حكومة قوية

 


 

مزمل عليم
18 December, 2022

 

muzamilmozart@gmail.com
- منذ فجر الإستقلال في السودان كان اهم عامل في ضعف و وهن الدولة السودانية هو ضعف الحكومات الناتج من ضعف الإمكانات السياسية وبالطبع الإقتصادية ،، لذلك بسط نفوذ الدولة علي الأطراف المترامية البعيدة ضعيف جدا مما ادي فقد جزء عزيز كالجنوب وحاليا التباشير تلوح لنا من علي البعد في الشرق و دارفور .
- أذا قمنا بتحليل سبب ضعف الحكومات السودانية عبر الأجيال المتعاقبة سنجد ان السبب الأساسي والرئيس دائما هو عدم الإتفاق والتشرذم وتدخل الأجنبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الشأن المحلي السوداني ،، في كل الأحوال لا يريد أي جنبي خيرا بالسودان وقد عرفنا ذلك بالتجربة الطويلة حتي لا نحتاج لذكر أمثلة .. و التدخلات الخارجية دائما ما تأتي لتضارب مصالح الدول العالمية والإقليمية مع عملائهم داخل السودان .
- أذكر عندما كنت في المرحلة الثانوية في العام 2002 كان لدينا معلم مادة الجغرافيا ( أستاذ فيصل ) المربي الفاضل ،، دائما ما كان يتحفنا بالمعلومات العامة خارج إطار (حصة) الجغرافيا واستحضرتني مقولة كان يكررها دائما وهي ان السودان مستهدف بسبب ثرواته وموقعه الجغرافي وخطة تقسيمه لخمس دويلات قادمة لا محالة للسيطرة الكاملة علي هذه الرقعة المميزة في قلب افريقيا .. هنا انتهي حديث استاذ فيصل .
- الأن وقد انفصل الجنوب وبدأت أقاليم أخري تنادي بحق تقرير المصير تذكرت مباشرة كلام استاذنا الجليل ولكن علي ما اعتقد ان عدد الدويلات لا اظنه سيكون كما ذكر لكن ربما يتجاوزه بكثير فالكل اصبح لديه رغبة انفصالية أو فلنقل رغبة في إقتسام كعكة السلطة الشهية من المركز .
- دارفور اكثر المناطق الملتهبة والمتنازع عليها حاليا لأسباب كثيرة لعل ابرزها ضعف حكومة المركز بالإضافة لأن أقليم دارفور منطقة تماس تفصل ما بين نفوذ الإستعمار الفرنسي (تشاد) والإستعمار الإنجليزي (السودان) لذلك ظلت هذه المنطقة غير مستقرة بصورة دائمة بفعل تدخل إستخبارات كثير من الدول بصورة راتبة وعبر عشرات السنين .. ولا ننسي ايضا ان أقليم دارفور يحتوي علي العديد من الثروات المعدنية كاليورانيوم المستخدم في الطاقة النووية وكذلك دارفور أرض خصبة لكثير من المحاصيل الزراعية الإستراتيجية ،، أقليم بهذه الفخامة والغني يقبع سكانه في معسكرات للاجئين تحت وصاية الأمم المتحدة !! ..
القارئ الذكي والحصيف يعرف تماما بأن الأمر مقصود ومدبر مسبقا .. ولكن لا حياة لمن تنادي .
- مالم تشكل حكومة وحدة وطنية قوية مركزية يتوافق عليها الكل لن تنحل معضلة السودان ،، وفكرة إنفراد فئة أو أحزاب معينة بالسلطة لهو منزلق سحيق سيقودنا لخراب يتبعه خراب ينتج عنه مستقبلا تفكك وإنقسامات و دويلات متحاربة فيما بينها الي ابد الدهر .
- لعل أبلغ وصف للحالة السودانية السياسية منذ الإستقلال والي الوقت الراهن كان للمفكر السياسي دكتور منصور خالد عندما وصف النخبة السياسية السودانية بإدمانها للفشل وبصراحة لا اجد وصفا أبلغ وأجمل من هذا الوصف الدقيق ،، ويبدو ان الرجل كان فعلا يعي ما يقوله حرفيا .
تحياتي ......

 

آراء