rafeibashir@gmail.com
رسالة لواحدة من الاخوات الاماراتيات ، ذوات البعد الفكري الناضج و النافذ ممن نحسبها رائدة وقائدة ومبدعة بوعي متقدم في توجيهنا نحو الحق ، عن واحد من مقالاتها والتي تستغرب فيها على (إستكثار من التعاطف الانساني على ضحايا باريس باعتبار انهم ليسوا مسلمون!!!) وهي تعني اننا يجب الا نبخل بعواطفنا الانسانية على هؤلاء الضحايا المساكين ويجب ان نبذل نبلنا الانساني الشغافي عليهم !!! .
الاخت الكريمة .....
دعيني اليوم اختلف معك اختلاف ربما يجمعنا على حق ووعي مطلوبين أكثر وفق متطلبات هذه المرحلة الدقيقة والحرج الان.
انا لم تعجبني سطحية مقالك اليوم وهذه اسبابي:-
اولا يا اخت ادعوك واقترح عليك وانت معلمتنا وواحدة من مستنيرات المسلمين الان التي يمثل قلمها مرحلة متقدمة جدا من الوعي والتوعية والتنوير ، ادعوك في هذه اللحظة المفصلية في التاريخ الا تشيري الى الاحداث بجانب واحد، وانا هنا لا اتهمك في كرامة قلمك وعدلك ، وقد قرأت لك الكثير من المقالات التي ترفع الرأس وتعدل.
وثانيا ادعوك لقراءة رقعة ما يحدث الان على أننا في ورطة بصيرة وقلة وعي شديدين في تفسير ما يحدث الان لتعقيداته الدقيقة فنحن في حرب سداسية الابعاد العدائية وكل بعد عدو له دور : -
1- البعد الاول:
من عند انفسنا وهم هؤلاء الغلاة في الدين من دواعش وخلافهم ، وهؤلاء انواع ايضا منهم من حمل السلاح كرامة وجهادا ودفاعا عن الحق والفضيلة ودفعا لغلاة الدين ايضا من الجانب الاخر ، مثل المعارضة السورية المعادلة الشريفة والمعارضة السنية في العراق وفي سوريا ، فهؤلاء التعاطف والتآلف معهم من صلب الدين ومناصرة الله والذات.
2- البعد الثاني :
هؤلاء الغلاة ممن يدعي انه يمثل الاسلام وهو عنه براء ، وهم القتلة السفلة ، وهؤلاء اما انهم حاقدون على الاسلام من داخله مثل المجوس والملاحدة والشيوعيين ومن لف لفهم ومن يمالئهم ومن ( تعاطف معهم) ولا اقول يستكثر التعاطف والتبرير لهم ، ايضا ، هؤلاء مجرد ذكرهم بخير فهو جريمة انسانية وجريمة ضد الاسلام ووقوف ضد الله والذات.
3- البعد الثالث :
هو الغلاة من اليهود ، ولا اقول كل اليهود ، وهي الصهيونية البغيضة التي داست على كرامتنا وهي تسبح عكس ارادة الله في اعادة تنظيم الشتات لعمل دويلة اسرائيل بالقوة ، وهؤلاء هم الذين اداروا ويديروا دولاب السياسة والمال وخلقوا التحالفات منذ الحرب على هتلر في بلاده حتى اذا حرقهم اتخذوها ذريعة لحلب وجلب التعاطف العالمي المسيحي واليهودي المعتدل وبعض منا نحن ، وهؤلاء هم يا اخت من رسم النظام العالمي الجديد ، خارطة كبيرة جدا فيها الخير للمتحالفين معهم ، وفيها الشر والثبور لنا نحن بفرضية ظلامة (الشرق الاوسط الجديد )، والذي بدأوه من ضربة سبتمبر ولزقها على السنيين واعلانهم حرب الكروسيدرز crusaders ، اقرأئي يا اخت the myth of 9/11 لكاتبه اليهودي ،ومئات الكتب التي صدرت حينها وتصدر الان في هذه الجريمة الصهيونية التي يصنعونها ويلبسوننا جرائرها ، ويخدرونا (بعدم الايمان بالمؤامرة الخارجية) وهذه الجملة المصطلحية التي دجنت كثير من كتبانا ورؤسائنا ومفكرينا ، مع مصطلح الارهاب الذريعة التي تم من خلالها بقية التدجين وتحليل الحرب الصليبية العاشرة علينا والتي تنطلق الان اعتبارا من ضربة فرنسا وشيطنة اوروبا الان ... الان في هذه الساعات بعد ان دعو الربيب والمرتزق الروسي ، وتحالفوا وتقاربوا من البعد (الرابع ، المجوس) ، الذي نرى بأم اعيننا وتصيبنا الدهشة فيما يحدث من هذا التطابق وهذه الألفة والتآلف السريع والاتفاقيات والوحدة في الشعور والوجدان والجيوش لحرب المعارضة السنية اينما كانت بداعي حرب الارهاب وداعش .
