حمّال أوجه وتكتيك سياسي

 


 

 

بهدوووء_

خطاب البرهان لم يحمل أي جديد، بل أنه أكد على إصراره بالمضي قدماً في نفس مخططه الرامي لإجهاض الثورة السودانية، المؤكد أن القوى الثورية والشعب السوداني كله يرى أن الانقلاب مكتمل الأركان ولا بد من إنهائه أولاً.
اعتقد في مجمل الخطاب أن البرهان يريد من خلال خطابه أن يظهر للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي أن المكون العسكري ليس طرفاً في الأزمة السياسية الحالية وأن المشكلة تتعلق بصراعات وخلافات وعدم توافق بين المكونات المدنية، وهذه محاولة تغاضي عن جوهر وأصل المشكلة. المكون الانقلابي ليس فوق الشبهات و فوق الأزمات إنما هو أس الأزمة و أي حل لا يضمن معاقبة من أجرموا في حق الوطن "بالانقلاب" و اصلاح المؤسسات التي يجري استغلالها لخدمة مصالح تنظيم أو افراد / اجندة محلية و اجنبية فلن يمثل حل فعلي بل هو استمرار للأزمة بملامح مختلفة.ومؤكد أكثر الخطاب صيغ بواسطة اللجنة الأمنية للبشير وبخبث شديد .. القوى الثورية المناهضة للانقلاب ستستمر في حراكها الجماهيري والثوري وتسعى بجدية لتأسيس الجسم القيادي الموحد، وهو شرط حاسم لإنهاء الانقلاب بمشاركة كل القوى السياسية والنقابية والمهنية. والقاريء للخطاب يلحظ أن خطاب البرهان حمل لغطاً كبيراً وجاء حمّال أوجه خاصة في ما يتعلق بالقوى المدنية التي دعاها إلى التوافق لتشكيل الحكومة المقبلة، الجسم المعني بترتيب الشأن السوداني يتمثل في قوى الحرية والتغيير والقوى الثورية ولجان المقاومة باعتبارها كيانات مؤمنة بالتحول الديمقراطي. الخطاب ترك الأشياء على عوامها، ما يؤكد أن فقدان الثقة والتباعد بين المكونين العسكري والمدني ما زال كبيراً، بالإضافة لذلك المكون العسكري أصبح فاقداً للبوصلة نظراً لانفلات الوضع وعدم سيطرته على ما يجري من تدهور في شتى الجوانب. هو أراد تمرير الكرة للقوى المدنية بطريقة مفتوحة بدون مواجهات محددة ما يجعل اللغط كبيراً، فليس من المعقول أن يعلن أنه المسؤول عن حماية البلد، ولكنه لا يتحمل مسؤولية الطرف الثالث الذي يقوم بقتل المتظاهرين، بحسب قوله.
محاولة خبيثة لتحويل الصراع عن حقيقته كصراع بين معسكر التحول المدني الديمقراطي ومعسكر الانقلاب، يريد البرهان إقناعنا كسودانيين والمجتمع الدولي ككل أن هناك صراعاً بين القوى السياسية المدنية، لكنهم كعسكريين مترفعين عن الصراع. لا يختلف إثنان في حقيقة أن معسكر الانقلاب تقوده الأطماع العسكرية والاقتصادية، إضافة إلى الحركة الإسلامية ذات النفوذ المتغلغل في المؤسسات الاقتصادية والمؤسسات العسكرية والأمنية، وهي صاحبة المصلحة العليا في الانقلاب، بيد أن الحركات المسلحة مع اختلاف أدوارها تجاه أزمة الانقلاب إلا أنها ليست الطرف الرئيس فيه. خطاب البرهان يزخر بالتكتيك السياسي ومحاولات إرباك المشهد، فضلاً عن كونه محاولة لذر الرماد في عيون الداخل والخارج، لكنه في نفس الوقت يعكس أن الثورة السودانية لن تنكسر بل صامدة.
فما جاء في الخطاب لا يصدر عن العسكر إنما هو ذات الالتفاف و المراوغة و شراء الوقت و التملص من المسؤوليات "علي طريقة عرضنا الحل و رفضوه"!! فهذا يصدر عن ذات ناصحي البشير من ثعالب الحركة الاسلامية الذين اوردوه السقوط و انتهوا به الي كوبر فيما نفدوا هم بجلدهم و بما نهبوا و يسعون الأن ليكونوا حاضنة انقلاب ٢٥ اكتوبر.
علي البرهان الذي يدعي أنه يتصرف من منطلق منصبه كقائد عام للجيش ان يجلس في اجتماع عام مع كل قادة الجيش و يستمع إليهم في تنوير حقيقي، و معروف أن "تنويرات" الجيش قبل هيمنة الكيزان يسمح فيه لكل من يحضر أن يبدي رأيه بمنتهي الصراحة دون أن يكون لرأيه اي تبعات علي وظيفته أو سلامته الشخصية، فيخرج منهم برأي الجيش لا أن يتلقي النصائح من ذات الحرس السياسي القديم للمؤتمر الوطني و الحركة الاسلامية ثم يتبناه علي انه موقف الجيش!!!.


mido34067@gmail.com
////////////////////////////

 

آراء