حزب الأمة القومي.. استقالة آخر الرجال المحترمين.. هل هي بداية تفكك آخر ؟!

 


 

 

* قال شاعرنا الكبير محمد مفتاح الفيتوري:-

" دنياً لا يملكُها من يملكُها
أغنى أهليها سادتُها الفقراء
الخاسرُ من لم يأخذ منها
ما تعطيه على استحياء
والغافلُ من ظنّ الأشياءَ
هي الأشياء!"

* فالأشياءَ في السودان ليست هاتيك الأشياء! بعضٌ يناضل وقلبه معلق بالكراسي الدستورية، وبعضٌ يناضل وقلبه معلق في دار حزبه، بينما السودان (خارج) الدار تماماً، وربما انعقدت جلسات الحزب وتمخضت القرارات عن ما تبتغيه دولة خارجية أو دولتين خارجتين.. ولا عزاء لنضال شابات وشباب الحزب الذين يخوضون معارك شرسة زحفاً نحو سودانٍ شامخٍ ينتظر جموع الشرفاء في نقطة النهاية..

* طوبى للذين قلوبهم مغروسة في تلك النقطة.. في تراب الوطن..!

* إجتمع (بعض) قادة حزب الأمة القومي في يوم الخميس 23 يونيو الجاري مع جبماعة الميثاق الوطني، أو جماعة التوم هجو.. وهي جماعة يفصل بينها وبين ثبات المبدأً فراسخ.. وقد أظهر التوم هجو ارتجاج مبادئ الجماعة يوم هتف:- " يا برهان عايزين بيان"، وقابلت جماعته هتافه بهتافات داوية وصافرات تأييد مجلجلة.. ولكي يزيد الهتافات دوياً أوسع انتشاراً، أضاف هتافأً آخر:- " الليلة مابنرجع إلا البيان يطلع!"

* وطلع بيان الإنقلاب، والتوم هجو وشلته ما فتئوا يكابرون، لأشهر عديد ، واصفين الإنقلاب ب( ثورة تصحيحية)!

* هذا هو التوم هجو وأولئك هم جماعته الذين ضمهم دار حزب الأمة القومي يوم الخميس ٢٣يونيو 2022.. بزعم ان الإجتماع كان "... من أجل إنهاء إنقلاب ٢٥ اكتوبر.."

* أتعجب، كيف يتم إنهاء الانقلاب بخطوات في الاتجاه المعاكس لأدوات إنهائه، أدوات ترى في الإنقلاب ثورة تصحيحية؟

* في تقديري أن (بعض) قادة حزب الامة، بقيادة الفريق صديق اسماعيل، يضحكون على شابات وشباب الحزب الأشاوس بهذه الفرية..

* ومن منا لا يعلم أن الفريق صديق اسماعيل حصان طروادة منصوب داخل حزب الأمة القومي.. وكان له نصيب كبير في رفع خيمة الحزب من أمام القيادة العامة قبل مجزرة 29 رمضان بساعات.. وصديق هو رئيس حزب الأمة القومي المكلف حالياً، لغياب اللواء فضل الله برمة ناصر في رحلة علاج بلندن..

* وسبق وتقدم صديق اسماعيل باستقالة من الحزب قبل أبام، ثم سحب استقالته حين استجاب الحزب لمطالبه الممالئة للانقلاب.. وربما كان اجتماع الحزب بجماعة التوم هجو جزءاً من مطالبه المستجابة..

* ويقال أن د.إبراهيم الأمين، آخر الرجال المحترمين بحزب الأمة القومي، قدم استقالة (مسببة) من الحزب.. وكانت إحدى مسببات الاستقالة إستغلال جهات بالحزب لضرب (المصلحة القومية) واتخاذها قرارات مصيرية دون إشراك مؤسسات الحزب..

* ومن مسببات الاستقالة كذلك نكوص الحزب عما يُتفق عليه مع قوى الثورة الأخرى، وعدم إلتزامه التحدث بلسان واحد..

* وأشنع المسببات تتعلق بالتأثيرات الداخلية و(الخارجية) على القرارات التي يتخذها الحزب.. أي أن القرارات ليست قرارات أصيلة من لدن الحزب..

* ألا ترون في اجتماع بعض قادة الحزب بجماعة التوم هجو ضرباً من الضربات الموجهة ل(المصلحة القومية).. وألا ترون ان فيها مسحة من التأثيرات الداخلية و(الخارجية)، فالحزب مختطف ومخترق في آنٍ معاً، كما أشار الدكتور، وأنا أؤيده تأييد الواثق مما يقول..

* إن الأشياء التي نراها في الحزب، بل في عموم سودان اليوم، ليست هاتيك الأشياء.. إنها أشياء غير ما تبدو عليه ل(لماناقشين)!

* لم يخسر قادة الحزب باستقالة أيقونة بحجم د.إبراهيم الأمين، لكن شابات وشباب الحزب هم الخاسرون، فالدكتور يطالب بإتاحة الفرصة للتيار الشبابي بالحزب، فهو قريب جداً منهم.. يستمع إليهم عن فهم كما يستمعون إليه عن فهم متبادل.. وتلك قيمة من قيم العلاقات المميزة بين القيادات والقواعد..

* قد تختلف مع د.إبراهيم الأمين في العديد من الرؤى السياسية.. لكنك لن تستطيع ان تشكك في وطنيته؛ ولذلك يظل الدكتور مكان تقدير واحترام كآخر القادة المحترمين في حزب الأمة..

osmanabuasad@gmail.com
///////////////////////////////

 

آراء