حنان الأمومة.. ولكن

 


 

 


manasathuraa@gmail.com

منصات حرة

     . وجد بعض من (حَقنهم) العذر لوزيرة العدل تهاني تور الدبة في تصرفها تجاه إبنها المتهم (بتاع المخدرات) واستغلال نفوذ منصب وزارة العدل وقيامها بإطلاق سراحه.. قائلين بانها فعلت ما فعلت بدافع (حنان الأم) ..!!

    . طيب يا (حَقنهم).. يبقى على حسب كلامكم .. هذا إثبات عملي للرأي الذي يرفض تولي المرأة لمنصب (القضاء) أو منصب (وزيرة العدل) .. لأن اصحاب هذا الرأي ينطلقون من عاطفية المرأة.. ولكونها تنسى .. كما جاء في مسالة الشهادة :  (أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكّرَ إِحْدَاهُمَا الأخرى).. بمعني : (أن النسيان غالب طباع النساء لكثرة البرد والرطوبة في أمزجتهن واجتماع المرأتين على النسيان أبعد في العقل من صدور النسيان على المرأة الواحدة فأقيمت المرأتان مقام الرجل الواحد حتى أن إحداهما لو نسيت ذكرتها الأخرى فهذا هو المقصود من الآية).. ومنصب وزارة العدل المفروض لا عواطف فيه ولا مجاملات..!!

    . ولكن في تقديرنا المسألة لا علاقة لها بحنان الأمومة أو عاطفتها تجاه أبنائها، ولا نجرد هنا هذه الوزيرة من أمومتها، ولكن هنا ما هو مفروض وما هو غير مفروض، والمهنية هنا كانت تحتم عليها أولا قبل أن نشفع لإبنها عند السلطان أن تتجرد من منصبها العام، وتصبح مواطنة عادية مثلها مثل الباقين ثم تقدم محامي ليدافع عن إبنها إن رأت براءته، أما اذا تأكدت من عدم البراءة وأصرت على الدفاع عنه هذا شأن بينها وبين رب العالمين.. وهنا تتجلى عاطفة الأمومة..!!

    . ولكن ما يهمنا هنا وما نود ان نقوله، بأن تور الدبة لم تخرج عن الثقافة المألوفة اليوم بين كل السودانيين بدون فرز، حكومة ومعارضة، غني وفقير، وزير وغفير، كلنا مصابون بداء إستغلال النفوذ وإستخدام الواسطة لإنجاز أبسط الأشياء .. للأسف الشديد..!!
    .  والسبب لا إختلاف عليه، هو إنعدام الرقابة، والمساءلة وتطبيق القانون بحزم على الجميع، والسبب هنا مركب، لأن هذا السبب الأول هو نتيجة لسبب آخر هو الإنفراد بالسلطة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وهذه البيئة صالحة جداً لإنتشار هذه الأمراض من إستغلال نفوذ ومنصب واستخدام الواسطة..الخ.. واذا إنتفى السبب الأول حتماً ستنتفي النتيجة، وماحدث لا علاقة له بنقصان في عقل المرأة أو قصور في تفكيرها، فالمرأة عموماً والسودانية بالخصوص أثبتت على مر العصور كفاءتها وجدارتها لإعتلاء كل المناصب حتى منصب رئيسة الجمهورية، ولكن العيب ليس فيها وإنما في الثقافة السائدة والمسيطرة.. ودمتم بود

    الجريدة

 

آراء