حوار بمن حضر
حيدر المكاشفي
7 June, 2022
7 June, 2022
بشفافية -
يبدو أن الآلية الثلاثية الناشطة لحلحلة تعقيدات الأزمة السودانية، ماضية في عقد حوارها الذي أعلنت بدأه نهايات الأسبوع الجاري بمن حضر، وسط مقاطعة مؤثرة من قوى حية عديدة وتظاهرات مستمرة مطالبة بابعاد العسكريين من المشهد السياسي تواجهها سلطات الانقلاب بعنف مفرط ومميت أدى لسقوط عشرات الشهداء، ويثير هذا الوضع الملتبس والمربك الذي سيجري فيه الحوار المزمع، مخاوف حقيقية من النهايات التي سيخلص اليها مثل هذا الحوار، وما اذا كان سيشكل حلا حقيقا للأزمة المتطاولة، أم أنه سيزيد الأزمة تأزيما ويدخل البلاد في دوامة تجاذبات جديدة وتظل الأزمة تراوح مكانها..
الشاهد أن أيما حوار اذا ما انعقد دون شموله استحقاقات الحوار، سيظل حوارا منقوصا ومبتورا، ولن يحقق الهدف المرجو منه بطي الأزمة السياسية المستفحلة، ولابد هنا من اعتراف الانقلابيين بأنهم أدخلوا البلاد في محنة كبيرة فى أن يكون لنا وطن معافى أو لايكون، ولابد لهم كذلك من الاعتراف بأن انقلابهم الذي أسموه زورا (تصحيح مسار) لازمه الفشل الذريع ولابد من انهائه لاستعدال المسار المدني الديمقراطي مجددا، كما على الآلية الثلاثية أن تحدد بوضوح هدفها من حوارها، وهل تريد حوارا بمن يحضر أم أنها تحتاج لحوار بمن يؤثر، فلكي يكون الحوار منتجا ومثمرا لابد أولا أن يتم بين من يكون بينهم خلاف، واذا ما تم بين المتوافقين سيكون حوارا مع الذات ولن يكون مفيدا لحل أزمة بتعقيدات الأزمة السودانية، ولابد للحوار المنتج أيضا أن يجري مع القوى الفاعلة والمؤثرة في الأرض وبغير ذلك لن يعطي النتيجة المرجوة منه، فالحوار ليس غاية بحد ذاته بل هو وسيلة لغاية أرقى وأسمى وهي الوصول إلى حل الأزمة والخروج من هذا النفق المظلم، وهنا يبرز سؤال عن مصير من لم يحضر الحوار وما الذي سيفعله، خاصة وأن القضية الأساسية الآن هي كيف يوقف العنف وكيف نمنع استمرار اراقة الدم السوداني، فالصحيح أن يبدأ الحوار بناء على قناعة عدم جدوى العنف والإيمان بالحل السياسي، فكيف والحال هذا أن ينعقد حوار في ظل العنف والقتل، فلا فائدة من مؤتمر حوار لا يصل إلى حل الأزمة و يرسم طريقا واضحا وواقعيا للخروج منها، فالناس قد يتحملون خيبات الأمل لكنهم لن يتحملوا فقدان الأمل في حل الأزمة، وبوضوح أكثر يبقى الحوار الذي نحتاجه هو الحوار الذي يصنع الأمل وليس الذي يقتل الأمل..
الجريدة
يبدو أن الآلية الثلاثية الناشطة لحلحلة تعقيدات الأزمة السودانية، ماضية في عقد حوارها الذي أعلنت بدأه نهايات الأسبوع الجاري بمن حضر، وسط مقاطعة مؤثرة من قوى حية عديدة وتظاهرات مستمرة مطالبة بابعاد العسكريين من المشهد السياسي تواجهها سلطات الانقلاب بعنف مفرط ومميت أدى لسقوط عشرات الشهداء، ويثير هذا الوضع الملتبس والمربك الذي سيجري فيه الحوار المزمع، مخاوف حقيقية من النهايات التي سيخلص اليها مثل هذا الحوار، وما اذا كان سيشكل حلا حقيقا للأزمة المتطاولة، أم أنه سيزيد الأزمة تأزيما ويدخل البلاد في دوامة تجاذبات جديدة وتظل الأزمة تراوح مكانها..
الشاهد أن أيما حوار اذا ما انعقد دون شموله استحقاقات الحوار، سيظل حوارا منقوصا ومبتورا، ولن يحقق الهدف المرجو منه بطي الأزمة السياسية المستفحلة، ولابد هنا من اعتراف الانقلابيين بأنهم أدخلوا البلاد في محنة كبيرة فى أن يكون لنا وطن معافى أو لايكون، ولابد لهم كذلك من الاعتراف بأن انقلابهم الذي أسموه زورا (تصحيح مسار) لازمه الفشل الذريع ولابد من انهائه لاستعدال المسار المدني الديمقراطي مجددا، كما على الآلية الثلاثية أن تحدد بوضوح هدفها من حوارها، وهل تريد حوارا بمن يحضر أم أنها تحتاج لحوار بمن يؤثر، فلكي يكون الحوار منتجا ومثمرا لابد أولا أن يتم بين من يكون بينهم خلاف، واذا ما تم بين المتوافقين سيكون حوارا مع الذات ولن يكون مفيدا لحل أزمة بتعقيدات الأزمة السودانية، ولابد للحوار المنتج أيضا أن يجري مع القوى الفاعلة والمؤثرة في الأرض وبغير ذلك لن يعطي النتيجة المرجوة منه، فالحوار ليس غاية بحد ذاته بل هو وسيلة لغاية أرقى وأسمى وهي الوصول إلى حل الأزمة والخروج من هذا النفق المظلم، وهنا يبرز سؤال عن مصير من لم يحضر الحوار وما الذي سيفعله، خاصة وأن القضية الأساسية الآن هي كيف يوقف العنف وكيف نمنع استمرار اراقة الدم السوداني، فالصحيح أن يبدأ الحوار بناء على قناعة عدم جدوى العنف والإيمان بالحل السياسي، فكيف والحال هذا أن ينعقد حوار في ظل العنف والقتل، فلا فائدة من مؤتمر حوار لا يصل إلى حل الأزمة و يرسم طريقا واضحا وواقعيا للخروج منها، فالناس قد يتحملون خيبات الأمل لكنهم لن يتحملوا فقدان الأمل في حل الأزمة، وبوضوح أكثر يبقى الحوار الذي نحتاجه هو الحوار الذي يصنع الأمل وليس الذي يقتل الأمل..
الجريدة