حكومة الخرطوم وصحة المواطن
بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر
نهاية الشهر المنصرم أجاز مجلس وزراء ولاية الخرطوم الموجهات الأساسية لخطة العام 2016م وقد أكد الوالي أن العام القادم يمثل العام الأول والبداية الحقيقية لحكومة الولاية التي تكونت بعد منتصف العام الحالي-( بعد مخاض عسير جداً أتي بشخوص نعتقد أنهم هم سبب تدهور حالة المواطن وكان الجميع يمنون نفسهم أن يذهبوا غير آسفين عليهم ولكن تصاريف السياسة ولوبيات مراكز القوة ربما فرضتهم علي السيد الوالي ، بل حتي في مؤتمره الصحفي لإعلان تشكيلها ووجه بنقد حاد من بعض الصحفيين تجاه إعادة تعيينهم، ولكن المكتولة ما بتسمع الصايحة )-، قدر الله وماشاء فعل.
ولاية الخرطوم لها وضعها وخصوصيتها حيث أنها العاصمة القومية وكثافتها السكانية تحتضن ثلث سكان السودان الفضل إضافة إلي الوجود الأجنبي الكثيف بالملايين كعمالة هامشية أو لجوء وهؤلاء يشكلون عبئا كبيرا علي موارد الوطن ككل وليس الولاية وحدها ، إضافة إلي الهاجس الأمني ومن ثم الخدمات التي أصلا تفتقدها الولاية لعدم وجود خطة واضحة المعالم عبر إحصائيات علمية دقيقة وهنا نُركز علي جانب الخدمات الصحية بدءاً بالرعاية الصحية الأولية وصولا للمراكز العلاجية المتخصصة.
الخدمات الصحية تعتمد في الأساس علي مباني مؤسسة لغرض وهدف مُحدد لرقعة جُغرافية وكثافة سكانية ومستوي مُعين من الخدمة الصحية وهذا يفترض وجود الكادر الطبي المؤهل بحسب الخطة والحوجة الفعلية ومن ثم تتدرج الخدمات الصحية وفق أسس علمية مهنية وإحصائية وصولا لقمة الهرم.
السيد الوالي أخونا بروف مامون حميبدة ظل وزيرا لصحة الخرطوم لخمس خلن وتم تعيينه مرة أخري ومع ذلك فإن وجهة نظرنا أن الصحة في الخرطوم قد تدهورت في تلك السنوات حد الكارثة ولم تكن هنالك خطة ولا إستراتيجية واضحة لتطوير الصحة تعليما وخدمات غير مقولة نقل الخدمات للأطراف، وهذه نقولها بكل صدق وأمانة إنها دعوة حق أريد بها باطل فلا الأطراف نعمت بخدمات صحية متكاملة يجدها المواطن بتالقرب من سكنه ، ولا المؤسسات العلاجية القديمة الراسخة مثل الخرطوم التعليمي وجعفر ابنعوف وغيرها ظلت علي حالها ، بل ولتقديرات شخصية فادحة والجري وراء تلك مقولة – نقل الخد\مات للأطراف- تدم تدمير كل ماهو مُعمّر منها ففقد المواطن وهو في أسوأ حالاتها بوصلة الإتجاه ولم يكن أمامه إلا اللجوء للقطاع الخاص حيث يدفع المريض دم قلبه ويبيع عنقريبه وغنماية اللبن من أجل جرعة دواء، فهل أنتم وقد توليتم أمانة هذه الولاية ستسيرون علي هذا النهج أم أن لكم وجهة نظر فيما أولاكم له السيد الرئيس من أمانة تكليف ومسئولية لجد عظيمة بل نقول لك إن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، وصحتهم وعافيتهم هي في المقام الأول لأن العقل السليم في الجسم السليم وتنمية الولاية تعتمد عي ذلك ، بل إن المواطن المعلول لا ينعكس المرض عليه هو فقط بل إن ذلك يؤثر علي أسرته الصغيرة والممتدة وعلي المجتمع والمؤسسة التي يعمل بها إن لم يكن عاطلا وهذا قطعا يؤثر علي عجلة الإنتاج والتنمية، وعندها ماذا أنمتم فاعلون؟تحدث وزير المالية عن إستقرار التعليم والصحة ، ولكنه لم يتحدث عن هل الصحة من أولويات حكومة ولاية الخرطوم ؟ هل الصرف عليها ستكون له أسبقية؟ نتمني أن يدلنا عن ماذا يقصد بإستقرار التعليم والصحة؟
