حكاوى من ” آيات ” الدولة الشيطانية !

 


 

 

 

قبل أن يشفى النظام السودانى من هول صدمة ( 12 يوليو ) التى أحدثتها به الإدارة الأمريكية، بسبب عدم رفع العقوبات، فى ذلك التاريخ، رُغم رفع سقف " التمنيّات " سودانياً، هاهو السيد وزير الخارجية السودانى، ابراهيم غندور، يعود مُجدّداً لذات الحديث الممجوج - مرّة ثانية وثالثة - عن أن السودان أوفى بكل مطلوبات رفع العقوبات الأمريكية، مُشيراً إلى أنّ ( 12 أكتوبر ) المُقبل، سيشهد قرار رفع العقوبات، " المؤجّل " فى يوليو المنصرم، وقد عدّد غندور المزاعم القديمة، التى مفادها أنّ السودان لم يعُد حاضناً للتطرُّف، ولا مُصدّراً للإرهاب، وأنّ بلاد السودان " أصبحت دولة آمنة ، تحكم السيطرة على حدودها ، رُغم وجودها فى محيط مُلتهب " على حد زعمه، ولم ينس - السيد غندور- أن يُضيف أنّ ( سودان الإنقاذ ) " يُمكن أن يكون شريكاً أساسياً فى مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، ويُساهم فى أمن إفريقيا " . وحتّى لا يرفع سقف التفاؤل المجّانى مرّة أُخرى، وربّما لكى يجد له " مخرجاً "، يتّكىء عليه، إذا لم تستجب الإدارة الإمريكية، لرفع العقوبات فى اكتوبر المقبل، فإنّ السيد غندور جاء بعبارة " فى حال أبعد الله الشيطان "، وذهب السيد غندور فى طريق رمى الآخرين بداء سياسات الإنقاذ، لـ(ينسل )، فاتّهم ثلاثة صحفيين (( لم يُسمّهم )) قال " أنّهم قدّموا دُفوعات يوم 29 يونيو للولايات المتحدة، من أجل إبقاء العقوبات، لأنّ السودان غير آمن وهناك اختطاف واضطهاد لطلاب دارفور بجامعة بخت الرضا، واعتبرهم " قلّة معزولون " . 

لكى لا يستغرب الناس والقُرّاء من الأسباب " الشيطانية " التى ذكرها السيد وزير الخارجية، واعتمد عليها فى حالة عدم رفع العقوبات، فإنّنا نُعيد القرّاء لتصريحات (( رئاسية )) مُشابهة، دعونا نقول :- ربّما - إن لم يكن حتماً- أخذ منها السيد وزير الخارجية الحكمة الراجحة والموعظة الحسنة، ليجعلها " سبباً " فى استمرار الإبقاء على العقوبات أو عدم رفعها أو تأجيل موعد الرفع لفترة أُخرى، فقد قال رئيس الجمهورية البشير فى لقاء جماهيرى فى استاد كادوقلى، عاصمة ولاية جنوب كردفان – قبل يومين فقط – من حديث غندور: " إنّ ((الشيطان )) هو سبب الحرب فى جنوب كرفان بعد أن (( دخل )) بين الناس "، وبهذا يُصبح ممكناً، فهم القول والمثل الجديد " إنّ الوزراء على دين رؤساء دولهم "، ففى الدولة التى يُعيد فيها الرئيس اسباب الحروب والأزمات السياسية والنزاعات المُسلّحة الطاحنة والمستفحلة إلى " الشيطان "، يصبح ليس من المُستغرب أن يُعلّق وزير الخارجية على رقبة (( الشيطان )) ربط رفع العقوبات أو تمديدها !.
هكذا ببساطة يُحاول وزير الخارجية وضع مستقبل موضوع رفع العقوبات الأمريكية على رقبة " الشيطان"، كما وضع رئيس الجمهورية فشل سياسات الدولة فى وقف النزاع والعنف المسلّح فى جنوب كردفان على رقبة " الشيطان "، ليصبح الشيطان وحده هو المسئول عن استمرار النزاع والحروب والدمار فى دارفور والنيل الأزرق، ولن يغلب قادة الإنقاذ حيلةً فى أن ينسبوا كل الأزمات وفى كل الجبهات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للـ( شيطان ))، فهل يعقل أن يقبل أن السودان، أن يُدار الوطن بمثل هذه العقلية " الشيطانية"، التى تُريد أن ترمى الشيطان بدائها وتنسل " ؟ . استحوا يا هؤلاء، من وضع فشلكم على رقبة الشيطان، ومن شيطنة الآخرين، لأنّ الشيطان أنتم وسياساتكم وممارساتكم، وتأكّدوا أنّ الشيطان نفسه، ينتظر الفرصة ليبرىّ ساحته منكم ومن ويلات حكمكم !.

faisal.elbagir@gmail.com

 

آراء