حرية النبيح على جسد الوطن الجريح

 


 

 

(1)
(أنت صاحب رسالة وأصحاب الرسالات لا يتوقعون أصداء آنية لدعواتهم. أنت تغادر الكتابة اليوم وغداً سيغادر زهير السراج , صلاح الدين عووضة , محجوب عثمان , آمال عباس , مرتضي الغالي , حيدر المكاشفي , نور الدين مدني, الطاهر سآتي, الحاج وراق ،عثمان ميرغني و آخرون لتخلى الساحة لأصحاب ( الانتباهة) والانتباهة هذه ليست تلك الصحيفة التي تنفث سموم العنصرية والعرقية الهدامة للوطن وإنسانه لكن اعني كل من يحمل فكر الانتباهة)....
ذلك ما كتبته على موقع سودانيزاون لاين في مايو 2006 عندما أعلن الكاتب يسن حسن بشير إعتزاله لكتابة عموده اليومي بجريدة الصحافة .

(2)
كغيره من شرفاء بلادي من النساء و الرجال في الحقل الصحفي التنويري ؛ لم أتشرف بلقاء الخبير الإقتصادي و كاتب زاوية "قضايا ساخنة" الأستاذ يسن حسن بشير إلا عبر قلمه، و ما أجمل اللقاء مع بنات و أبناء الوطن عبر أسنة الأقلام و ليست أسنة المدافع أو المدرعات.
عندما بلغ الإحباط ذروته مع الكاتب المخضرم ؛ بشيء من العنفوان و بعض الإستسلام كتب مقالته اليومية الأخيرة تحت عنوان "الكتابة في زمن الإحباط " واصفاً هامش الحرية المتاحة أنذاك بحرية النبيح و ليست حرية الصحافة و أقتبس منها ما يلي(أكبر دمار حدث في السودان خلال هذه العقود الماضية كان دمار الشخصية السودانية، فدمار البنيات الأساسية بالمعنى الاقتصادي سهل الإصلاح، ولكن إصلاح الشخصية السودانية هو أمر صعب، لأنه لا يحتاج للمال وإنما يحتاج لجهد قادة مستنيرين في جميع مجالات الحياة، فأين هؤلاء؟ ومن أين يبدأون؟ ونحو أي هدف وطني يسيرون). إنتهى الإقتباس

(3)
مر على صرخة صاحب "قضايا ساخنة" أكثر من عقد و نصف و مازال صحافيو و مفكرو بلادي من النساء و الرجال في الخطوط الأمامية ، يعانون الشح و الكبت و التنكيل و في أحسن الأحوال اللامبالاة من قبل صناع القرار الذين يستأجرهم الشعب لخدمته . كأنما كل ما يُكتب مبعثه الترف و هدفه النبيح على جسد الوطن الجريح.
نحن المتواضعين لسنا بكتابٍ أو صحافيين إنما مجرد هواة نعبر عن بعض خواطرنا في عشق الوطن و خير إنسانه.
إلا ان ما يكتبه الصحافيون في الدول المحترمة يمثل أحد ركائز بوصلة السياسة العامة لتلك الدول.
لذا على من يجلس بالقصر الرئاسي - سواء بقوة السلاح أو عبر صندوق الإقتراع وضع ما تكتبه صحافتنا الوطنية في مكانه المستحق.
ببساطة لأنه مصدر إلهام لكل من يريد الخير لأهل السودان!!

 

د.حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
///////////////////////

 

آراء