حالة وإنكار ولا مبالاة وقرف سياسي

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم    


تصريحات وزير الاعلام الناطق الرسمى ووالى الخرطوم حول اليرموك بعيدة كل البعد عن ما جرى ويجرى حول اليرموك ، وخلاصة ما قيل لنا أن الحكومة ليست لديها أية معلومات أو استعدادات لمواجهة ما يحدث . وبعد قصف مصنع الشفاء أفادت الحكومة أنها بدأت فى تنفيذ شبكة دفاعية جوية  حول الخرطوم ، بعدها حادثة بورتسودان المتكررة وهاهى اسرائيل تقصف مصنع اليرموك فى قلب العاصمة . أين مؤسساتنا الدفاعية و الأمنية والاستخباراتية ؟ هل هى فى انتظار وصول عدد ال ( 63 ) ضابط مصرى للمساعدة فى الأمن . أعتقد بعد الذى حدث رفع العدد الى مئتين .  اذ ربما تعاود اسرائيل الكرة فتقصف مواقع أخرى هامة . لقد يئس الناس من التعلات المكذوبة الساذجة وباتت المصداقية مفقودة فى كل شئ  ولم نسمع حتى بوزير استقال أو مدير ويبدو أن الامر اعتيادى للغاية  بالنسبة للحكومة وهذه محنة الولاء وسياسة التمكين  الفاشلة . ان واقعنا الان مبتلى بالزيف  الأمر الذى يلغى من الحياة مقوما من مقومات السودان ووجوده وسلامته  . تلهفنا لسماع المزيد حول اليرموك وافترشنا للعزاء الدولى والسياسى وقيل لنا ما قيل ولكن المهم والأهم ما الاجراءات التى اتخذت ؟ حتى يكون المواطن فى الصورة . كنا نتوقع بيان من الأخ عمر ، هذا عدوان سافر ، تذكرت بيان المرحوم والمغفور له باذن الله  الرئيس القائد جعفر محمد نميرى  حول الغزو الليبى . ما الذى يجرى الآن هل صرنا حكماء التجاوز لكل كبيرة وصغيرة أم جبناء ، للاسف الشديد انحرفت بوصلة سودان العز والشموخ والكرامة وسقطت رايات فخرنا وتكدر صفاؤنا وصمتنا وكأن الطيور على رؤوسنا . الشعب الآن تراوده المخاوف ونخرت صدوره الهواجس  وتركته الحكومة يفكر فى الذى جرى على نار هادئة ولسان حاله فى هذا البلد كل شئ ممكن مخالفات تكثر وعيوب تكبر وزمن يهدر وفساد وأموال تبذر وصدق معلق قناة ال بى بى سى  حين قال
Sudan is a soft country
آن الأوان للتغييير وإصلاح ما تبقى و العمل على عودة الكوادر المؤهلة فى القوات المسلحة والأمن والخدمة المدنية حتى يعود السودان الى مكانته وقوته بين  الدول . بعد الذى حصل لا يمكن السكوت أو التستر على الخطأ وليكن ما يكون . الموقف خطير وأخشى أن تأذن شمس السودان بالمغيب . التغيير أضحى المنقذ الوحيد فقد كثرت الجراحات . السودان ملك لشعبه وعليه تقع مسئولية الحفاظ على ارثه وترابه مهما كانت التضحيات . لقد سئم الناس من الاسلوب اللامبالى ، واللامبالاة عندى نفى لجوهر الانسان والقاء لوجوده وتهميشه بل ربما تحويله الى عدم . واللامبالاة السياسية فى بلدنا نتج عنها احساس بالغثيان والقرف والهم والحصر و الضيق و الاختناق والعبث واللاادارية والاغتراب. وأخشى أن تكون النتيجة فوضى أو رفض منتظم واحتجاج واع بل والى عنف اسوة بما يجرى فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق . اذن اللامبالاة السياسية هى السبب فى كل المشكلات . المواطن الان يعيش حرية اللامبالاة انها حرية بلا بواعث ، أى حرية زائفة لان الذى يحدد الفعل الحر هو الباعث عليه . عموما هى عندى أحط درجات الحرية لانها تعنى أخذ قرار بالنسبة لشئ لا نبالى به  لقد فقدنا الحماس وتساوت لدينا الأمور كل الذى نحتاجه الآن دستور جيد شامل ديموقراطى لبناء دولة مدنية تكفل جميع الحريات لمواطنيها . ولكى يتأتى لنا ذلك على الحكومة أن تعمل برأى العلماء وارباب الفكر والآراء التى ملأت صفحات الجرائد من أجل سودان عزيز بعيدا عن رأى الحزب الحاكم فقد جربناه والنتيجة ما نحن عليه الآن

أ.د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان    ----------   أمدرمان


salah osman [prof.salah@yahoo.com]

 

آراء