سلام يا .. وطن
*ما نود توكيده لمن يكيدون للحكومة الإنتقالية كيداً ، ويعملون جاهدين لإسقاطها ، وينسجون الإشاعات المتلاحقة لإضاعة الوقت وتغبيش الرؤى ، فإننا برغم إستيائنا من الطريقة التي تدير بها الحكومة الأمور ، وقبل ذلك من التجاوزات التي ابتلعتها قوى الحرية والتغيير التي تواثقت على مكوناتها مع القوى السياسية من أنها ستكون حاضنة سياسية نجدها قد إفتقدت الكثير من صمامتها وصدق توجهها نحو دور الريادة في التغيير ، وذلك حين تنكرت لما تواثقت عليه من مواثيق أكدت عليها بأن لاتشارك في الجهاز التنفيذي والسياسي للفترة الانتقالية ثم لم يلتزم بهذا الاتفاق الا الحزب الجمهوري الموقع على ميثاق الحرية والتغيير والذي لم يتبوأ أي منصب في الحكومة الانتقالية ، وحتى الوزيرة ولاء عصام البوشي والدكتور عمر القراي وقصي مجدي سليم والأستاذة وداد محمد الحسن الطاهر وزيرة التربية بولاية النيل الأبيض ، نثبت هنا للتاريخ انهم لم يدخلوا الحكومة لكونهم جمهوريين او ينحدرون من بيوت جمهورية بل لأنهم كفاءات ولاعلاقة للحزب الجمهوري باختيارهم في الحكومة ، والذين يعملون على معاكسة القراي لكونه جمهورياً فانهم ينظرون لإنتمائه ولا ينظرون لكونه احد علماء البلاد في علم المناهج ، ومن الحاجات التجنن أن أصحاب الغرض لن يلقمهم حجراً الا أن تتحدث الحكومة على انها اختارت القراي للكفاءة وليس الإنتماء الفكري ، فإن من يريد إشعال الفتنة هو نفسه الذي ظل يزرع الفتن ثلاثين عاماً.ويعمل اليوم حتى يكيد للحكومة الانتقالية ويأمل ان يسقطها, وهيهات.
*والعابثون يعبثون بالمشهد السوداني ومن هنالك المدعو عبد الحي يوسف من على المنبر المشبوه ينعق بأن مكونات الحكومة الانتقالية مختطفة من الحزب الشيوعي ومرافيد البعث وتجمع المهنيين وهم من يريدون الحكومة التي تعمل على إخفاء حقائق فض الإعتصام ، ولكن ماجهله تماماً داعية الفتنة الأكبر أنه ليس حريصاً على من فض الإعتصام فهو قد شارك الانقاذ في كل حفلات القتل من لدن ضباط 28 رمضان ومرورا بطلاب العيلفون وحتى فتواه للرئيس المخلوع بقتل المتظاهرين ، ونعود لشذرات من حاجات تجنن .. والذاكرة تحفظ أن اللجنة التي تم تكوينها تحت مسمى لجنة المفقودين والتي لم نسمع لها صوتاً ففي وقت علو صوت أسر الشهداء نجد لجنة المفقودين التي كونها النائب العام بلاصوت يسمع ، والمشارح تضم أكثر من خمسمائة جثة ممنوع دفنها ولم يتم تشريحها ولم يتحدث عنها احد ، وكم من المفقودين هائمين في الشوارع ولم ينشغل بقضيتهم ولا بلجنة المفقودين خفية الذكر ومنعدمة الصوت!!ألم نقل ان هنا حاجات تجنن؟!
*بالمقابل نجد هنالك الأصوات العالية التي تنادي بحل لجنة نبيل أديب ، ولكن من هو صاحب المصلحة المستترة أو الظاهرة والذي يسعى سعياً حثيثاً لحل لجنة فض الاعتصام ؟! ولماذا تعامى الجميع عن عدم فعالية لجنة المفقودين حتى نكاد نلمس الحقيقة المرعبة في أن الحي أهم من الميت ولأول مرة نلمس العكس ، والغريب ان لجنة اسر الشهداء تطالب بلجنة تحقيق دولية ولجان التحقيق الدولية لاتقوم بمحاكمات جنائية ، أما تلك فانها مجرد لجنة تقصي حقائق ، جملة تساؤلات تفرض نفسها ، وحقائق لابد من الانتباه لها وهي ان لجنة المفقودين تملك القرار، وهي تتبع للنائب العام مباشرة والشوارع لاتخلو من المجانيين والمضطربين نفسياً فمن هو الاحوج للملاحقة اليوم لجنة فض الاعتصام ؟ أم لجنة المفقودين ؟! لبعض هذا قلنا أن في المشهد : حاجات تجنن ومرات تحنن!!وسلام يااااااااوطن.
سلام يا
رحم الله زميلي العميد م / فتحي حسن محمود ، او فتحي روما الذي رحل بكوستي رحيلاً هادئاً وفقدنا الرجل الودود الذي لم نعهده الا باسماً بسيطاً سالكاً ومسلكاً ، ومنذ الشباب الباكر كان فتحي مهموماً بالاسلام والسودان ، ألا جعله الله من المتقين ومعهم ، وسلام عليه في الخالدين ..
الجريدة الاثنين 8/يونيو 2020