حملة (دوسة) الانتقامية!!
ضياء الدين بلال
23 May, 2012
23 May, 2012
diaabilalr@gmail.com
من المرات القليلة التي يجتمع فيها رؤساء تحرير الصحف للتباحث والحوار حول شؤونهم المهنية وإصلاح بابهم المخلع!!
و لإزالة ما يعترضهم من معوقات وصعاب تحد من دورهم وتنتقص من حقوقهم في الحصول على المعلومات وتمليكها للقراء.
عشرة رؤساء تحرير وناشرين اجتمعوا بالزميلة الغراء الوطن بدعوة من رئيس تحريرها الصديق/عادل سيد أحمد خليفة لمناقشة قرار وزارة العدل بإنشاء نيابات للصحافة خارج العاصمة الخرطوم.
وجاءت تجربة استدعاء الزميل عثمان ميرغني إلى مدينة ود مدني عدة مرات واقتياده عبر قوى مسلحة إلى ولاية الجزيرة لتكشف الغرض من القرار وهو غرض عقابي، يقوم على تعذيب رؤساء التحرير وإذلالهم على طريقة (أمشي وتعال بكرة)!!
في قضية واحدة تم فتح عدة بلاغات في الزميلة التيار لمصلحة والي الجزيرة ، حتى ينفق ميرغني وقته وطاقته في الأسفار، وربما سيسعد الكثيرون إذا أزهقت روح صاحب التيار بالقرب من أمغد أوفي منعطف الصداقة بالحصاحيصا..!
والآن الاستدعاءات من نيابة ود مدني وصلت للزملاء في الرأي العام والوطن وبعضها في الطريق لآخرين، وغداً ستفتح بلاغات ضد الصحف في الجنينة وهيا وكادوقلي وربما في الطينة!!
كل رؤساء التحرير الذين كانوا في الاجتماع وصلوا إلى نقطة واحدة ،أن الوزير دوسة أراد عبر هذه الإجراءات التعسفية عقاب الصحف على كسرها قرار حظر النشر الصادر من لجنة محمد فريد في قضية المستشار مدحت!!
الأمر واضح جداً، القرار جاء بعد أيام معدودة من ذلك الموقف الشجاع للصحف في سابقة تعد الأولى في تاريخ علاقة الصحافة السودانية مع الأجهزة العدلية.
ولا تزال علاقة وزير العدل بقضية المستشار مدحت موضع ريبة وشك، ولا يزال خروج المستشار مدحت من البلاد رغم قرار المحقق مولانا أحمد الرزم بتحريك إجراءات جنائية ضده تحت ستة اتهامات جنائية، يثير كثير من التساؤلات ويضع حزمة من علامات التعجب أمامها،كيف خرج مدحت وبعون من..!
رؤساء التحرير أصدروا عدة قرارات:
أولاً/ رفض إنشاء نيابة للصحافة خارج ولاية الخرطوم، باعتبارها مقر المؤسسات الصحفية والمطابع وشركات التوزيع،كما أنه يتناقض مع منشور لوزير العدل السابق في هذا الشأن.
ثانياً/ مناهضة القرار بكل السبل المتاحة وعدم الامتثال له.
ثالثاً/ رفض كافة أشكال المضايقات على الصحف والحد من حريتها.
رابعاً/ تبني عدد من الخطوات لتصعيد القضية في حالة عدم استجابة وزارة العدل لإلغاء قرارها القاضي بإنشاء نيابة للصحافة في ولاية الجزيرة.
المفسدون وحدهم هم المتضررون من قيام الصحافة بدورها على الوجه الأكمل لذا يسعون خلسة لإطفاء الأنوار ووضع الحجارة على الطريق..!
بعضهم يريد تسويق مخاوفه للدولة بأن الهجوم عليهم هو هجوم عليها.
لا تستطيع الصحافة أن تدافع عن حقوق الآخرين إذا كانت حقوقها مهدرة وكرامتها مراقة على الإسفلت.
المدينة التي تستقبل زوارها بلافتة مكتوب عليها: (ابتسم أنت في مدني) يراد لها أن تصبح مدينة عقابية لخلع أضراس الصحف وتقليم أظافرها!!