حملة جديدة علي السودان في الولايات المتحده … بقلم: محمد زين العابدين محمد
19 September, 2009
محمد زين العابدين محمد *
Mohamed Zein-Elabdin [mohamzein@gmail.com]
الحملة بدأت في نهاية شهر أغسطس 2009 وتهدف الي الضغط علي الرئيس اوباما لينفذ وعوده بشأن السودان.
ٍSudan: New Campaign Calls on Obama to" Live up to his words".
بتاريخ 27 اغسطس 2009 اجتمعت عدة منظمات في واشنطن تعمل تحت شعار مناهضة الابادة الجماعية Genocide واتفقوا علي أطلاق حملة جديدة باسم السودان وذلك للقيام بعمل فوري ضد السودان
Sudan Action Now كما أطلق عليها عبارة السودان الان: اوفوا با لوعد. Keep the promise" Sudan Now "
الحملة ستعمل علي مواجهة وتحدي اوباما والضغط عليه لينفذ وعوده من خلال الرجوع لما قاله خلال الحملة الانتخابية وباستعراض كلماته ووعوده الخاصة بدارفور وكذلك باستعراض الوعود التي سبق وان اطلقها معاونوه في الادارة الحالية خلال فترة الحملة الانتخابية. الحملة تري ان اوباما وادارته يستوجب عليهم القيام بعمل فوري لانهاء الازمة الحالية وتحقيق سلام دائم في السودان .
المنظمات الرئيسة التي تشترك في هذ ا العمل هي
The Enough Projects, Humanity United, the Center for American Progress, Stop Genocide now
الحملة سوف تشتمل علي مطبوعات واعلانات علي الانترنت وعلي حملات دعائية علي الصحف والمجلات ومختلف انواع المطبوعات والوسائل المرئية كما ستستخدم شبكة الاعلانات القومية اعتبارا من اواخر اغسطس 2009 وبالتحديد اعتبارا من 27 اغسطس 2009
هذه الحملة كما يتضح من الكلمات التي وردت في البيان الصحفي ستكون بحجم كبير وسوف تصرف عليها اموالا طائلة وسيتم انشاء موقع لشبكة معلومات باسم Sudan Action Now) )بعض رؤساء هذه المنظمات يعتقد ان انسب وقت لشن الحملة هو الان خاصة وان السياسة الاميركية الخاصة بالسودان علي وشك الصدور .كما يعتقدون " أنه لم تحن في تاريخ السودان سانحة مثل هذه لتأخذ الادارة الاميركية المبادرةبيدها للقيام بعمل جري لدفع الامور علي طريق الحل." علي هذا الاساس بالامكان ان تقوم المجموعة بالضغط علي اوباما لتحقيق ذلك.
وقال Randy Comb المدير التنفيذ ي لمنظمة Humanity united الاتي " المجموعة يمكنها القيام بالضغط علي أوباما لضمان قيامه وموظفي أدارته بافضل السبل الممكنة لتحقيق السلام في دارفور. (To ensure that Obama and his administration officials are pursuing the best possible path for peace)
الكلمات التي وردت باعلاه مختارة بدقة وهي تشير بوضوح الي ان الهدف
هو اتخاذ السبل التي تكفل تحقيق السلام وهنا اختلاف واضح عن الحملة التي شنتها قوي عديده في الماضي . كان بالامكان تحقيق السلام في دارفورقبل سنوات لو تم اطلاق الحملة بمثل هذه الشعارات عام2004
و كان من الممكن ان تسهم هذه الشعارات في الوصول لحل خلال اندلاع النيران في دارفور عام2004 . الان وفي عام 2009 تغيير الموقف كثيراخاصة بعد اعلان أدادا قائد اليوناميد بان" القتال في دارفور أنتهي بالرغم وجود قتال بين مجموعات مسلحة ولاسباب اخري عديدة الا ان الحرب فلقد انتهت." , والي شمال دارفور أدلي بتصريح مشابه لتصريح ادادا كماوان المبعوث قرايشن صرح قبل يوم بان الوضع تغيير في دارفور عن ماشهده في الماضي .
