِسَمْ الدهب ، ولكن، كم مكثت في السودان لتتعرف على مشاكله سيدي؟!! .. نعم ، نعللم أنكم سيدي في اتصال دائم مع المجتمع الدولي والعربي ، و منذ أيام تجمع المعارضة أنتم ممثلين والدكم – حفظه الله " ولعدم تفرغطم يومئذٍ كان هو يتشاورون" ويطلب من المجتمع الدولى أثناء اجتماعات التجمع في أسمراء وكمبالا ونيروبي - وحزبكم كان جزء رئيس من تجمع المعارضة - أن تغطسوا حجر السودان ، لا لشيء إلا كونكم معارضون للإنقاذ ، وهذا حقكم ، الذي لا ينكره عليكم أي أحد ، ولكن ماذا أفاد السودان الوطن من معارضتكم للانقاذ التي استمرت زهاء ربع قرن؟! أليس طيلة هذه الفترة ألم تكونوا لم تتعلموا الفرق بينه وبين الانقاذ كنظام حكم ووطن إسمه السودان وأنتم تتدعون الحرص على انسانه؟! - ، فأرجوك سيدي قل لي بربك وبجردة حساب ماذا قدمتم لأهل السودان لرفع المعاناة من كواهله غير مطالبتكم بما صودر منكم؟!!
- لقد كان تجمع المعارضة – وبالطبع (حزبكم الأصل ) مُكَوِّن أصيل فيه - ، يومها كنتم تطالبون يومها بفرض الحصار على الشعب السوداني، يعني بالعربي أن كل المعاناة التي يعانيها اليوم كنتم أنتم أسبابها و الاساس فيها، والسؤال الأهم الذي نأمل أن نجد إجابة عليه هو : ماذا أفاد الشعب من عودتكم الميمونة لأرض الوطن أيها الشاب الذي لا يعرف حتى عن وجغرافية وطنه الكثير ، وبحمدالله عدتم لتنقضوا على قصعة الانقاذ،ولتستأثروا بالمناصب ووجاهتها وامتيازاتها؟!!
- يدهشني أنكم تطلبون تفويضاً لتسويق مبادرة الحوار في الخارج!! ، وهل أنتم محتاجون لتفويض الآن؟! ففي السابق وانتم تغطِّسون حجر السودان لم تطلبوا تفويضا بل كان دوماً لحزبكم اليد الطولى في توتير العلاقات مع مصر مبارك والسعودية وليبيا القذافي ، يبدو أنكم أيها السيد المبجل تستغلون طيبة هذا الشعب الذي لا ينسى "الشينة"، وتتعاملون معه على أساس أنه "شعب نساي" ، نعم أهل السودان بسطاء لكنكم ربما تنسون أنكم بالأمس كنتم تتاجرون بقضاياه تحت شعار معارضتكم ومحاربتكم للانقاذ ، فيا سبحان مغير الأحوال ومقلب القلوب، واليوم تتقاسمون السلطة مع غريم الأمس!!، وفي ذات الوقت ربما كنتم تراهنون على سذاجة هذا الشعب الذي أصبح كل من هب ودب من الاحزاب يتحدث باسمه ويفرض الوصاية عليه من غير موصي وكأنه لم يبلغ رشده بعد!!
- لا يدهشني أيها السيد المبجل أنكم تؤيدون وتدعمون مبادرة الرئيس، ولكن أليس من الأولى ، لو كثفت جهدك بدلاً من تكثيفك للسفرات إلى عاصمة الضباب، لتهييء المناخ لجمع شمل حزبكم الذي أصبح شذر مذر إذ تفرق كما تفرقت أيدي سبأ إلى أكثر من أربعة أفرع ؟! ، إن كانت الأحزاب التي تشظت من حزبكم " الأصل" تمثل معارضة لكم ها أنتم تتشاركون معها المشاركة في الحكومة أي أن الأضداد تتفق في قسمة الكعكة وهو الأهم أما المناكفات فتلك تمثيلية لم تعد تنطلي على شعب الله المغلوب بكم ، والسؤال إن كان هذا التشظي حقيقياً وليس مجرد تمثيلية فلماذا لا تتكرمون على اتباعكم بالدعوة لجمع شعث حزبكم الذي تحول إلى " كيمان" كل منها يبحث - عن إيثار كومه- بالمشاركة في مؤسسة الرئاسة ويتمرغ بالامتيازات الوزارية والولائية .. ويا شعب أُكُل هواء!!
- المشهد الآن أصبح واضحاً لرجل الشارع الذي شعر بأنكم غررتم به وتاجرتم بمعاناته ، فقد كشفتم أنفسكم بأنفسكم حين آثرتم الامتيازات التنفيذية والولائية والدستوريه على مصالحه ، الآن أنتم شركاء في الحكم وهذا ما لا يمكنكم نكرانه أو التنصل عنه ، فماذا فعلتم من أجل المواطن الذي شنفتم آذانه بأنكم تعارضون من أجله؟!! ، يكفي أنكم حين كنتم تعارضون كنتم تتحدثون عن ضيق عيش المواطن وقد سقط حزبكم الأصل وفروعه المشاركة في الحكم حين وافقتم موافقة " الاجماع السكوتي والعلني" على رفع الدعم عن المحروقات، وكنتم تعلمون علم اليقين أن ذلك سينعكس على كل أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية التي تشق على المواطن في عيشه، إن مجرد عدم معارضتكم يومها لرفع الدعم هو اعتراف بأنكم إن لم توافقوا عليه فلن تستطيع الحكومة توفير التمويل لمؤسسة الرئاسة والسلطة التنفيذية والدستورية التي ترفلون في عزها ، وهذا قد تربع اثنان من أبناء السادة – وأنت واحدٌ منهما- على منصبي مساعدي رئيس الجمهورية وعلى الشعب أن يدفع مرتبيهما وامتيازاتهما حتى تكلفة الاسفار للبلاد البعيدة سواء غادر راضياً أو مغاضباً أو حتى للصيام وقضاء العيد بين عاصمة الضباب وعاصمة المعز لدين الله!! .. بس خلاص ، سلامتكم،،
يتصل..
zorayyab@gmail.com
نقلاً عن جريدة الصحافة