abdullahi.algam@gmail.com
عصر يوم من أيام شهر رمضان، دخلت حوش مؤسسة الأسواق الحرة سيارة من فئة الدفع الرباعي يقودها السيد عوض الجاز وزير المالية ومعه من الركاب السيد ماهل أبوجنة و(أ أ ط) إبن رجل الأعمال الشهير، ورابعهم حسين خوجلي الإعلامي المعروف. كانت مؤسسة الأسواق الحرة قد أعلنت في الصحف عن بيع كمية من اللبن البودرة لأعلى سعر شراء نقدي معروض، وبالفعل كان السعر الأعلى المقدم خمسة مليون دولار أمريكي فقامت الإدارة المالية في الأسواق الحرة بترسية العملية على مقدم السعر الأعلى وتحدد موعد لتوقيع العقد بين المؤسسة والمشتري والدفع النقدي. هكذا كان يرى المدير المالي لمؤسسة الأسواق الحرة الأِشياء.الأمر واضح وسهل.
المجموعة التي جاءت بسيارة الدفع الرباعي كانت لها وجهة نظر أخرى. أمر عوض الجاز بصفته رئيس مجلس إدارة المؤسسة بترسية العملية على ابن رجل الأعمال الشهير مقابل شيكات آجلة. حسين خوجلي كان وسيطا بين المشتري الجديد وعوض الجاز وماهل أبوجنة مدير الجمارك وعضو مجلس إدارة الأسواق الحرة حيث كانت تربطه بهم جميعا علاقات مختلفة. واضح أن علاقات حسين اخطبوطية لا تقتصر على حقل الإعلام وحده. أبدى المدير المالي اعتراضه المنطقي على ذلك التدخل المشين المخالف لكل القوانين ولكن الوزير فرض رأيه وقام أ أ ط بتحرير شيكات بخمسة مليون دولار لمؤسسة الأسواق الحرة واستلم الشحنة دون أن يدفع دولارا واحدا وقضي الأمر.
المحصلة النهائية كانت كالآتي: ذهبت كل شحنة لبن البودرة لمستودعات المشتري مجانا. تساقطت شيكات المشتري فيما بعد ولم يتخذ إجراء نظامي ضده. سارع المدير المالي للمؤسسة ليحسم أمره بقبول عرض العمل الذي أرسل إليه قبل فترة من مؤسسة مالية مرموقة في السعودية بعد تردد وانتظار لعدة أشهر. توفي المشتري إلى رحمة الله ولم تسترد الأسواق الحرة سلعتها أو تتحصل على مقابلها المالي. غير معروف إن كان الوسطاء قد تلقوا عمولات أوفوائد أو هدايا مقابل اتمام هذه الصفقة أم أن الوساطة كانت خالصة لوجه الله تعالى.
ولا عزاء للوطن.