في الماضي خلال الحملة في سنوات الحرب كان البعض ينادي بارسال قوات اميركية للسودان والبعض الاخركان يري تدمير المطارات والمواني وحصار السودان لحل المشكلة. تحقيق السلام الكامل وتحقيق استقرار في دارفور يمكن ان يحدث الان في فترة وجيزة اذا تم العمل الان باسلوب مباشر وحسب ماورد في كلمات المستر راندي رئيس منظمة Humanity United . المشكلة التي ستعيق ذلك أن الاجندة الخفية ستطفو للسطح وسيدور الصراع بين قوي الحق وقوي الباطل في الداخل والخارج مماسيعقد الامور وراندي ناقض نفسه في النهايه مما يدل علي انه غير ملم بالتطورات الاخيرة في دارفور وعدم تمرير المعلومات والمتغييرات لايعفي الحكومة السودانية من مسؤوليتها او الولايات المتحدة او الامم المتحدة او المنظمات وبالتالي يشترك جميع هولاء في عرقلة السلام في دارفور بنفس القدر.
اوباما يجد نفسه الان امام ضغوط عنيفة تعرقل عمليه تنفيذ سياسة "التغيير" التي يتبعها بحجة انها تؤثر علي الامن القومي للولايات المتحدة. ومن اسباب تضخيم وتغذية العنف الدارفوري كانت حرب العراق وظهور فظائع ابو غريب مما جعل بعض القوي تركز علي دارفور بشكل يلفت النظر بعيدا من العراق الي دارفور وكان اكبر مهدد امني للولايات المتحدة ظهر في تاريخها هو حرب العراق لان وجود صدام بسياساته المعادية للاديان وقبضته الحديدية وهجماته التي كان يشنها اوكان بالامكان شنها علي القوي المختلفة بالمنطقة سواءان كان شيعة او سنة او التهديد (نوعا ما الذي يشكله علي اسرائيل) كان بالامكان ان يكون سندأ لسياسات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط دون منازع بل مجرد وجوده كان يشكل ردعا لايران او اي قوي سنية اخري ولم يكن يشكل خطورة كبري علي اسرائيل باسلحته التقليدية من طراز الحرب العالمية الثانية واكوام الحديد الخردة التي يحتفظ بها ثم انه شن علي اسرائيل حرب بكل ما يملك من ( الصواريخ الروسية سكود والتي لم تكن حديثة بالقدر الكافي لتفي بمتطلبات المرحلة ) في حرب الخليج الاولي ولم يفعل شيئا وحتي عندما اعلن انه" سوف يحرق نصف اسرائيل بالنيران" كانت نتائج الهجمات التي شنها غير مؤثرة مقارنة بقوي صغيرة اخري ظهرت علي مسرح الاحداث مؤخرا والفراغ الذي تركه زوال حكم صدام من الذي يملئه الان؟ بالطبع قوي اخري معادية للولايات المتحدة وبالطبع اثر ذلك في توازنات القوي الاستراتيجة في المنطقة مما سيكلف الولايات مبالغ طائلة وجهود كبيرة للاحتفاظ بتوازنات القوي لصالحها وكل ذلك يظهر مدي سلامة سياسة التغيير التي يطرحها اوباما من وجهة نظر الامن القومي الامريكي ومدي الحوجة لها والان اذا انكسر اوباما وانصاع لهذه الضغوط وقام بتغيير سياساته فستعم العالم الفوضي غير الخلاقة وستبرز احداث كارثية ويمكن ان يتم التراشق بالسلاح النووي اذا سارت الامور علي نهج الادارةالاميركية السابقة.
الان في ظل صحوة الضمير لدي بعض ابناء دارفور واعترافهم بتزويد المنظمات المختلفة ومحكمة الجنايات الدولية بمعلومات مبالغ فيها عن الاحداث (المعني هم مجموعة المترجمين الين اعترفوا مؤخرا بالمبالغة في البيانات التي طلبتها محكمة الجنايات ). ايضا وفي ظل الاعلان عن الهدوء الذي يسود دارفور يستوجب ان تقوم جميع الاطراف المعنية بتطبيق سياسات تتماشي مع الواقع اي الموقف الماثل علي الطبيعة وذلك حقنا لدماء الابرياء.
