حنانيك يا عصام أحمد البشير ! .. بقلم/عثمان الطاهر المجمر طه / باريس

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

ومضات صوفية ربانية تأملية أهديها للشيخ عصام البشير عله يتدبرها مليا لأنها ثريه برطب جنيا !

( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
بادئ ذى بدء ونحن تنفحنا نفحات مولد الحبيب المصطفى صلعم لابد ان نردد مع من قال :
وأحسن منك لم تر قط عينى
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك خلقت كما تشاء
ونقف أيضا مع البوصيرى
كيف ترقى رقيك الأنبياء && ياسماء ما طاولتها سماء
لم يساووك فى علاك وقد حال * سنا منك دونهم وسناء
إنما مثلوا صفاتك للناس && كما مثل النجوم الماء
أنت مصباح كل فضل فما تصدر إلا عن ضوئك الأضواء
لك ذات العلوم من عالم * الغيب ومنها لأدم الأسماء
لم تزل فى ضمائر الكون*تختار لك الأمهات الأباء
ما مضت فترة من الرسل * إلا بشرت قومها بك الأنبياء
كل ذلك يذكرنى بصراع الدين والدنيا وأذكر تماما حوارا قصيرا دار بينى وبين أستاذى المشرف على رسالة الماجستير الدكتور / قسوم عبد الرزاق وهو اليوم رئيس لجنة علماء المسلمين فى الجزائر وأستاذى هذا على فكرة
هو والد عالم الفيزياء العالمى نضال قسوم الموجود الآن
فى { ناسا وكالة الفضاء الأمريكية } قال لى : تحاورنى
عن التصوف وأنت لابس فل سوت وكرفته أنيقة أى تصوف هذا قلت له : يا أستاذ [ قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق ]
وأيضا [ وإبتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس
نصيبك من الدنيا ] وكلام بعض السلف { أعمل لدنياك كأنك تعيش
أبدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا } فسكت .
وكانت رسالتى له حب الآخرة لا يمنعنى مما حلل الله لى ببعض متع الدنيا لكن المصيبة كل المصيبة أن تبيع الآخرة بالدنيا
وهذا هو الذى ذكرنى بالشيخ البروفيسيور عصام
أحمد البشير يوم كان إماما وخطيبا لمسجد العمارات وكنا
نحن شباب الصحفيين معجبين بجرأته وشجاعته فى إنتقاده
للرئيس عمر حسن البشير وفضح نظامه وفساده وإستبداده
بدرر لؤلؤيه قرآنيه وأحاديث نبويه وبأبيات شعريه تنثال بقوة بيان وفصاحة لسان كان هكذا يقول الحق أمام سلطان
جائر ولا يخشى فى الله لومة لائم هذا ما تعلمناه منه يومها
معارضة وثبات فى الدفاع عن حق الشعب السودانى
فى حياة كريمة تنعم بالديمقراطية والحرية كما قال أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه
[ متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ]
وهكذا دربنا قلمنا للمضى قدما فى طريق دعم الشعب السودانى بكل ما أوتى من قوة بلا مزايادات رخيصه
أومساومات بغيضه ولكن أستاذنا ومعلمنا أصابنا فى مقتل
الشيخ الذى تعلمنا منها الرجولة والبطولة الوطنيه والملاحم الربانية القوية والشجاعة والجرأة الخطابيه إذا
به باع كل ذلك الماضى التليد بثمن بخس فصار إمام مسجد النور يدعو للحاكم الظالم الغاشم بطولة العمر ونسى ما كان يدعو إليه بالأمس لهذا أقول له :
حنانيك يا عصام أحمد البشير ولأنك كنت تدعوننا ألا نبيع
