جهاز الأمن الشعبي (المحلول) … هل ينتشل سفينة الانقلاب الغارقة؟
اسماعيل عبدالله
23 February, 2022
23 February, 2022
حسب ما ورد بصحيفة الراكوبة الالكترونية صباح اليوم، أن مصادرها الأمنية الرفيعة المستوى قد كشفت عن عودة قيادات بارزة تابعة لجهاز الأمن الشعبي (المحلول) من تركيا، كما أكدت ذات المصادر الراكوبية على أن عودة منسوبي ذلك الجهاز الباطش بالشعب السوداني ابّان العهد (البائد)، قد تمت بتنسيق تام مع الانقلابيين في إطار خطة تهدف إلى خلق موازنة تمكِّنهم من مواجهة المد الثوري المتواصل، وفقاً لصفقة تتضمن العودة السرية لتنظيم المؤتمر الوطني (المحلول)، لوقف الملاحقات التي كانت تجري من قبل لجنة إزالة التمكين لعضوية التنظيم، وإعادة جميع الاصول والممتلكات التي تمت مصادرتها منهم، هذا استناداً على ما جاء بموقع صحيفة الراكوبة الالكتروني الذائع الصيت.
لقد مضى على تفجر ثورة ديسمبر المجيدة ثلاثة اعوام، جرفت امطارها الغزيرة كثير من شوائب فكر جماعة الاخوان المسلمين - جبهة الميثاق الاسلامي - الجبهة الاسلامية القومية - المؤتمر الوطني، ومرت تحت جسورها كثير من المتغيرات المعنوية والفلسفية، واكتست الارض بأدبيات جديدة واجيال حديثة لا تركن للهياج الكهنوتي غير ذي الجدوى، وكانت تحديات العهد الثوري الجديد قد غزت بيوت كبار رجالات الدولة البائدة، فاعترف جزء منهم بحقيقة اجتياح اهزوجة الثائر الديسمبري ايمن ماو لعقول صغارهم الذين هاموا به عشقاً، فرددوا هذه الاهزوجة الثورية امام ناظري آبائهم واجدادهم، لقد ادرك الكهول والشيوخ منهم أن الزمان ماعاد هو ذلك الزمان الذي تنشد فيه فرقة (الصحوة الاسلامية) الاناشيد (الجهادية)، ونما الى علمهم أن سنن الكون لا محال ثابتة، وأن الواقعة لا شك في أنها واقعة، وأن حكمة الله في نزع الملك ما تزال باقية، لكن كيف تكبح جماح من استباح الدولة واخضع منافعها لرغباته الفردانية؟ وكيف لهذه الجماعة الباغية أن تتعظ وترعوي.
القناعة المتولدة في قلوب كافة الناس هي أن الليل ولى ولن يعود وجاء صبح ديسمبر، وسفينة الخلاص الوطني قد سارت غير مبالية بالرياح، ولا مكترثة للزوابع والاعاصير التي يثيرها الانقلابيون بين الفينة والأخرى، وأن محاولة اعادة عجلة التاريخ الى الوراء لا يحاولها الا الذين فقدوا صوابهم واصيبوا بالجنون، فالشعور الجمعي للمجتمعات قد لفظ كل المصطلحات والادبيات التي سادت في ذلك الزمان الكارثي الغابر، وحلت محلها مفردات النضال وجمل الكفاح التي تستدعي قيم الجمال، المركوز في دواخل سماحة هذه النفس البريئة من خطل الجنون والهوس، وانه لمن ثامن المستحيلات أن يرتد الفرد والجماعة عن العهد الذي تواثقوا عليه، أو أن يصبأ الثوار عن العهد الذي تعاهدوا عليه، بأن لا فكاك ولا مفر من التمسك بعروته الوثقى، لقد مضت السنوات الثلاث بخيرها وشرها لكنها ابقت جذوة المقاومة مشتعلة، وقدمت نموذجاً مختلفاً للشهيد وصورة حديثة للفدائي الصامد الواثق، الذي يلقي بالنظر على عدوه بعين الحق الراضية، ليس ذلك (الشهيد) المغرر به الذي ارسل لأرض محرقة جنوبية لها أهلها الذين اخذوها عنوة واقتدارا، فشهيد الكرامة اليوم يقدم المهجة وهو بين أهله وعشيره، متوجاً ومحتفىً به وسط الزغاريد والاهازيج، مخضب الجسد بالدم المبلل لصدر الشقيق اللصيق والصابغ لقميص الصديق الصدوق.
