جنرالى وجنرال ماركيز: متاهة المغالطات الانتخابية !
د. على حمد إبراهيم
18 April, 2015
18 April, 2015
استلف بعضا من عنوان الكاتب الكلومبى الناجز غابرييل جارسيا ماركيز فى رائعته ( الجنرال فى متاهته ). جنرال الكاتب ماركيز ((سيمون بوليفار) كان رئيسا لبلده . وكان من عصبة الجنرالات الوطنيين اللاتينين إلا أنه انتهى مطرودا من بلده ، يتلصص متخفيا فى دياجير الظلام يحاول مغادرة القارة اللاتينية برمتها الى اوروبا . ويلقى فى سبيل ذلك ما يلقى من اهانات وامراض وضعة عظة لمن يتعظ من تقلبات الزمن الدوار . فى ( متاهته) وبحثه عن النجاة يغرى الجنرال بوليفار مساعديه الاقربين بالهجرة معه الى اوروبا . يأخذهم رهائن عنده . ومصدا وستارا مما قد يلاقيه من مخاطر فى مغامرة غير مامونة العواقب . أما جنرالى ، المشير عمر البشير ( لماذا لم يكملوها ويضيفوا له لقب المهيب الذى اضافته الابواق البعثية الى القاب الرئيس البعثى احمد حسن البكر الممتدة تكميلا للوحة الرجل كامل الاوصاف ). يخطر ببالى الرؤساء كاملوا الاوصاف الذين قضوا فى متاهات قاسية هاربين من ديارهم يتكففون المأوى والاستضافة رغم الأبهة والصولجان الذى كان . يخطر ببالى تحديدا زين العابدين بن على فى متاهة هروبه بقناطير الذهب المقنطرة ، و مثله عيدى امين اليوغندى، الرئيس الحاج ، ورئيس هيئة الاركان ، و القائد العام ، وخادم البؤساء ، وهازم المستعمرين _ القاب اطول من جسر الدانوب الازرق. ويخطر ببالى بوكاسا ، الامبراطور المزيف . وشاه ايران الامبراطور الحقيقى . والملك فاروق وعكليت زمانه امبراطور التعذيب شاوشسكو الرومانى. هؤلاء الذين أكلت المحن امجادهم ورمتهم على قارعة الطرق. فقط لو يتعظ الجنرالات . متاهة جنرال ماركيز ومتاهة هؤلاء اقتصرت اضرارها عليهم وحدهم . انطبق عليهم المثل الدارجى الفصيح كل شاة معلقة من عصبتها . اما متاهة جنرالى عمر البشير فقد وصلت اضرارها الى شعبه وحكت عظامه حين اخذه رهينة عنده اتقى به سهام محكمة الجنايات الدولية على مدى العشر السبع سنوات الماضية . ويأمل الآن فى خمس سنوات اخرى على أمل أن يأتى أمر الله فى الجمل أو فى الجمال فى هذه السنوات الخمس. لكن انتخابات الجنرال المضروبة كشفت عوراته . وقدمته وليمة شهية تنهشها سخريات الساخرين . تقرأ وتتبسم على الآخر حين تقول احدى صحف الاسلامويين الموالية للجنرال انها ارسلت مندوبا الى المركز رقم 9 فى دائرة الثورة الغربية ومكث فيها من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثانية عشرة منتصف النهار ولم يصوت الا شخص واحد . اننى اقترح على المعارضة أن تمنح صحيفة ( اليوم التالى ) وسام الشجاعة لأنها تحدت بطل التعذيب رئيس جهاز الامن والترهيب الذى منع الصحف كتابة من عدم الاشارة الى ضعف الاقتراع فى جنازة البحر المسماة زورا وبهتانا انتخابات. وجائزة اخرى لهذا المواطن الصالح الذى صوت وحيدا فى المركز رقم 9 بدائرة الثورة الغربية لأنه تآمر مع المعارضة ليقدم نفسه مادة اثبات فى محضر محاكمة الجنرال بتهم الغش والكذب والتدليس . جنرالى لا يريد ان يقوم من مكانه ويبغادر مثل سيمون بوليفار ، جنرال ماركيز . هل يفيد تكرار القول ان العالم قد شاهد متاهة جنرالى البشير عيانا بيانا عبر القنوات الفضائية فى صور حية عكست خيبة أمل جنرالى فى انتخاباته الرئاسية والتشريعية المضروبة ضرب غرائب الإبل . الامم المتحدة والاتحاد الاوروبى و الترويكا الثلاثية وكل القوى السياسية السودانية ، كلهم جميعا ، قالوا ذلك بالفم المليان . مؤتمر حوار صادق كان سيفضى الى وضع انتقالى و دستور جديد وانتخابات جديدة تؤول السلطة بعدها الى من يختاره الشعب . جنرالى التائه فى امانيه قال لا و قدم موعد انتخاباته على موعد مؤتمر الحوار لأنه يخشى من انتخابات لا يكون على رأسها مخلوق افندى اسمه مختار الاصم كان والده احد اعظم النواب الانصار ولكن من قديم قيل النار تلد الرماد . أطاح جنرالى بمبادرته الشخصية بحثا عن تجديد يحول بينه وبين مدافع محكمة الجنايات على مدى خمس سنوات . وبعد السنوات الخمس يحلها الحلال . قد يموت الجمل او الجمال. فوق هذا يكون جنرالى قد دخل موسوعة جنيس للآماد الطويلة متفوقا حتى على الملوك اذا استثنينا ملكا واحدا قضى نحبه لأنه تعاور ورفض نصائح كل الناصحين مثل ما يفعل جنرالى تماما . ذلك الملك الطاؤوس كان ملكا على شعبه و ملك على ملوك افريقيا . ولكنه قضى فى بعض مظان الجرزان . الملوك لا يقضون هكذا سمبلة بلغة اهلى الاستوائيين الذين افتقدهم ، شخصى الضعيف ، وصديقى الصدوق شوقى بدرى ، نجانى الله ونجاه من الموت بضربة الاحباط . العالم كله شاهد حجرات الاقتراع الخاوية على عروشها . أى زعم بفوز كاسح لجنرالى سيكون مدعاة للسخرية . ويثبت علينا تهمتى الكذب الرسمى والتزوير . والتهمتان مخلتان بالشرف والامانة يشهد بذلك احد كتابى المفضلين ، القانونى الضليع سيف الدولة حمدنا الله . متى يخرج جنرالىة من متاهته . لا احد يعرف غير جنرالى التائه.