حميدتي: خطاب بطعم المرارة ورهاب الغدر
هشام عباس
11 May, 2022
11 May, 2022
منقول:
مدخل اول :
من المهم جداً العودة لما قبل 48 ساعة من خطاب حميدتي ومستجد مهم لم يأخذ حقه من الانتباه وهي المكالمة التي اجراها قائد الانقلاب البرهان مع مساعدة وزير الخارجية الامريكي السيدة مولي ، في هذه المكالمة طلب البرهان عودة المساعدات والعلاقة مع امريكا الى ما قبل الانقلاب متعهدا باعادة الامور الى نصابها وشرح في المكالمة عن تطورات يقودها الجيش لتسليم السلطة فيما اكدت السيدة مولي ان علاقات امريكا بالجيش السوداني ستعود بشرط تحقيق الانتقال والابتعاد عن السلطة لضمان تدفق المساعدات للجيش والمساعدة في تطويره ودعمه مادياً وتقويته للقيام بواجباته .. انتهى
مدخل ثاني :
سبقت مكالمة البرهان تحركات ولقاءات ومساعي منه شخصياً لاقناع بعض القوى السياسية لايجاد مخرج للازمة بما يضمن مدنية السلطة وهيبة الجيش ( سلامته ) وتحديداً مع قيادات في الحزبين الكبيرين الاتحادي والامة ولو بشكل شخصي ..
بالنظر لكل هذه التطورات يبقى مفهوماً شكل الخطاب الذي خرج به حميدتي اليوم ولن تحتاج الى كبير ذكاء ان تفهم بالنظر لفحوى الخطاب ان المقصود به في المقام الاول المؤسسة العسكرية وليس الشعب او القوى السياسية ومن ملامح الخطاب انه اتى بطعم المرارة ورهاب الغدر .
اضف لذلك ان خطابه اتى متسقاً مع تسريبات ورسائل غير مباشرة للحركات المسلحة ايضاً بعد مكالمة البرهان اتت في شكل تهديدات الي درجة العودة للحرب في حال تم اقصاءهم من الترتيبات الجارية .
عندما يقول حميدتي ان هناك ترتيبات داخلية وخارجية تجري ( تحت الطربيزة ) وان اي عملية سياسية تقصيهم لن يكون مقبولاً فالطبيعي انها رسالة موجهة للجيش كطرف اصيل في هذه الترتيبات وعندما يقول ان هناك قوى سياسية جلست معه الاسبوع الماضي وهو نفس التاريخ الذي خرج فيه متباكياً ان الاحزاب لا تجلس معهم ولا تلقى عليهم السلام حتى فهو بكل تأكيد يرسل رسالة للجيش انه لديه تفاهمات سياسية ايضا مع بعض القوى رغم انه لا شئ يرجح صحة ذلك الا اذا كان يقصد قوى الحرية والتغيير المزيفة ( جماعة الموز ) .
حميدتي رغم حديثه المكرر عن دعمه للانتقال الديمقراطي الى درجة انه احيانا يرتدي لباس الثورة في خطاباته لكن تحركاته وسياساته كلها تشير الى عكس ذلك بل توضح ان للرجل اطماع سياسية بعيدة المدى الى درجة احياناً يتعامل كأنه الرئيس الحالي والمستقبلي للبلاد وانشطته المتعددة مؤخراً توضح اهداف الرجل وانه يرى الفرصة مناسبة ليكون الرجل الاول وهو ما يشعرك في كل نشاطاته انه يقوم بدعاية انتخابية .
وقادة الجيش يفهمون اهداف حميدتي ومساعيه واغلب قادة الجيش غير راضون عن تحركاته التى تجعل من قائدهم البرهان مجرد خيال مآته لا اثر له الا نادراً منذ الانقلاب .
حميدتي لن يقبل انهيار احلامه بهذه السهولة واغلب ضباط الجيش لن يقبلوا بهذه الخطوة المؤكد انهم يرون الجيش وقائده اوصياء على البلاد والحكم حق اصيل لهم .
على الجانب الاخر ، الحركات المسلحة لا تملك رؤية اعمق من حدود مكاسبهم الشخصية وهم مع اي طرف يضمن لهم هذه المكاسب فقط حتى لو عاد البشير من محبسه رئيسا .
كما قلت في يوم انقلابهم وكررت طوال الفترة الماضية ان هذا الانقلاب يحمل فناءه في جوفه وانه لا يحتاج حتى الى مواكب وتروس لكي يسقط لان مكونات هذا الانقلاب كما وصفها الاستاذ الحاج وراق بكلمة ( خليقة ) هي فعلاً كذلك بضعف مقدراتهم السياسية وضعف قراءتهم للواقع وفشلهم في المضي بالانقلاب للامام منذ وقوعه ورفض العالم لهم وتوقف المساعدات وعدم وجود حل في الافق واصرار الشارع على اسقاطهم وفوق كل هذا وهو الاهم تضارب مطامعهم واهداف كل طرف من خلف هذا الانقلاب وان نقطة الصراع ليست بعيدة بين هذه الاطراف .
فقط ما يجمع الانقلابيين ويجعلهم حريصون على عدم السقوط ومحاولة الصمود الخوف من المصير .