البعد الرابع :
المجوس ، هؤلاء لا اريد ان اخوض في عدائهم الثابت والتأريخي منذ ان سبئت بنات كسرى في عهد الفاروق ومنذ أن هز أبو لؤلؤة المجوسي حربته على كبد عمر ،،ومنذ ليلية بن سبأ عشية موقعة الجمل ومنذ ان نحروا الحسين نفسه على مشارف الكوفة ومنذ ان خانوا الحسن وسيدنا علي وساعدوا في قتلهم في كربلاء الى توقيع اتفاقيات السلاحةالنووي المجوسي مع صهاينة امريكا والذين يدعون علنا حربهم بحزب الله والشيطان الاكبر ، ويوقعون معهم ويتحالفون معهم ، وضد من؟
جو أن أقول أننا جهلة القتلة من المسلمين وبين من يقاتل من نفس المسلمين.
البعد الخامس :-
نحن ، عامة المسلمين السنة ، وهذه اما انها حرب تخذيل نقصدها او لا نقصدها ، بتداخل فيها من هو ليبرالي يعي ويقف مواقفه التي يدعي احيانا انها بسبب جور الاخوان او السلفيين ، واما انه شيوعي ملحد جاهل اذا حسبناه من اهل السنة ، وهو كذلك رضى ام ابى وبحكم النشأة والبئة وهذا اعظم الجاهلين ، ومنهم السلفي الذي ينصب همه فقط في محاربة الصوفية والدجل والشعوذة والشرك ، ومنهم الصوفي الغارق في الزهد ، الزهد المزروع فينا ايضا لتدجيننا ، وهذه حرب داخلية اخرى بين السلفية والصوفية ندفع حسابها نحن في وخدتنا ، ومنهم الاخواني الذي ينظر الى تطبيق نظرة واحدة عبر ثقب السياسة ، فيبعد هذا ويقصي هذا ويصب كل حربه على الليبراليين في حرب سجال ضعنا وسطها ، وهنا بعدين اخرين فرعيين من البعد الخامس هما بعدي الحرب بين الليبرالي والاخواني ونحن ايضا نضيع داخليا بينهم فيها .
والصهيونية تعرف كل فسيفساء شقاقنا هذه وتستغلها وتعرف جهل العالم المسيحي ولا اقول طيبتهم وسذاجتهم وتستغلهم لصالحها ، وتدير كل ذلك بتوزيعها أشرس محاربيها ليكونوا رؤساء دول عظمى كأمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وكثير من دول اوروبا وتعرف جيدا الحرب والخلاف التاريخي بين الشيعة والسنة وتستغل الشيعة ضدنا منذ عبدالله بن سبأ ، وتعرف جيدا ان عصب الحياة هو العلم المادي والمال والسلاح وتدير ذلك بكل كفاءة وخبث بينين.
6- البعد السادس ويتمثل في غلواء الرأسمالية ، ووحدة رؤيتها مع الصهيونية، في تجييش الجيوش وخلق الحروب وزعزعة العالم واستعماره لكسب خيراته وجعلها مؤونة استراتيجية لتلخد امريكا واوروبا والصهيونية لابد الابدين كما يظنون فهم بهذا يتقاسمون افكارنا وديارنا واراضينا حربا وهضما تحالفا جديدا يسمى (الصهيومجوس الحادي )، والان يضموا عليهم غشماء المسيحيين فيما سموه هم الحرب الصليبية العاشرة the Tenth crusader war والجملة التي اتفقوا عليها سرا ولكنها فلتت من لسان الاهبل بوش الابن الصهيوني المصروع ، بعد ساعة واحدة عقب ضربة سبتمبر وببث مباشر تم قطعه مباشرة ، وهذه الحرب قد بدأت منذ ضربة سبتمبر ، واخر فصولها هي ضربة فرنسا بالامس القريب لتجييش كل اوربا فيها.
وكل هذا ايضا للف رأس العالم وتدويخه لتهويد القدس وهذا ما يحدث الان.... الان وبدأ البارحة بشيطنة الحركة الاسلامية بحظرها ..... ونحن اما متعاون او مخذل او مدجن نائم واما حالم بمواصلته حياة الرفاه واما جاهل واما مجهل او جاهل.
فالأمر يا اختي اكبر من ان نصفه بإستكثار التعاطف الانساني (على) الضحية لأنه مختلف معنا في الدين ، لا هذا ايضا انسان لكنه مستخدم من قبل البعض واحدة من قطع الشطرنج ليضحى به في سبيل الكروسيدرز والاجدى بنا اختي ان ندعوا لعدم استكثار التعاطف الانساني وشحذ الوجدان (السني)، لنبكي على موتانا نحن ايضا وعلى انفسنا اولا.
اللهم ارحم ضعفنا .
الرفيع بشير الشفيع
جنوب افريقيا
///////////////
//////////////