ورد في البيان الصحفي للحملة ,بمان ان الولايات المتحدة بصدد القيام باعلان سياستها الرئيسية نحو السودان قريباولذلك فان منظمة السودان الان ( Sudan Now) تناشد الرئيس اوباما للقيام بالاتي:
1. اتباع سياسة فورية واكثرتأثيرا بالنسبة لدارفور
2. تكوين تحالف دولي لتطبيق اتفاقية سلام الشمال والجنوب (المقصود اتفاقية السلام الشامل CPA)) و
3. تطبيق سياسة يتمخض عنها حدوث العواقب المؤثرة علي من يتسبب في السودان في مهاجمة السكان ,أو عرقلة واعتراض الدعم الانساني اوعرقلة السلام وحكم القانون.
يعتقد الاعضاء ان أحسن سياسة تناسب تحقيق السلام في السودان هي
اعطاء حوافز للقيادة السودانية مع شروط واضحة لالبس فيها بعواقب وخيمة في حالة عدم الالتزم بالتنفيذ.
أما جون برندر قاست مؤسس و رئيس برنامج كفاية(Enough Program) قال " خلال العشرين سنة الماضية فان الضغط المستمروالتلويح بالعقوبات هي التي اتسمت بها السياسات الاميركية نحو حكومةالبشير السلطوية في الخرطوم " . هذا الاسلوب هو ما وعد به اوباما خلال حملتة الانتخابية باتباعه مع حكومة السودان ,مع سياسة شاملة لتحقيق السلام في السودان" والسياسة التي يعنيها يبدو جليا اختلافها من السياسة التي تطرحها المجموعة الاولي (Sudan Now).
البيان الصحفي بعد طرحه العقلاني عاد في فقراته الاخيرة ليجافي الواقع الماثل الان ويتحدث عن أشياء كانت ماثلة عام 2004 وليس عام 2009 ولننظر لماورد في البيان
"الموقف في السودان حرج وقرابة الثلاثة ملايين يعيشون في الخيام وهم يواجهون مخاطر الاغتصاب وانقطاع الامدادات الغذائية وتحدث البيان عن الرئيس البشيروالذي تطالب به الجنائية كما ان احتمالات عودة الحرب بين الشمال والجنوب تلوح في الافق . اوباما ذكر في مرات عديدة بوضوح وقوة عن الوضع الحرج في السودان وعن مسؤولية الولايات المتحدة في استعادة الامن والاستقرارالي جميع انحاء السودان اي استعادة الامور الي ماكانت عليه في السودان", و ذلك حسب ما قال نيو كومب والذي قال ايضا ان" الامر يحتاج لافعال قوية ".
االمعلومات الصحيحة في الوقت المناسب والتحرك الصحيح علي ضوء ذلك هو الذي يحسم المواقف اما تصوير مواقف لاتتماشي مع واقع الحال ثم العمل علي ضوئها فهي ستؤدي فقط الي الفشل.
المواقف التي يقف خلفها فكر وجهد انساني تحتاج للمرونة وذلك لاتخاذ التحرك المناسب في الوقت المناسب اما الجمود والثبات والاستمرارفي تكرار نفس المواقف والتحركات وبنفس الاسلوب فانه يؤدي فقط للفشل. وفي الاستراتيجية يقال اذا حدث فشل في اتجاه معين فانك لايمكن ان تقوم بتكرار الحركة او الهجوم بنفس الاسلوب وفي نفس الاتجاه مرة اخري .
ستحقق الادارة الاميركية اكبر انتصار لدبلوماسيتها وذلك من خلال التحرك المناسب في الوقت المناسب وعلي ضوء الموقف الحقيقي الماثلعلي الطبيعة وهذه اصول اللعبة في كل عمل والان يعتبر الوقت الحالي مناسبا لاحراز ضربة النهاية والقيام بالجهود المخلصة لتحقيق السلام والفرصة الحالية لن تتكرر بسهولة في ظل وجود العوامل الاخري والتي تتفاقم سلبا علي مرور الايام.
ان الضغوط الهائلة التي يمارسها المعارضون لسياسه الرئيس اوبامافي الولايات المتحدة ربما أجهضت كل مخططات التغيير التي طرحها اذا انصاع لهذه ا لضغوط وبالتالي بروزاحتمالات الانهيار العالمي في كل المجالات بعد التحسن الذي بداء يلوح في الافق وان ضغوط الحرس القديم تعني عودة سياسات الادارة السابقة والتي ظهر للعيان فشلها.
*فريق ركن- زميل كلية الحرب أكادمية ناصر