وكما روى الرواة عن رائد مشروع السودان الجديد، أنه وبعد أن خط بيده آخر حرف من حروف اسمه على اتفاقية السلام (الشامل)- الكاذب، (أن هذه البلاد لا ولن تعود لسابق عهدها)، وقد صدق، وقد كان، فان البلاد وبعد اندلاع بركان ثورة التحرر الوطني المجيدة (ديسمبر) لن ترتد الى عهد الظلام، ولن تعود لتاريخ ما قبل التاسع عشر من شهر ديسمبر لسنة الفين وثمانية عشر، وقد رفعت الاقلام وجفت الصحف، وبدأت مرحلة جديدة من مراحل نضالات هذا الشعب النبيل، وكل من سولت له نفسه حلم العودة المستحيلة لزمان الكهنوت والجبروت، عليه استذكار واستحضار العظة والعبرة الكامنة في متن الآية السادسة والعشرين من سورة آل عمران:(قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِى ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ ۖ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ)، صدق رب العباد، حامي حمى البلاد، من بقايا النظام المباد.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
22 فبراير 2022
لقد مضى على تفجر ثورة ديسمبر المجيدة ثلاثة اعوام، جرفت امطارها الغزيرة كثير من شوائب فكر جماعة الاخوان المسلمين - جبهة الميثاق الاسلامي - الجبهة الاسلامية القومية - المؤتمر الوطني، ومرت تحت جسورها كثير من المتغيرات المعنوية والفلسفية، واكتست الارض بأدبيات جديدة واجيال حديثة لا تركن للهياج الكهنوتي غير ذي الجدوى، وكانت تحديات العهد الثوري الجديد قد غزت بيوت كبار رجالات الدولة البائدة، فاعترف جزء منهم بحقيقة اجتياح اهزوجة الثائر الديسمبري ايمن ماو لعقول صغارهم الذين هاموا به عشقاً، فرددوا هذه الاهزوجة الثورية امام ناظري آبائهم واجدادهم، لقد ادرك الكهول والشيوخ منهم أن الزمان ماعاد هو ذلك الزمان الذي تنشد فيه فرقة (الصحوة الاسلامية) الاناشيد (الجهادية)، ونما الى علمهم أن سنن الكون لا محال ثابتة، وأن الواقعة لا شك في أنها واقعة، وأن حكمة الله في نزع الملك ما تزال باقية، لكن كيف تكبح جماح من استباح الدولة واخضع منافعها لرغباته الفردانية؟ وكيف لهذه الجماعة الباغية أن تتعظ وترعوي.
القناعة المتولدة في قلوب كافة الناس هي أن الليل ولى ولن يعود وجاء صبح ديسمبر، وسفينة الخلاص الوطني قد سارت غير مبالية بالرياح، ولا مكترثة للزوابع والاعاصير التي يثيرها الانقلابيون بين الفينة والأخرى، وأن محاولة اعادة عجلة التاريخ الى الوراء لا يحاولها الا الذين فقدوا صوابهم واصيبوا بالجنون، فالشعور الجمعي للمجتمعات قد لفظ كل المصطلحات والادبيات التي سادت في ذلك الزمان الكارثي الغابر، وحلت محلها مفردات النضال وجمل الكفاح التي تستدعي قيم الجمال، المركوز في دواخل سماحة هذه النفس البريئة من خطل الجنون والهوس، وانه لمن ثامن المستحيلات أن يرتد الفرد والجماعة عن العهد الذي تواثقوا عليه، أو أن يصبأ الثوار عن العهد الذي تعاهدوا عليه، بأن لا فكاك ولا مفر من التمسك بعروته الوثقى، لقد مضت السنوات الثلاث بخيرها وشرها لكنها ابقت جذوة المقاومة مشتعلة، وقدمت نموذجاً مختلفاً للشهيد وصورة حديثة للفدائي الصامد الواثق، الذي يلقي بالنظر على عدوه بعين الحق الراضية، ليس ذلك (الشهيد) المغرر به الذي ارسل لأرض محرقة جنوبية لها أهلها الذين اخذوها عنوة واقتدارا، فشهيد الكرامة اليوم يقدم المهجة وهو بين أهله وعشيره، متوجاً ومحتفىً به وسط الزغاريد والاهازيج، مخضب الجسد بالدم المبلل لصدر الشقيق اللصيق والصابغ لقميص الصديق الصدوق.
وكما روى الرواة عن رائد مشروع السودان الجديد، أنه وبعد أن خط بيده آخر حرف من حروف اسمه على اتفاقية السلام (الشامل)- الكاذب، (أن هذه البلاد لا ولن تعود لسابق عهدها)، وقد صدق، وقد كان، فان البلاد وبعد اندلاع بركان ثورة التحرر الوطني المجيدة (ديسمبر) لن ترتد الى عهد الظلام، ولن تعود لتاريخ ما قبل التاسع عشر من شهر ديسمبر لسنة الفين وثمانية عشر، وقد رفعت الاقلام وجفت الصحف، وبدأت مرحلة جديدة من مراحل نضالات هذا الشعب النبيل، وكل من سولت له نفسه حلم العودة المستحيلة لزمان الكهنوت والجبروت، عليه استذكار واستحضار العظة والعبرة الكامنة في متن الآية السادسة والعشرين من سورة آل عمران:(قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِى ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ ۖ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ)، صدق رب العباد، حامي حمى البلاد، من بقايا النظام المباد.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
22 فبراير 2022