حكومة ود الشيخ الانتقالية !! … بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

تراسيم.

  

alzafir@hotmail.com

 

أخيرا رأى السودانيون ان أفضل من يقودهم إلى بر الأمان لن يكون سياسيا ..بل طبيب تخصصه في الجراحة والتوليد ..وأدارى متميز كان أخر منصب شغله مدير جامعة الخرطوم ..عبارته التي قالها عقب أدائه القسم رئيسا للحكومة الانتقالية " لا تنتظروا منى شيئا غير انتخابات نظيفة ".تعكس بإيجاز ودقة مهمة حكومة البروفسور محمد أحمد الشيخ .

 

ود الشيخ لم يجد أحدا يعارضه .. حتى الذين لم يرحبوا به اثروا الانتظار ..الرجل الذى لم تكن السياسة إحدى اهتماماته الرئيسية يتمتع بقبول عام وشبكة من التناقضات المتناغمة ..ولد في كردفان لقبيلة الزغاوة المتمركزة في دارفور .. انتسب في شبابه الباكر إلى الحركة الإسلامية ولم يكن ناشطا بها .. درس الطب بجامعة الخرطوم وأكمل دارساته العليا في بريطانيا..عمل مديرا لأكثر من جامعة في الجنوب والشمال .

 

فيما كان البروف محمد أحمد الشيخ يتحدث إلى الصحفيين عقب أدائه القسم  ..كان موكب المشير البشير يغادر منزله بالقيادة العامة للجيش السوداني إلى بيته الخاص بضاحية ( كوبر ) الشعبية ..وتشير كل الدلائل والمؤشرات ان البشير سيفوز في انتخابات فبراير من العام القادم ..خاصة ان شعبيته قد زادت في الأواسط الشعبية عقب قرار المحكمة الجنائية بالقبض عليه على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب في دارفور ..وقال المشير( المتقاعد )  انه تنازل عن السلطة حتى يمنح الانتخابات القادمة صدقية وشفافية .

 

من جهة أخرى رحب الإمام المهدي زعيم حزب الأمة السوداني بحكومة ودالشيخ .. وقال انه خطوة في الاتجاه الصحيح ..فيما توجس الشيخ حسن الترابي وقال ان البروف الشيخ رجلا نظيفا ولكن يسنده من وراء الكواليس حزب مفسد .. إلا ان الزعيم المثير للجدل عاد وقال سننتظر الأفعال قبل  ان نصدر الأحكام .

  

الخطوة المفاجئة جاءت من حركة العدل والمساواة ..التي يتشاطر الولاء القبلي كل من رئيسها ورئيس الحكومة الانتقالية .. أعلنت حركة العدل والمساواة كبرى الفصائل المتمردة في دارفور وقف إطلاق النار من طرف واحد ابدءا لحسن النوايا ..وطالبت بتأخير الانتخابات وزيادة الفترة الانتقالية المقررة بستة أشهر ..دعوة ربما لن تجد صدى في الخرطوم ..حيث قال الرئيس الجديد انه يعتبر نفسه في إجازة قصيرة بالقصر الجمهوري وبعدها سيعود لمكتبه بمستشفى سوبا الجامعي .

 

الحركة الشعبية والتي أربكتها هذه الخطوة فيما يبدو ..قالت ان الأمر لا يعنيها مادامت حكومة الخرطوم ملتزمة باتفاق السلام الشامل الذى أنهى أطول حرب في أفريقيا ..الا ان الحركة تجاهلت نداءات بتنحي قائدها الفريق  سلفاكير من كل مناصبه أسوة برصيفه المشير البشير ..وقال المتحدث الرسمي بأسمها ياسر عرمان ان الحركة لاتنتظر من أحد دروس وتجارب .

 

خارجيا رحب المتحدث بأسم البيت الأبيض روبرت غيت بالحكومة الجديدة ..وقال ان في ذلك بوادر تغيير ..والمح إلى أن الرئيس اوباما ربما يزور الخرطوم ضمن جولته القادمة في إفريقيا  في أعقاب التطورات الجديدة ..فيما وصل بالفعل إلى الخرطوم خافيير سولانا مفوض الشئون الخارجية بالاتحاد الاوربى ومن المقرر ان يجتمع بالرئيس الجديد مساء الجمعة القادم .

 

فيما اعتبرت مصر ما حدث بالسودان شأنا داخليا ..وعبر الرئيس مبارك عن دعمه اللا محدود للحكومة الجديدة جاء ذلك عبر اتصال هاتفي مع البروفسور الشيخ ..إلا ان اللافت للنظر ان الدبلوماسية السعودية (المحافظة ) لم يصدر عنها رد فعل بعد .

 (الهم اجعله خيرا)  ..ليس في هذا السيناريو ما يجعله حلما سوى أن مخرجه هو المواطن حسن الترابي .. ليت المؤتمر الوطني ينظر إلى المستقبل إلى  ما بعد المفاصلة .. ويرحب بالحكمة وان جاءت من ( المنشية)  .  

 

آراء