وزارة الصحة تحدثت عن أن النفايات الطبية أصبحت تشكل تحديا لها وطالبت بأيلولة مُعالجتها لها لمنع التقاطعات مع عمل المحليات!!! نتعجب هل فشلت المحليات في معالجة النفايات؟ ألم يتم تعيين بروف مامون حميدة وزير صحة الخرطوم لإمر هذه النفايات لكافة الولاية؟ ماذا أنجز؟ هل فشل في مُعالجتها؟ هنالك أكثر من 200 مؤسسة علاجية خاصة أليس في مقدورها عمل محرقة طبية حديثة للنفايات الطبية؟ لماذا تود وزارة صحة الخرطوم السيطرة حتي علي نفايات المؤسسات العلاجية عامة وخاصة؟ أليس هذا إزدواجية مع هيئة نظافة ولاية الخرطوم و مسئوليات المحليات تجاه هذه النفايات؟
في لقائه مع السيد رئيس المجلس الوطني أقرّ والي الخرطوم بأن وزارة الصحة لاتملك مستشفيات والمرجع العلاجي الوحيد هو المستشفيات الولائية، ولهذا نقول له إن سياسة صحة الخرطوم ولفترة خمس سنوات خلت لم تتحدث عن عدم إمكانيات ، بل كان همها هو تفكيك وتجفيف مستشفي الخرطوم التعليمي وتجفيف الشعب وجعفر ابنعوف والمشرحة وتفريغ شارع الحوادث ونقل الخدمة للأطراف، ألم تكن تلك هي سياسة الصحة؟ إذا الجديد صحة الخرطوم لا تملك مستشفيات!! العاصمة بها أكثر من 8 مليون مواطن!! قادة صحة الخرطوم وعبر سياستهم ومجلس الوزير الإستشاري وعلي مدي خمسة أعوام لم يدركوا النقص في المستشفيات؟ كيف كان التخطيط والتنفيذ والإحصائييات ؟ ما هي المؤسسات العلاجية العامة التي تم تشييدها في تلك المدة؟ العكس صحيح تم قفل الإنقاذ الجراحي وتم بيع مستشفي شرق النيل وتم تدميروتجفيف مستشفي الخرطوم وقفل معظم أقسامه!
سياسة وزير صحة الخرطوم التي كانت تتحدث عن أن الطبيب العمومي بيعمل لي حساسية وأن الهجرة غير مقلقة ولا تزعجني وخليهم يهاجروا بجو غيرم وكمان في مروره علي قسم غسيل الكلي بمستشفي الخرطوم التعليمي يتساءل : إنتو العيانين الكتار ديل بتجيبوهم من وين ومقولته أن الدكاترة سماسرة وغيرها كانت نتيجتها هجرة عشرات الآلآف من الأطباء والخبرات وتركوا الجمل بما حمل إن كان هنالك شيء يحمله فالمخلوفة تركت دبرة علي ظهره أقعدته عن حمل أي شيء حتي بالبردعة وإن كانت هذه للحمار.
الأخ السيد الوالي إنها أمانة وتكليف تجاه تحملها ونخص هنا صحة مواطني ولاية الخرطوم بغض النظر من أين أتوا طالما صاروا مواطنين فيها بحكم وجودهم والناس شركاء في الماء والكلأ والنار، والخدمات الصحية فرض عليكم في توفيرها لهم بكل ما تملكون وإن تقاصرت الإمكانيات ولكن التفكير العلمي سيقود نهاية المطاف إلي توفير خدمات صحية متكاملة.
