حركات دارفور الموقعة على محاصصة جوبا تسرق عربات يوناميد

 


 

 

سخرية القدر ان تتدهور أحوال الناس في دارفور بعد اتفاق سلام "مزعوم"، بينما تتحسن أحوال قادة الحركات الموقعة على هذا الاتفاق الحصصي..
لكن كيف تحسنت أحوال هؤلاء القادة وجنودهم من محاصصة جوبا؟
وصل قادة حركات دارفور وقواتهم بعد محاصصة جوبا الى السودان، ليجدوا خزائن الدولة خاوية على عروشها، ولم يكن امام هؤلاء القوم ذوو الأمعاء الخاوية والكروش المترهلة، سوى نهب المواطنين في منازلهم وبيوتهم.. وعندما لم يجدوا شيئا في بيوت هؤلاء المواطنون المساكين الفقراء، لجأوا الى مكاتب الحكومة لسرقة محتوياتها وبيعها للمنفعة الشخصية.. وعندما لم تكن مقتنيات والمحتويات المسروقة من المكاتب الحكومية كافية، لجأوا الى سرقة ونهب مقرات وقواعد (يوناميد) بالإقليم، وهو الشيء الذي أدانه الأمين العام للأمم المتحدة.
في وقت سابق من شهر ديسمبر 2021، أظهرت مقاطع فيديو بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاركة عناصر من القوات النظامية في أعمال نهب مقر بعثة يوناميد بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في بيان، تلقته “سودان تربيون”، الأحد؛ إن “الأمين العام يُدين أعمال النهب والعنف بقاعدة بعثة يوناميد السابقة بمدينة الفاشر".
وقال البيان إن الجزء الذي “تم اقتحامه ونهبه كان ينبغي على السلطات السودانية حمايته بمجرد تسلميه إليها".
وأضاف: “ما زلنا نأمل في أن تتمكن السلطات السودانية من وضع حد لعمليات النهب وأن تُدار البنية التحتية والمعدات والأصول المتبقية في الأغراض المدنية".
ومنحت الأمم المتحدة أصول بعثة يوناميد، المنتهية ولايتها في نهاية 2020، إلى الحكومات المحلية في أقاليم دارفور لاستخدمه في أغراض مدنية.
الجدير بالذكر ان عددا من مواقع البعثة في إقليم دارفور قد تعرضت إلى عمليات نهب بعد تسليمها إلى الحكومة، وهي عمليات تُشارك فيها قوات نظامية وحركات مسلحة موقعة على اتفاق جوبا وغير الموقعة عليه.
عزيزي القارئ..
بعد كل سرقة ونهب، كان حاكم الاقليم (حاميها حراميها)، يخرج للناس ليعلن عن تكوين لجنة لتقصي الحقائق لتحديد الجناة ومحاسبتهم، إلا ان لا جديد بخصوص نتائج هذه اللجان حتى اليوم، لأن "حاميها حراميها" -أي ان حاكم الاقليم وولاة الولايات وقواتهم، هم من يقومون بعمليات النهب والسرقة، فلا يعقل إذن ان يقدم الحرامي على خطوة محاسبة نفسه بنفسه!!
ويبدو بعد أن "بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى"، واشتدّ الأمر حتى جاوز الحدّ، إلى حد لا يمكن السكوت عليه. تقدم نائب حاكم إقليم الدكتور محمد عيسى عليو باستقالته احتجاجاً على نهب ممتلكات مقر يوناميد بواسطة قوات تقوم بحراسة المقر.
وسببّ عليو استقالته لفشل الحكومة في حماية ممتلكات تم توزيعها على ولايات دارفور.
واتهم والي شمال دارفور نمر عبد الرحمن حركة تحرير السودان بقيادة حاكم الإقليم مناوي، وقوى تجمع تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، وحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي التي يتزعمها عضو مجلس السيادة الهادي ادريس، وحركة التحالف السوداني التي يقودها والي غرب دارفور بنهب عربات يوناميد، بعد ساعات من توزيعها على ولايات دارفور الخمس.
وهكذا عزيزي القارئ، شهد شاهد من أهلها، واكد بالدليل الدامغ بأن الذين يسرقون وينهبون مقار "يوناميد"، ويعتدون على المواطنين وممتلكاتهم، ليسوا بمجهوليّ هوية، انما هم قادة الحركات الموقعة على محاصصة جوبا. وبهذا نستطيع القول بان هؤلاء في الأصل لم يكونوا مناضلين، بل مجرد لصوص لترويع المواطنين في أمنهم وأموالهم وولخ.
النضال عند هؤلاء القوم، كان وما زال، عبارة عن تجارة رابحة، وعبارة عن مجموعة من الشعارات الرنّانة والطنّانة الزائفة، والنضال عندهم، جمعا للمال، ونهبا لكل شيء -عام أو خاص.
المناضل عندهم، هو من يشحذ صوته ويطوّعه عن طريق الصياح والصراخ من أجل القدرة على إثارة الجعجعة والضجيج المرفق عادة بالتلويح بإيماءات وإشارات اليدين كما يفعل، حاكم الإقليم -مني اركو مناوي والكوز جبرين إبراهيم والشيخ الطاهر حجر وآخرين.
هؤلاء لا يستحقون ابدا ابدا ان يكونوا في مواقع المسؤولية، لأنهم بكل بساطة سينقلون انحرافاتهم إلى مؤسسات الدولة، وسيساهمون في تدميرها من خلال السرقات والنهب، خدمة لمصالحهم الخاصة.
ولأن هؤلاء، مجرد تجار وسماسرة لا علاقة لهم بالنضال الحقيقي، ولأنهم تواطأوا مع من لا يريدون أي اصطفاف مع هموم أهالي دارفور، فإنه يستوجب على هذا الشعب الأبي، رمي هؤلاء الى مزبلة التأريخ غير مأسوف عليهم.

bresh2@msn.com

 

آراء