حكومة “أم فكو”

 


 

 



الحكومة المترهلة التي تشكلت بعد استجداء فاضح من المؤتمر الوطني استمر لنحو اربعة اشهر بحثا عن احزاب او حتى جماعات تصحبه في رحلة الجريمة الكبرى التي  تلف تداعياتها كافة ارجاء الوطن من حروب وفساد ونفاق سياسي ووعود كاذبة والحديث عن انجازات هي في معظمها مظهرية وأشبه  بالحمل الكاذب !!.

حكومة المكابرة بعدم وجود اية ازمة في البلاد وكذلك الاستخفاف  الدائم حتى بالمجتمع الدولي ومحكمته الجنائية ناهيك عن عقول شعب اعيته حيل المؤتمرالوطني في التغني بانجازات  ماعادت تكسو  عاريا او  توفر لقمة خبز لجائع !!.
وأغرب مافي حكومة المؤتمر الوطني ( فريدة  عصرها ) أنها جاءت عارية تماما من اي غطاء توافقي حقيقي او تراض بين اطياف السودان السياسية .. كما انها عارية  منذ ليلة  انقلابها  المشؤوم  من أي غطاء يكسبها شرعية تبعد بها عن الأوهام  التي صدعت بها رؤوسنا من أنها  مستهدفة على مدار العام ومن المجتمع الدولي قاطبة بدءا بكثير من دول الجوار مرورا بـ ( الشيطان الأكبر) ومقره واشنطن وانعطافا على عدد من دول الغرب وليس انتهاءا بكافة منظمات حقوق الانسان المنتشرة في هذا العالم الفسيح !!!.. وهنا يقفز سؤال جوهري: ممن هذا السودان مستهدف؟ وحتى متى؟ ولماذا السودان دون سائر بلاد الدنيا ؟.

انها حكومة تتفنن في صنع الأزمات والتعامل  معها بعقلية اتحاد الطلبة دون ترتيب لأولويات أو معرفة للتداعيات أو  دراسة لواقع .. وذلك في ظل  غياب الدبلوماسية الواعية التي أوكل أمرها  لواحد من ( دبابيها) المعروفين مما أدخل البلاد في ظلمة دبلوماسية بل غيبوبة دبلوماسية ترتكز على استجداء الآخرين عبر تجوال في بلاد  العالم  طلبا للمعونات وتوددا للإعفاء من ديون وطن ترهلت حكومته حتى أصبح داخل  القصر الجمهوري وحده حكومة  يمكن  لها ان  تقود وطنا بأكمله ناهيك عن تقديم  المشورة او المساعدة لرئيس أجاد  هو الآخر فن  الوعود لشعب  يتطلع ليوم  يفك الله  أسره من كابوس أغرقه في ظلمات تتشعب دروبها منذ أكثر من  عشرين عاما  ولا  تزال.

انها ليست حكومة ترضيات  فحسب وانما حكومة رزق اليوم  باليوم ولا يهم يوم غد  او بعد غد وانما الأهم هو أن تظل في السلطة بصقورها و( نافعها) وحمائمها مقصوفة الجناح ان وجدت تلك الحمائم وسط جوقتها المترهلة والتي يشكل مجموع المسؤولين بكل ولاية فيها حكومة دولة  بأكملها .. الأمر الذي يجعل قطارالتنمية التائه وقفا على الطرق والكباري والجسور والوعود والأمنيات  فضلا عن تنوع الرقصات وصيحات التكبير والعصي الملوح بها في الأفق والأصبع  السبابة الطائرة في كل جو  ولقاء  واجتماع سواء ان كان في المسجد او حتى بداخل واحد من المجاري  في حي شعبي !!.
حكومة عارية من ميزانية واضحة  البنود أو مدروسة  المعالم يروح معظمها  في مدارج حروب  أما وهمية تعشش في أذهان من يرقصون على ايقاعها او حقيقية صنعتها  الانقاذ  عبر سياساتها البلهاء والدوس بنعلها على  بنود دستور مصنوع  بصياغات مؤقتة اعتمادا على النهج المعروفة ( سياسات رزق اليوم باليوم  ) الاسم الذي اطلقه السودانيون على  تركيبة  وتحركات ونهج حكومة  تسمي نفسها حكومة  الانقاذ والتي لم  تنقذ  سوى جيش عرمرم من أفرادها  الميامين وأسرهم  الكريمة ذات الثقل العائلي الكبير بعد تعدد الزوجات التي  أسست له الانقاذ  تيمنا بالمشير الراقص ومن حوله  فضلا  عن تلك الجيوش  المتدافعة من  النفعيين والاصوليين واصحاب  المصالح الشخصية والأرزقية من مختلف  شرائح  المجتمع السوداني من  بائعي الذمم وحارقي البخور ولاعقي الأحذية وشاربي النخب المصفى على حساب شعب  حفيت أقدام أفراده من أصحاب النقاء  الفطري والطهرالاجتماعي والإباء والأنفة  الزاهدين في ملذات  هذه  الحياة الا من لقمة العيش الشريف .. وهؤلاء تضيع  أصواتهم المبحوحة وسط ضجيج الانقاذ الذي يصر على أن يكون الصوت الأعلى هو لمبعوثي العناية الالهية ومن  انتقاهم  المولى القدير لتقويم سلوك وأخلاق  وديانات البشر في وطن يبحث أهله الكادحون عما يقيم أودهم ويقيهم سؤال الآخرين وهم مرفوعي الرؤس في زمان الانكسار الذي أضحى طابع الكثيرين من السودانيين للأسف أملا على ان يبقوا وأسرهم على قيد الحياة !!.

اذن ماذا يمكننا أن ننتظر من حكومة ذلكم هو حالها وتلكم هي وضعيتها التعيسة رغم ولادتها المتعثرة وبعد طول انتظاره .. ولكن يظل أغرب الغرائب ان يكون حسن الترابي ( الثعلب الماكر ) وهو من جاء بهؤلاء الانقلابيين الاسلامويين الأشاوس  هو نفسه من يتصدر قيادة المعارضة  اليوم في وطن بلا  معارضة يمكن التعويل عليها بالنظر الى واقع الحال المحزن بعد تعثر المهدية ( أم  كراعا جوة وكراعا برة ) واندياح الميرغنية ( اللاعبة في جوف الحوت وترقص !!) .

خضرعطا المنان
khidir2008@hotmail.com

 

آراء