حملة الاعتقالات العمياء !!

 


 

 

أطياف -
عندما يأخذك التفكير في محاولة الخروج من دائرة الصراع ، والنأى عن ميادين المعارك ، والبحث عن تحقيق مكاسب وانتصارات بعيدا عن الأرض ، لايعني هذا إلا إنك تقف على نهايات الطريق مودعا ذاتك التي كان يغمرها الحماس وتتوق لتحقيق الإنتصار ، والتعويض عنه بالإبحار في اغوار ضيقة لاتتعدى الإنتقام من الأشخاص فبدلاً من ان تحقق انتصارا للوطن تحقق نصرا ذاتيا لترضي به نفسك ، وهذا من أسوأ الحالات التي يمكن أقل ماتوصف به إنها انشغال عن الأهداف الحقيقة واسقاط متعمد للهم العام الذي يشغل بال الكثيرين من الناس والإعتقالات غير المبررة التي تستهدف المدنيين والمواطنين منذ بداية الحرب كانت تقوم بها قوات الدعم السريع والتي وجدت رفضا واسعا من الشعب السوداني ، ومازال يرفضها ، ويعود ذلك الي ان هذه القوات ليس لها معرفة ودراية بالاعراف المجتمعية ، ولا تحسن التصرف ، وهمجيتها تجعلها لا تلتزم بقواعد الحرب
ولكن اصبحت الاستخبارات العسكرية تمارس ذات السلوك العشوائي والبربري فكيف لقوة مسلحة تتألف من عشرة اشخاص تقوم بإعتقال دكتور علاء الدين عوض نقد الناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين وعضو قوى الحرية والتغيير من منزله واقتياده إلى جهة مجهولة، حيث قالت القوة أنها تتبع للقوات المسلحة وجهاز المخابرات وعلاء الدين من اميز وافضل الكوادر الطبية ، واعتقاله تم لأسباب اتضح انها لم تكن حقيقية ومشكوك في صحتها
وبالأمس أيضا تم اعتقال الزميل الصحفي شوقي عبد العظيم ايضا بواسطة الاستخبارات العسكرية
ومثل هذه الاعتقالات تكشف ان طرفي الصراع تخلا عن دورهما العسكري واتجها الي تفعيل خاصية الاستهداف الممنهج للقوى المدنية ولكل الوطنيين الشرفاء عبر حملات التخوين وهو سلوك درج عليه النظام البائد وعناصره الأمنية وسلوك متبع لتصفية الحسابات السياسية
ويفوت عليهم ان مثل هذه الاعتقالات تعد خرقا واضحا لاتفاق الهدنة الذي يقوم على اساس حماية المدنيين وعدم التعدي على حرياتهم
فالمواطن تدهشه مثل هذه الإعتقالات العمياء، لانه ينتظر اعتقالات للذين تعدوا على البيوت واجبروا اهلها على الرحيل بعد ان سرقوها ونهبوها وحولوها الي خراب ، المواطن في حاجه ماسة لهؤلاء الاشخاص المدججين بالسلاح الذين اعتقلوا دكتور علاء ، فلو قامت هذه القوة المكونة من عشرة اشخاص باقتحام منزل تسيطر عليه قوات الدعم السريع لحققت القوات المسلحة انجازا كبيرا واصبحت المدن خاليه وبيوت المواطنين آمنة
إنه التفكير في الخروج من دائرة الهدف والدخول في براحات المتاهة الذي يضاف الي جملة اخفاقات وأخطاء جعلت الحسم امرا صعبا يحتاج الي وقت طويل وحتى يتحقق ذلك يكون المواطن فقد ماله وبيته وروحه ، سيما اذا انتهى كل شيء على طاولة الحوار الذي لا نأتي اليه إلا بعد أن ترق الدماء !!
طيف أخير:
لا للحرب ...
دعت السعودية وامريكا أمس إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي ساهم في تحقيق بعض الهدوء ، تمديد وتجديد الهدنة يعني الوصول الي غاية وهدف الشعب السوداني الذي انهكته الحرب
الجريدة

 

آراء