حوار سبعة زايد سبعة ونُص وخمسة !

 


 

فيصل الباقر
7 October, 2015

 

 

وأخيراً تمخض جبل حوار " سبعة زايد سبعة "، ليلد فأراً، إذ سينطلق حوار يوم السبت المقبل " عشرة عشرة " - العاشر من أُكتوبر الجارى- بدون تهيئة المناخ، بصورة جادّة، يُمكن أن تُسجيل أىّ إختراق حقيقى فى الأوضاع التى كان من المفترض أن تُهيّىئ المناخ لحوار " سودانى سودانى " صادق وجاد ومُثمر، يفتح الطريق لوطن يسع الجميع... ومن عجائب وغرائب تهيئة المناخ، عشيّة إنطلاق هذا الحُوار المزعوم، منع قيادات سياسية مُعارضة من السفر عبر مطار الخرطوم، وهى رسالة تبعث بها الأجهزة الأمنيّة، للجميع، بأنّها غير معنيّة بما يقوله الساسة، وأنّها مازالت تُمارس تعدّياتها على حقوق الإنسان، غير آبهة بكُل ما يُقال عن الحوار وما أدراكما الحوار 

ستننطلق صافرة قطار حوار السبت، بحضور طائرة الرئيس التشادى، إدريس دبّى، تحمل بجوفها قيادات مُنشقّة عن قيادات مُنشقّة، عن حركات دارفوية، فيما تغيب قيادات حركات دارفورية أُخرى، ليتكرّر مشهد أبوجا والدوحة، وماقبلهما ومابعدهما، وسيحضر إفتتاح الحوار السيّد الميرغنى الصغير " الإبن"، فى غياب الميرغنى الكبير، ليقول أنّه يُمثّل الميرغنى "الأب "، وسيجلس المهدى الصغير فى الجلسة الإفتتاحيّة، فى مقعد مُساعد رئيس الجمهورية، فى غياب المهدى الكبير، بعد أن عجزت رحلة القاهرة فى إقناع المهدى " الأب " للحضور للخرطوم، ولو مؤقّتاً، وسيجلس فى جوقة المتحاورين، منشقون عن حزب غازى صلاح الدين، يُنادون بالإصلاح من الداخل، بعد أن عجز غازى، فى تحقيق الغاية التى إنشقّ من أجلها، وليس مُستبعداً - أبداً- مواصلة عرض مسرح اللامعقول، بعملية نسخ ولصق ذات " التكتيك " المُمارس مع الحركات الدارفورية، بإجلاس  أسماء محسوبة على الحركة الشعبيّة، فى غياب القيادات المعروفة، وسيحضر الشعبى، بجلبابه الفضفاض " خاتف لونين"، ليُدافع عن مشروعه الرئيس قبل المُفاصلة، ، ليبدو مُنتقداً التطبيق، وليبرىء نفسه، من الشينة المنكورة، و بغض النظر عن التفاصيل وسوء الإخراج ، سيتم إفتتاح ذلك المهرجان الخطابى، فى غياب إرادة حقيقية للخروج بالوطن من الأزمة السياسية التى يعرفها الجميع، وهى أزمة الحُكم الشمولى الذى، يُصر صُقور الإنقاذ على الإبقاء عليها، غير آبهين بما وصلت إليه أحوال البلد، طالما هُم فى مأمن من المُساءلة عن الجرائم التى إرتكبوها فى حق الشعب والوطن.

الحوار الذى يجب أن يجد التأييد والدعم، هو الحوار الذى يقود ويؤدّى فى نهاية المطاف، إلى تفكيك الدولة البوليسية، وهى دولة إنتهاكات حقوق الإنسان، وقمع الحريات، بما فى ذلك، حرية الصحافة والتعبير، وهو الحوار الذى يفتح الطريق لتحقيق الديمقراطية والسلام المُستدام، حُوار يأتى بنظام حُكم إنتقالى، ببرنامج واضح المعالم والقسمات، حوار يضع اللبنات الأساسية، لقيام دولة تحترم التعدُّد والتنوُّع السودانى، و توفّر آليات تحقيق العدالة والإنصاف، وجبر الضرر، وإبراء الجراح، لضحايا إنتهاكات حقوق الإنسان، وتُعيد الأمن والطمأنينة للمواطنين، فى المركز والأطراف، حوار يوقف الحروب ويُلجم آلة العُنف بصورة نهائيّة، حوار غايته أن يستعيد الشعب خيراته وأمواله المسروقة، وعزّته وكرامته المسلوبة، أمّا حوار " سبعة زايد سبعة "، وبصورته الراهنة، فلن يؤدّى، إلى الغاية المرجوة، وإن أصبح " سبعة زايد سبعة ونص وخمسة " ، و لن أقول هُنا  " وخمشة" !. إذ لا بُدّ من دخول الحوار عن طريق طرق الباب الرئيس، وهو باب تهيئة المناخ للحوار، بصورة حقيقية وجادة، وإرادة سياسية مُخلصة و صادقة، بعيداً عن أساليب " الفهلوة " و" اللعب على الدقون"، و" الإستكرات" !، وهذا هو الحوار المطلوب، والمنشود، حوار أجندته تدور حول كيف يُحكم السودان ؟، وليس من يحكم السودان ؟، والذى يفتقده، هذا الحوار المزعوم، الذى يحمل فى جوفه، بذرة فشله، قبل إنطلاقه !. !.

faisal.elbagir@gmail.com

 

آراء