إن تولية الأمر لإهله هو البداية الصحيحة في توفير الخدمات الصحية ، ونقول لك كما قيل لكم في مؤتمر إعلان حكومتكم إن إعادة تعيين بروف مامون هو خطأ تاريخي يحسب عليكم حتي ولو كان أمر التعيين من جهات متنفذة فرضته عليكم لأن العبرة بما تم إنجازه فيما مضي من خمس سنوات عجاف نعتقد أن الدولة والوطن والمواطن خسروا الخدمات الصحية بفضل سياسة صحية فاشلة بكل ما تحمل الكلمة من معني .
ندعوكم لمراجعة جميع المشاريع التي تم إعادة إفتتاحها في عهده مابين إبراهيم مالك الذي يُضاهي مشافي أوروبا ومستشفي أمبدة النموذجي ومستشفي الفتح والمجمعات الجراحية بأمدرمان وبحري ومحطة الصرف الصحي بأمدرمان ومستشفي الإمام لحوادث الباطنية بالمناطق الحارة ودربكة نقل حوادث الأطفال من محمد الأمين حامد ثم تغيير الغرض لغسيل الكلي وقفل سلامات للأنقاذ الجراحي، بل نتمني أن تكون هنالك مساءلة وتحقيق متي يتم إفتتاح مجمع جبرة للطواريء والإصابات، وكيفية إعادة إفتتاح مستشفي أمبدة النموذجي بواسطة السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية وما يدور حوله من فشل ذريع حتي اللحظة وتقديم أثنين من مدرائه لإستقالاتهم في ظرف أسابيع والآن يدار بواسطة مدير عام مستشفي أمدرمان التعليمي.
الأخ والي ولاية الخرطوم، الأخ رئيس المجلس التشريعي ، الأخوات والإخوة أعضاء المجلس نقول لكم أنتم من غمار هذا الشعب ومسئوليتكم كما أسلفنا لجد عظيمة ، والصحة هي العمود الفقري للتنمية فهلا شمرتم عن ساعد الجد وبذلتم النفس من أجل تحقيق أمانة التكليف وهذا لا يتأتي إلا بالنزول للشارع وتفقد أحوال الرعية ليس فردا فردا ولكن بتولية القوي الأمين لمؤسسات الإستشفاء وإبعاد كل من حامت حوله شبه تضارب المصالح بغض النظر عن ولائه أو قربه منكم أو من أي جهة متنفذة ولنا عبرة في عزل سيف الله المسلول خالد بن الوليد وتولية إمارة جيش المسلمين لأسامة بن زيد وذلك من أجل مصلحة يراها أمير المؤمنين, وكذلك إبعاد شيخ علي ونافع وأسامةعبد الله وكمال عبد اللطيف وقوش وعبد الرحمن الخضر وغيرهم من أجل مصلحة الوطن والمواطن .تبقي الدولة ويبقي المواطن وتبقي الأسس والقيم والمثل ويذهب المسئول ربما غير مأسوف عليه، فهكذا سنة الحياة.
نختم فنقول لك إنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة وأمانة التكليف تتطلب التجرد والنزول لتفقد أحوال الرعية ليس عبر التقارير المنمقة والعبارات الفضفاضة من تلك المكاتب المكندشة وخلف زجاج العربات المظللة، ولكن أن تتغبر أرجلكم عبر مرور دون سارينة مرور أو يسبقك المطبلاتيه وحارقي البخور وماسحي الجوخ، ومن رأي ليس كمن سمع، ومن بين قبيلة الأطباء من يحس بآلام ومعاناة المواطن ويمكن لهم أن يكونوا سندا لكم في تحمل مسئوليتكم أمام الله والوطن والمواطن، ولكنهم ليسوا أهل ولاء للنظام، بل ولاءهم لله والوطن والمواطن ، فهل لكم أن تستشيروهم وتستصحبوهم في زياراتكم وتفقدكم لمرافق الخدجمات الصحية، وقطعا لن تندموا أبدا ، بل ستكتشفون خللا لا يخطر علي بالكم، هلا فعلتم.
ألا هل بلغت أللهم فأشهد
أللهم أستر فقرنا بعافيتنا
sayedgannat7@hotmail.com