حوار مجتمعي.. أم إستغلال الغلابة..!!

 


 

 

manasathuraa@gmail.com

  منصات حرة

       .. تم تنظيم ما اسموه بالمسيرة من قبل ما يعرف باللجنة العليا للحوار المجتمعي، ولا نعرف هنا ماهية هذا الحوار المجتمعي وفي أي مجتمع سوداني يتم وأين ومتى وكيف ولماذا؟.. المهم فقط نسمع به في أجهزة الاعلام الرسمية، وهل هناك علاقة بين هذا الحوار المجتمعي وحوار الوثبة الذي يتم الآن أم كل حوار منفصل عن الثاني..!!


    .. المهم خرجت المسيرة بتنظيم واضح من الحكومة وتحت رعايتها، فالخرطوم عادة لا تستقبل المسيرات الحقيقية، فهناك مسيرات مرفوضة، كمسيرات الاحتجاج ضد رفع الأسعار أو إنعدام الغاز أو شح الدقيق، أو حتى من أجل فواتير الكهرباء والماء والتعليم أو مسيرات رفض السدود.. الخ من القضايا الحيوية والخدمية والواجب على الحكومة حلها وتوفير اساسياتها للمواطن، هذا النوع من المسيرات خط أحمر ولا تستقبلها شوارع الخرطوم هذه الأيام..!!


    ..  أما المسيرات التي تخرج ضد أمريكا وإسرائيل، وتخرج لنصرة الشعب الفلسطيني، وتخرج دعما لمسلمي بورما، أو مسيرات من أجل دعم حوار الوثبة أو تحرير هجليج.. الخ.. كلها مسيرات مشروعة ولا تحتاج لتصاديق بل ويتم دعمها بتوفير المواصلات من وإلى مكان المسيرة وتوفير وجبات غذائية ومياة شرب..الخ من المعينات، هذا وطبعاً مع توفر نثريات للمرأة والطلاب والشباب من خلال الإتفاق مع الجمعيات النسوية المنتشرة في الأحياء والتي تنشط لأداء  دور الحشد والترغيب..!!


    .. وبملاحظة بسيطة لمسيرة دعم الحوار المجتمعي أمام القصر الجمهوري، سنلاحظ بأن هناك 100 بص من منطقة السلمة جنوب شرق الخرطوم، و 40 بصاً تحرك من منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، وهناك إعداد مماثلة تحركت من شرق النيل وأمبدة غرب أمدرمان والدروشاب شمال بحري.. الخ...  كلها مناطق طرفية تطوق بالعاصمة، وسكان هذه الاحياء جميعهم هاجروا من الريف واستقروا بها  بعد أن عانوا من التهميش والتجاهل وسوء الخدمات وعدم التنمية.. الخ..  ولم نر أو نسمع ببص واحد تحرك من الأحياء الراقية مثل المنشية والرياض أو أحياء العمارات ونمرة 2 أو أحياء المطار والصفاء.. الخ من الأحياء التي يسكنها الاغنياء والتي تتوفر بها كل الخدمات وسبل الحياة، ولن يمتلئ بص واحد من كل هذه الأحياء الراقية من المشاركين في المسيرة، يعني بالواضح وكالعادة إستغلال للبسطاء والفقراء من سكان هذه الأحياء ليتم الحشد بهم وبعدها يكتب الإعلام الرسمي ويطبل ويتملق.. وتم لهم ما أرادوا..!!


    .. وبجانب الإستغلال المادي، كان في مسيرة الحوار المجتمعي إستغلال واضح جداً لمجندي الخدمة الإلزامية من أبناء هؤلاء البسطاء، بإجبارهم على المشاركة في المسيرة بالحضور، حتى يتم تسليمهم ما يعرف بـ (استمارة المتابعة الشهرية) والتي يتم بموجبها إستخراج شهادة خلو الطرف من الخدمة الإلزامية، ولهذا السبب كان مشاركة العشرات منهم وهم لا يدرون حتى سبب المسيرة أو مقصدها أو منظمها، فقط تواجدهم كان لسبب إستلام الإستمارات، وهكذا يتم الإستغلال من أجل الحشد والمتاجرة السياسية، أما أبناء الوزراء والقيادات الحكومية واصحاب الولاء يتم إعفاءهم من أداء الخدمة بجرة قلم من داخل المكاتب المكيفة.. هذه هي الإنقاذ وهذه هي بضاعتها، فعن أية حوار مجتمعي يتحدثون ومع من سيتحاورون..؟.. ودمتم بود

    الجريدة

 

آراء