هشام عباس
#الردة_مستحيلة
/////////////////////////
مدخل اول :
من المهم جداً العودة لما قبل 48 ساعة من خطاب حميدتي ومستجد مهم لم يأخذ حقه من الانتباه وهي المكالمة التي اجراها قائد الانقلاب البرهان مع مساعدة وزير الخارجية الامريكي السيدة مولي ، في هذه المكالمة طلب البرهان عودة المساعدات والعلاقة مع امريكا الى ما قبل الانقلاب متعهدا باعادة الامور الى نصابها وشرح في المكالمة عن تطورات يقودها الجيش لتسليم السلطة فيما اكدت السيدة مولي ان علاقات امريكا بالجيش السوداني ستعود بشرط تحقيق الانتقال والابتعاد عن السلطة لضمان تدفق المساعدات للجيش والمساعدة في تطويره ودعمه مادياً وتقويته للقيام بواجباته .. انتهى
مدخل ثاني :
سبقت مكالمة البرهان تحركات ولقاءات ومساعي منه شخصياً لاقناع بعض القوى السياسية لايجاد مخرج للازمة بما يضمن مدنية السلطة وهيبة الجيش ( سلامته ) وتحديداً مع قيادات في الحزبين الكبيرين الاتحادي والامة ولو بشكل شخصي ..
بالنظر لكل هذه التطورات يبقى مفهوماً شكل الخطاب الذي خرج به حميدتي اليوم ولن تحتاج الى كبير ذكاء ان تفهم بالنظر لفحوى الخطاب ان المقصود به في المقام الاول المؤسسة العسكرية وليس الشعب او القوى السياسية ومن ملامح الخطاب انه اتى بطعم المرارة ورهاب الغدر .
اضف لذلك ان خطابه اتى متسقاً مع تسريبات ورسائل غير مباشرة للحركات المسلحة ايضاً بعد مكالمة البرهان اتت في شكل تهديدات الي درجة العودة للحرب في حال تم اقصاءهم من الترتيبات الجارية .
عندما يقول حميدتي ان هناك ترتيبات داخلية وخارجية تجري ( تحت الطربيزة ) وان اي عملية سياسية تقصيهم لن يكون مقبولاً فالطبيعي انها رسالة موجهة للجيش كطرف اصيل في هذه الترتيبات وعندما يقول ان هناك قوى سياسية جلست معه الاسبوع الماضي وهو نفس التاريخ الذي خرج فيه متباكياً ان الاحزاب لا تجلس معهم ولا تلقى عليهم السلام حتى فهو بكل تأكيد يرسل رسالة للجيش انه لديه تفاهمات سياسية ايضا مع بعض القوى رغم انه لا شئ يرجح صحة ذلك الا اذا كان يقصد قوى الحرية والتغيير المزيفة ( جماعة الموز ) .
حميدتي رغم حديثه المكرر عن دعمه للانتقال الديمقراطي الى درجة انه احيانا يرتدي لباس الثورة في خطاباته لكن تحركاته وسياساته كلها تشير الى عكس ذلك بل توضح ان للرجل اطماع سياسية بعيدة المدى الى درجة احياناً يتعامل كأنه الرئيس الحالي والمستقبلي للبلاد وانشطته المتعددة مؤخراً توضح اهداف الرجل وانه يرى الفرصة مناسبة ليكون الرجل الاول وهو ما يشعرك في كل نشاطاته انه يقوم بدعاية انتخابية .
وقادة الجيش يفهمون اهداف حميدتي ومساعيه واغلب قادة الجيش غير راضون عن تحركاته التى تجعل من قائدهم البرهان مجرد خيال مآته لا اثر له الا نادراً منذ الانقلاب .
حميدتي لن يقبل انهيار احلامه بهذه السهولة واغلب ضباط الجيش لن يقبلوا بهذه الخطوة المؤكد انهم يرون الجيش وقائده اوصياء على البلاد والحكم حق اصيل لهم .
على الجانب الاخر ، الحركات المسلحة لا تملك رؤية اعمق من حدود مكاسبهم الشخصية وهم مع اي طرف يضمن لهم هذه المكاسب فقط حتى لو عاد البشير من محبسه رئيسا .
كما قلت في يوم انقلابهم وكررت طوال الفترة الماضية ان هذا الانقلاب يحمل فناءه في جوفه وانه لا يحتاج حتى الى مواكب وتروس لكي يسقط لان مكونات هذا الانقلاب كما وصفها الاستاذ الحاج وراق بكلمة ( خليقة ) هي فعلاً كذلك بضعف مقدراتهم السياسية وضعف قراءتهم للواقع وفشلهم في المضي بالانقلاب للامام منذ وقوعه ورفض العالم لهم وتوقف المساعدات وعدم وجود حل في الافق واصرار الشارع على اسقاطهم وفوق كل هذا وهو الاهم تضارب مطامعهم واهداف كل طرف من خلف هذا الانقلاب وان نقطة الصراع ليست بعيدة بين هذه الاطراف .
فقط ما يجمع الانقلابيين ويجعلهم حريصون على عدم السقوط ومحاولة الصمود الخوف من المصير .
هشام عباس
#الردة_مستحيلة
/////////////////////////