حتى لا يولع زرقاوى آخر فى سوريا !

 


 

 




كأن  اربعة  عقود  من  البطش  والارهاب  والقتل  والتعذيب  فى  السجون  والمعتقلات  على  يد  زبانية  عائلة  الاسد  لم  تكف  لاشباع  الشعب  السورى  واللبنانى ، وضيوف  لبنان  من  الفلسطينيين  البؤساء ، اشباعهم  قتلا و اهانة  و مذلة. الاسد  الكبير قتل  آلافا  من  الشعب  السورى  كيماويا  فى  حماه  وفى غيرها  لأنهم  رفعوا  اصبع  التحدى  فى  وجه  الدكتاتور  الفرد  وطالبوا  بحريتهم  ليس  اكثر.  طيرانه  هدّ  مخيم  تل  الزعتر  البائس  فوق  رؤوس  ساكنيه  من اللاجئئن  الفلسطينيين  البائسين ، الذين   جاءوا   يستجيرون  بحامى  العرب  والعروبة  و يطلبونه   النصرة  والحماية  ضد التقتيل  الاسرائيلى  ، فوجدوا  بدلا  عن ذلك  تقتيل  الاشقاء  وبطشهم  الاشد  مرارة   وقسوة . ثم  ها  هو  شبل  ذلك  الاسد  يواصل  السيرة  الاسدية  بقتل  الشعب  السورى  بنسائه  وشيوخه  و اطفاله  على  نفس  النهج   واقسى.  اخذت  العزة  بالاثم  القاتل  الصغير ، فدك  مدنا  سورية  جميلة  فوق  روؤس  ساكنيها  و حولها  الى  تلال  من  حطام  ،  كأنه  نيرون  عربى  يعيش  فى الالفية  الثالثة . لم  يسأل  الدكتاتور  الصغير  نفسه  هل  ابقى  من  سوريا  شيئا  يقيم  عليه  عرشه  الذى  خرب  الدنيا  من  حوله  فى  سبيل  تشييده  والحفاظ  عليه  فوق  الجماحم  والاجداث . يبدو  ان  كل هذا  الشقاء  السورى  لم  يكف .  فها هى  الانباء  تتحدث  عن  محن جديدة  فى  طريقها  الى الشعب  السورى  المنكوب . جبهة  النصرة  تبايع  زعيم   تنظيم  القاعدة ،  الدكتور  ايمن  الظواهرى . وهى  بيعة  على  التقتيل  العشوائى ،  فى  الطريق  الى  تاسيس الامارة  الاسلامية   فى  سوريا . و دولة  الخلافة  الاسلامية  العالمية. بيعة  قطيع  مجنون  آخر، لو اتيح  له  المجال  فى  سوريا  كما  اتيح  له  المجال  من  قبل  فى  العراق ، فانه  سيقضى  على  من  تبقى  الشعب  السورى  تحت  ركام  البنايات  المهدمة  فوق  رؤوس  الجميع  بالعربات  المفخخة. هل  بستطيع  احد  أن  ينسى  كيف  قتل  ابو  مصعب  الزرقاوى  الشعب  العراقى  قتلا  عشوائيا  بالعربات المفخخة .  و كيف  ذبح  الابرياء  من  العمال  الاجانب  الذين  رمتهم  اقدارهم  فى  طريق  معتوه  اردنى  يريد  ان  يقيم  امارة  اسلامية  فوق  جماجم  الشعب  العراقى ،  فذبح   ودمر باسم  الجهاد  السلامى  . ما  ذاقه  الشعب  السورى ،  و ما  قاساه  من  محن  خلال  حكم  الاسد  الكبير  والاسد  الشبل  لم  يبق  من  مناعة  لدى  هذا  الشعب المكلوم  لتلقى المزيد  من  المحن . لو ترك  المجال  لحلف  جبهة  النصرة  و تنظيم  القاعدة  فى  سوربا  جديدة ،   فليستعد العالم  ليعايش  محنا  متطاولة  فى  سوريا  وفى  جوارها . الاعلان  عن  الحلف  الجديد  جاء  فى  الوقت  الخطأ  للمعارضة  السورية  بشكل  عام  و بالنسبة  للجيش السورى  الحر  بشكل  خاص . فالنقاش  حول  تسليح  او  عدم  تسليح المعارضة  السورية  لم  ينته  الى  شئ .   