حركة حماس الاسلامية بين مطرقة المبادئى وسندان الواقع السياسى
12 September, 2009
هذا مقال كتبته ونشر فى جريدة الوطن بعد فوز حركة حماس الاسلامية مباشرة والغريب فى الامر ما تنبأت به قد حدث لهذا رأيت ان وللعبرة والذكرى عسى ان يكون فيها ما يفيد
لقد حققت حركة حماس الاسلامية فوزا كاسا فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية وهو فوز مستحق بشهادة كل المراقبين هذا فاجأ الكثيرين ومن بينهم الحركة نفسها ...نعم كان من المتوقع ان تفوز حركة حماس ولكن بعدد من المقاعد قليلة علة منظمة فتح ولكن ليس من المتصور ان تتفوق عليها باكثر منستة وثلاثين مقعدا
حركة حماس فازت بالانتخابات لانها وجهت اعلامها لكشف الفساد الادارى والسياسى للجنة المزكرية لفتح ووصفها بالتخاذل وتضييع الحق المشروع للشعب الفلسطينى بتوقيعها لاتفاقية اسلو ووصف بعض كوادرها بالعملاء للنظام الصهيونى
كل ذلك أدى الى تشويه صورة منظمة فتح فى عيون الشارع الفلسطينى _وانتقاما من منظمة فتح التى تحملت النضال خلال اربعين عاما واقنعت المنظمة الدولية للاعتراف بها كممثل شرعى للشعب الفلسطينى ورفع اسمها من قائمة المنظمات الارهابية واستمرت فى ممارسة السلطة السياسية والادارية وتمثيل الشعب الفلسطينى خلال العشر سنوات الاخيرة ________كل ذلك لم يشفع لها عند الشارع الفلسطينى
لان هذا الشعب الجبار قد ادخل قسرا الى سجن كبير بلا نوافذ للهواء وبدون مخارج للمرضى من الشيوخ والنساء والاطفال فى قطاع غزة
اضافة الى هذا السجن الكبير السكوت الخجول والمذل لقادة الدول العربية والاسلامية على السواء
ان هذا الفوز المستحق لحماس خلق اشكالية فى هيكل السلطة فرئيس الدولة من فتح ورئيس الملس التشريعى ورئيس الوزراء من حماس_فكيف يكون الانسجام والتكامل بين السلطة الرئاسية وبين السلطتين التشريعية والتنفيذية
هذا ليس الاشكال الوحيد بل الاشكالية المعقدة بين مبادئىحركة حماس التى تؤمن ايمانا قاطعا بتحرير كل الاراضى الفلسطينية من العدو الصهيونى_ مما يعنى عدم الاعتراف باتفاقية اسلو وخريطة الطريق والمبادرة العربية التى طرحتها السعودية وأمنت عليها الدول العربية ________يضاف الى كل ذلك عدم التفاوض مع العدو الصهيونى
هذا المبادئى التى تأسستبموجبها حركة حماس واكيد ان هذه المبادئى تتقاطعجذريا مع الواقع الاقليمى والدولى
فهل سوف تتنازل حماس عن مبادئها وتعترف بالواقع السياسى والعمل بشروطه المتقاطعة تماما مع هذه المبادئى ام تتمسك بها وتضع كل الشعب فى سجن كبير ومقاطعات دولية والدخول فى ازمات الجوع والمرض والموت البطئى كلا الخيارين احلاه مر
كلمة اخيرة للشعب الفلسطينى البطل والى تياراته المتعددة اقول لا بد من التعاون والتعاضد من اجل تحقيق الفلسطينى<الارض مقابل السلام> ولن يتحقق ذلك الا عبر قانون التراضى بين كل الفصائل والوصول لقواسم نشتركة فى الحد الادنى لتفادى الصدام بين ابناء الشعب الفلسطينى الامر تسعى اليه اسرائيل وامريكا بخلق حالة<من الفوضى الايجابية> بخلخلة الوحدة الفلسطينية وانهيار الدولة بعدم القيام بالتزاماتها الوطنية على المستوى الاقليمى والدولى
رحم الشهيد البطل ابو عمار
الذى قال: يريدون ان اموت راقدا ولكنى سوف اموت شهيدا واقفا كشجر تالنخيل الا رحم الله ابا عمار فقد كان شهيد القضية؟؟؟
hassan ahmed [abusara44@hotmail.com]