الدين بالدنيا أهديك هذى الومضات الصوفيه الربانيه القرآنيه علك تتدبرها مليا لأن بها رطبا جنيا .
هم القوم لا يلقون بقيادهم إلا لله سبحانه وتعالى ، فلايلقون
بقيادهم إلى مال أو جاه ، أو منصب أو رياسة أو غير ذلك
مما يذل له أهل الدنيا ، وأهل الأهواء الذين يتخذون دنياهم
وأهواءهم ألهة يعبدونها من دون الله .. إنهم أغنياء أو فقراء تحققوا بقوله تعالى :
( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما أتاكم ) .
و { ابن عطاء السكندرى يقص فى كتابه الجميل :
[ لطائف المنن ] قصة ثرى صوفى تحقق بالأية القرآنية
الكريمة ، فلم يمنعه ثراؤه الضخم العريض أن يكون صوفيا .
يقول { ابن عطاء الله } :
قال بعض المشايخ : كان رجل بالمغرب من الزاهدين
فى الدنيا ، ومن أهل الجد ، والإجتهاد ، وكان عيشه مما
من البحر، وكان الذى يصيده يتصدق ببعضه
ويتقوت ببعضه ، فأراد بعض أصحاب هذا الشيخ أن يسافر إلى بلد من بلاد المغرب ، فقال له هذا الشيخ :
إذا دخلت إلى بلد كذا ، فاذهب إلى أخى فلان ، فأقرئه
منى السلام ، وتطلب الدعاء منه لى ، فإنه ولى من أولياء
الله تعالى : قال : فسافرت حتى قدمت تلك البلدة ، فسألت
عن ذلك الرجل فدللت على دار لا تصلح إلا للملوك فتعجبت من ذلك ، وطلبته فقيل لى : هو عند السلطان
فإزداد تعجبى ، وبعد ساعة ، وإذا هو آت فى أفخر ملبس
ومركب ، وكأنما هو ملك فى موكبه .
قال : فإزداد تعجبى أكثر من الأول .
قال : فهممت بالرجوع ، وعدم الإجتماع به ثم قلت : لا
يمكننى مخالفة الشيخ فإستأذنت ، فأذن لى فلما دخلت رأيت ما هالنى من العبيد ، والخدم ، والشارة الحسنة
فقلت له : أخوك فلان يسلم عليك قال : جئت من عنده .
قلت : نعم قال : إذا رجعت إليه قل له :
إلى كم إشتغالك بالدنيا ؟ وإلى كم إقبالك عليها ؟ وإلى متى
لا تنقطع رغبتك فيها ؟
فقلت : هذا والله أعجب من الأول ، فلما رجعت إلى الشيخ
قال : إجتمعت بأخى فلان ؟ قلت : نعم .
قال : فما الذى قال لك ؟
قلت : لا شئ .
قال : لابد أن تقول لى ؟
فأعدت عليه ما قال ، فبكى طويلا وقال :
صدق أخى فلان هو غسل الله قلبه من الدنيا وجعلها فى يده
وعلى ظاهره ، وأنا أخذها من يدى ، وعندى إليها بقايا
التطلع .
ومن القصص اللطيفه أيضا هذه القصة قال ذو النون :
رأيت إمرأة ببعض سواحل الشام .
فقلت لها :
من أين أقبلت رحمك الله :
قالت :
من عند أقوام تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم
خوفا وطمعا .
قلت : وأين تريدين ؟
قالت :
إلى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .
قلت : صفيهم لى ، فأنشأت تقول :
قوم همومهم بالله قد علقت ** فما لهم همم تسمو إلى أحد
فمطلب القوم مولاهم وسيدهم
يا حسن مطلبهم الواحد الصمد
ما إن تنازعهم دنيا ولا شرف
من المطاعم واللذات والولد
ولا للبس ثياب فائق أنق
لروح سرور حل فى البلد
إلا مسارعة فى إثر منزلة
قد قارب الخطو فيها باعد الأبد
فهم رهائن غدران وأودية
وفى الشوامخ تلقاهم مع العدد
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
19 / 11 / 2018

elmugamarosman@gmail.com
////////////////////

 

آراء