الآن  يبدو ان هذه  الخطوة ستمر  فى دهاليز مظلمة . الاعلان  عن  الحلف  الجديد  اضعف  موقف المساندين  لتسليح  المعارضة . بل وزاد  من  مصداقية  دعوى  الرئيس  الاسد  من  انه  يحارب  ارهابيين  غرباء  يتوافدون  على  بلده  من الخارج . رغم  انه  يقتل  شعبه  ويدمر  مدنه  بدلا  من  قتل  هؤلاء الغرباء.  الآن  اصبح  اتفاق  الغرب  على  تسليح  المعارضة  امرا  بعيد  الاحتمال  . المانيا  تقف  بقوة  ضد تسليح  المعارضة  وامريكا  مترددة  بصورة  لا  تليق  بالدولة  القطب . بينما  يقف  الدب  الروسى  بالمرصاد  ضد  أى  خطوة  باتجاه  تسليح  المعارضة . بعيدا عن  الخلخلة  التى  احدثها  الاعلان  عن  مولد  الحلف  المتطرف  فى صفوف  الدول  الغربية  ، فان الخوف  بدأ  يدب  فى  نفوس  الكثيرين  من العرب  المؤيدن  للثورة  السورية  . ويجئ  خوفهم  من  ان  تنتهى  سوريا   الى  دوامة  من  العنف  والارهاب أسوأ  مما كان  حادثا  فى  عهد  اسرة  الاسد  . الاسلامويون  هم   اناس  لا يجيدون  التكتيك  الاستراتيجى . ويتحدثون  بحلاقيم  ضخمة  ومفتوحة  بكل  ما  يضر  بقضيتهم .   ولا يتعاطون المثل  القائل  ان  لكل  مقام مقال . لقد  اضرت  جبهة  النصرة  بوضعها  الداخلى  فى سوريا  فى سبيل الحصول  على  دعم  خارجى . بل  انها  احرجت  الذين  كانوا يعرفون حقيقتها  البعيدة . والكنهم اغمضوا عيونهم  عن  هذا  من  باب  نصرة  البندقية  المقاتلة  من  اى  اتجاه  جاءت . الآن  لن  يكون هذا   ممكنا .  فاذا  انت  نصرت  النصرة  فانت  تنصر  القاعدة . و تساعد  على  بذر  فتنة  قادمة  الى  سوريا  ربما  لا  تبقى   ولا تذر عندما  تولع  القاعدة   فى  الامارة  الاسلامية  التى  تتوهمها  فى  سوريا . مع  الاسف   الشديد :  لقد  . ضمر حجم  التأييد  الواسع  للثورة  السورية  الذى  كان  عند  انطلاقها.
الموقف  الذى  يمكن  ان  يصحح  مسار الثورة  السورية  و يعينها على الانطلاق  بقوة  هو  ان  يقدم الدعم  العسكرى  الى الجيش  الحر مباشرة  و  يحجب  عن   المنظمات  ذات  الاجندات  الخارجية  بصورة  لا مواربة  او  مجاملة  فيها .  وطرد  المتطفلين  الاجانب  على  التراب  السورى . ابناء  سوريا  الخلص  هم  الاقدر على تخليص  بلدهم  وشعبهم  لأنهم عم الذين  يذوقون  طعم  ومرارة  الموت  المجانى .

Ali Ibrahim [alihamadibrahim@gmail.com]

 

آراء