حديث حسين خوجلي عن الانفلات الامني هو تهيئة للأجواء مع خلق الازمات

 


 

 

استرجعت ذاكرتي وتذكرت كيف استغلت صحيفة الوان حادثة قتل الشابة اميرة الحكيم وهي جريمة قتل بشعة لم تراعي الوان فيها مشاعر الاسرة الكريمة المكلومة وانما سعت لاستغلال تلك الحادثة لاجل تقويض النظام الديمقراطي مستفيدة من مناخ الحرية الصحفية المتاح في ذلك الزمان ومضت الصحيفة في التكرار الممجوج للحادثة المؤلمة وكانها قد حدثت نتيجة للنظام الديمقراطي الحر الذي كان يحكم البلاد وقد تم العرض والترويج للجريمة بشكل ازعج الراى العام وتسبب في مخاوف اجتماعية اثرت علي المسار السياسي ومن ثم افضت الي الانقلاب وقد حدثت من بعد انقلاب الانقاذ جرائم كبيرة وكثيرة ومتعددة وغاية في البشاعة مثل حادثة الطفلة مرام وغيرها ولكن الوان الصحيفة وصاحبها لم يكن لهم ذات الموقف مثلما كان في جريمة اميرة الحكيم ومن هنا فاننا يمكننا الحكم بان صحيفة الوان قد كان لها القدح المعلي في تسميم الاجواء وبث الرعب والخوف في اوساط الشعب السوداني لتهيئة الاجواء للانقلاب علي السلطة عبر انقلاب عسكرى كان مخطط له مسبقا.وهذا ما يفعله حسين خوجلي الان ليهئ اجواء تغيير تؤدي الي عودة الاسلاميين ولكن هيهات.
وتاتي خطورة تسجيلات حسين خوجلي انها تهئ الاحواء لذات الدور في وقت فقد فيه الاسلاميون البوصلة واصبحوا تتقاذفهم الرياح والشارع يهتف ضدهم وسمعوا قدحهم ونكرانهم حتي من ابنائهم في البيوت بل واحفادهم وباتوا مرعوبين مما سيأتيهم يتبدى ذلك في حالة الجزع التي تبدو من خلال حديث حسين خوجلي وهم بهذه النفسية قد يقدمون علي اي مغامرة غير مأمونة العواقب قد تفضي الي فتنة لايعلم مداها الا الله وهم يرون عدوهم التقليدي الحزب الشيوعي يسيطر علي الشارع الثوري و يعلمون مدي حنق الشيوعيين عليهم ورغبتهم في الانتقام منهم وهم يجهزون انفسهم لذلك ويهيئون عضويتهم ماديا ومعنويا تحسبا لأي طارئ ويعدون العدة لمواجهة محتملة بل ويستبقون ذلك بافعال واعمال قائمة الان وعلي ارض الواقع في محاولة لمسح الحزب الشيوعى السوداني و محوه من علي الارض مستعينين بتجربتهم الطويلة في ذلك وعلاقاتهم الدولية والاقليمية ويعتقدون انه قد سنحت لهم السانحة في ذلك من خلال ما يبث ويصدر من الشيوعيين وحلفاءهم واعتقد ان ذلك ليس خطر علي الحزب الشيوعي وحده بل هو الاخطر علي الاطلاق.اذا لم يضع الجميع مضادات ذلك وترياق السم الزعاف الذي يعبر عنه اعلام حسين خوجلي.
وحسين خوجلي لا يعدو ان يكون زراع وبوق ينفخ فيه من خلال آلته الاعلامية ولكن من وراء ذلك عقول وتقديرات وتحالف وتعاون. وهنالك الكثير من الاجندة تتحرك الان في الخفاء وفي الساحة السياسية والاقتصادية منها ما هو ذكي ومنها ما هو غبي ومنها ما هو ظاهر وما هو مستتر ويروج الاسلاميون وسط عضويتهم هذه الايام بان عمار محمد ادم هو في الاصل شيوعي كان مندس فيهم وغواصة للحزب الشيوعي بالاشارة الي علاقة والدي التاريخية مع الحركة العمالية وقد كان احد قادة قطار اكتوبر وهذه ليست حقيقة فانني غير قابل للتغويص الا ان اغوص نفسي بنفسي.
ولكني وسطي وضد خلق الازمات الاقتصادية ورفع الدولار تمهيدا لعودة الاسلاميين وساكون لهم بالمرصاد حتي وان بعثوا الي بحمقاهم يحاولون تخويفي بالمسدسات او الامن والمعلومات ولكني اعرف ان تخويف حسين خوجلي ليس بمعزل عن الازمات .

 

آراء