حانات وبارات لندن!!

 


 

 




كلمة الحانة في اللغة العربية هي الترجمة الغير صحيحة لكلمة البار في اللغة الإنجليزية. BAR . هذه الكلمة في اللغة الإنجليزية لها عدة معاني. أحدها إمتحان المعادلة عند القانونيين. فمالم تجتاز هذا الإمتحان فلن يسمح لك بالعمل في سلك المحاماة في بريطانيا والسودان كمان... شفتوا فوائد الإستعمار. ومعناها الثاني هو المشرب أي مكان شرب وتعاطي المواد المُسكِرة والعياذ بالله. ومعناها التالت هو مكان لتناول وجبة طعام سريعة مثل السمك والبطاطس المقلية. Fish Bar وهذا لا علاقة له بالخمر والمسكرات.

ينقسم الصحفيون السودانيون إلى ثلاث فئات. فئة تؤيد وتساند الحكومة على حقِّها وباطلها. فئة تعارض الحكومة بالكذب وبالصدق. كل منهما تجر وتشد الحبل لمناصرة من تقف معه. الفئتان لا تضعان موقعاً للحقيقة أو الصدق في القول. وفئة ثالثة تعمل بقول الإمام علي: (ليس بالرجال تعرف الحق. اعرف الحق تعرف أهله). ولهذا تجد هذه الفئة تقول للحكومة أحسنت عندما تحسن الحكومة، رغم حسناتها القليلة أوشبه المعدومة. وتقول لها أخطأت عندما تخطئ الحكومة وأخطائها وخطيئاتها أكثر من الهم على القلب. وهذه الفئة تؤمن بقول الإمام الشافعي: (رأينا صواب يحتمل الخطأ. ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ومن جاءنا بأفضل منه قبلناه).

المؤسف أن الفئتان الأولتان لا تقبلان أي نوع من ال compromise   أي الحل الوسط – إذا صحّت الترجمة- وتعملان بنظرية: (غرّة يا تشربي يا أكسر قرنك). فإن قلت الحكومة فعلت خيراً في كذا أو بكذا. لتناوشتك سهام المعارضين لها وقالوا فيك ما لم يقله مالك في الخمر، أو ما لم يقله الطيب مصطفى في سبدرات أو ما قاله سبدرات في الطيب مصطفى. أما إذا تجرأت وقلت الحكومة كعبة أو مكنوسة وأوردت رأيك بحيادية وتجرُّد لا تبتغي غير مرضاة الله ورضاء ضميرك.. فسيقول عنك صحفيو الحيكومة أنك متسكع وصايع وضايع ولا تغادر بارات لندن وحاناتها. هؤلاء الذين يكتبون مثل هذه الأقوال لم يروا لندن قط. ولا أظنهم سيرونها لأسباب بدهية. ولهذا ففي مخيلتهم أن أحبابنا الإنجليز كلهم بتاعين مريسة وبارات وسكر وعربدة!!

هل يستقيم هذا القول؟ كيف يكون أناس بهذه الصفات ويحكمون العالم من أستراليا إلى أميركا؟ ومن ألسكا وكندا إلى جنوب أفريقيا والهند؟ .. الإنجليز عديلين أكثر من شريط السكة الحديد. وقت العمل للعمل ووقت الهلس للهلس ولا يخلطون بين مال الله ومال المملكة. عملت سنوات عدداً في شركات في لندن لم أرى يوماً خواجة يقرأ الصحيفة في المكتب. صرت مثلهم أشتري الصحيفة عند محطة المترو وأقرأها وأنا في القطار لحين وصولي لمحطتي. أنزل وارميها في أقرب صندوق قمامة. ولهذا فالوقت عندهم للعمل وليس لللعب.

لكني لاحظت أن الصحفيين الموالين للحكومة والذين دائماً ما يتصدون لكتابات المعارضين في الخارج خاصة في الصحف الأسفيرية تنطبق عليهم صفات خاصة بهم لوحدهم. أولها أنهم غير مؤهلين أكاديمياً.. يعني من نوع الفاقد التربوي.. يعني ما كمّل قرايتو.. كما قالت الحاجة لدكتور الأطفال: (مالك يا ولدي ما كملت قرايتك وبقيت دكتور ناس كبار؟). فهؤلاء فشلوا في تعليم أنفسهم فلجأوا لتعليم القرّاء وتأديب المعارضين لأنهم لم يمروا بشارع الأدب الذي سار فيه سيبويه وغيره ممن يعرف الأدب.

هل سمعتم يوماً أن صحفي بقامة عثمان ميرغني الحسن أوعادل الباز قام بسب كاتب إختلف معه في الرأي أو قال فيه كلاماً أعوج؟ بالطبع لا. فأنا لم اقرأ لكليهما ما يفيد بذلك. مع علاقتي المحدودة أو غير الموجودة مع عادل الباز وعلاقتي الخاصة بعثمان ميرغني فهما مثال للصحفي الناجح الذي يعرف قدر نفسه ويقيِّمها التّقييم الصّحيح من خلال كتاباته ولهذا فهو لا يلجأ للمهاترات وسب الغير كما يفعل كل من فلان الفرتكاني وعلان السجماني... هوي يا جماعة مضارفة المؤمن على نفسه حسنة. هسع لوقلت أسماهم بقولوا أنا كتبت الكلام دا وقاعد في بار سسكس. هو بار سسكس دا وين يا جماعة لندن؟

وعندما أقرأ لأشباه الصحفيين ولا صحفيين كما قال الإمام علي، أطنِّش الموضوع وأطبِّق عليهم قول الشاعر الفحل المتنبي: إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل. والكمال لله. وأعمل بقول الشاعر العربي: كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يُرمى بحجر فيرمي أطيب الثمر. وبهذا أدعو الصحفييّن اللذين أعني لزيارة لندن ليتعرفا على مسارح لندن وأندية لندن الإجتماعية الراقية.. والحياة الغير التي لا يعرفونها عن لندن وناس لندن. وطبعاً سوف أتوسط لهم للتاشيرة لدى كوين اليزابيث 2 لأنها من نسابتنا. والمعروف لدى الجميع أن جدِّي الأمير يونس الدكيم كان خطيب جدتها الملكة فيكتوريا. فالجماعة نسابتنا وما حيرفضوا طلبي.
(العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
قناتي في اليوتيوب:
https://www.youtube.com/user/KabbashiSudan

 

آراء