حروب الجيل الرابع

 


 

 

 

هذه الايام تفعل الوسائط الرقمية فعلها وتحقق مراد من اراد لها تغبيش رؤيتنا الدينية والسياسية والاجتماعية والوطنية، وهذا مراد "حرب الجيل الرابع ".

واحدة من اهداف حرب *الجيل الرابع* والتي نقع تحت طائلتها الان والتي اتخذت الوسائط الافتراضية (والتي اصبحت بديلا عن الاعلام التقليدي الموجه والمحكم ) ، اتخذت بيئتها وارضها للمعركة ، هو خلق حالة من التشكيك في الثوابت والقناعات والقيم الدينية والانسانية وخلخلة العلاقات ابتداءا من الاسرة والى المجتمع وعلاقتك بالدولة والوطن والصداقات ، حتى لتشك في اي شيء ويهتز عندك كل ثابت وكل قناعة ويتزعزع في نفسك كل حق ، حتى يصل الحال لبيئة الخلاف في كل شيء ثم الشقاق ، التسيد علينا بالرموت كنترول.
التجارة الرائجة والرائدة هذه الايام ، هي تجارة الاشاعات الكاذبة وتلك الاشاعات الفاجرة التي تستقصد القيم والثوابت الدينة وتقصد الروابط الاسرية والتعامل الاسري وتزيد من التنفير والتخذيل وتفكك الروابط حتى بين الابن وابيه وبين الاخ واخية وبين المرء وزوجه ، ونحن نستجيب لهم كسحرة فرعون لفرعون .
نحن نشعر الان بما فعلته حروب الجيل الرابع هذه في التوتر الاسري الزائد وفي التوتر الاجتماعي والتوتر السياسي والاختلاف الديني والعرقي والايدولوجي المقيت ، وهذه الحرب الافتراضية هي مقدمة لما بعدها .
رأينا في الشهور الفائتة ونرى الان كيف اهتاجت هذه الحرب وكيف ان المجندين لها استخدموها ويستخدمونها بكل جدارة ، وقد استغلوا شبه مجانية الاتصال ومنابر الاعلام ، وصاروا يبثوا سمومهم.
نحن مع الصدق والمصداقية في كشف الزيف والفساد سواء كان ذلك الفساد رسمي او :فساد ظل يشترك فيه الشعب والمعارضة" او فساد خداع ديني واخلاقي واداري ووطني عام. لكنا ضد ان البغي والاعتداء والكذب والترويج البائر والغش والخداع بدعوى الطهر ونظافة اليد وادعاء العدل .
ان كان ما ينقله المروجون هذه الايام صادقا فلله درهم وان كان مصطنعا من خفافيش الظلام الذين يبغونها عوجا ولا يألون فينا الا ولا ذمة فلذلك الخفاش من الله ما يستحق.
الحرب الاعلامية بين الحكومة وبين بعض الصادقين ، وبين خفافيش الظلام (الذين يكتبون لنا بالاسماء المستعارة وبالعناوين المستعارة ) ، الان اوصلتنا الى حال من الربكة والتشكيك في كل شيء ، ربكة بين التصديق والتكذيب وبين الحق والباطل وبين ان نعارض او نساعد الحكومة وان نصدق الخفافيش او نصدقهم.
هذه الايام يجب فيها الحذر فنحن مسؤولون عن النقل والنشر ومسؤولون ايضا عن قول الحق عند التثبت والا فالساكت عن الحق شيطان أخرص.
وهذا زمان التثبت وتوطين النفس (إن أحسن الناس ان تحسنوا وان أساءوا ان تجنبوا اساءتهم.
والله من وراء القصد.
rafeibashir@gmail.com

 

آراء