حولك وحواليك: حمدوك، ثمرات، مريم ، جبريل

 


 

 

حمدوك:
خطر الضائقة المعيشية وزعزعة الثقة التي تسمح للنداء بإسقاط الحكومة وتمنّي الإنقلابات، الأماني الشيطانية التي يزرعها الشيطان الكيزاني في النفوس الخائفة مما يهدد الدولة، حسب الخطاب الصادق العازم المؤثر الذي قدمه دولة رئيس الوزراء الدكتور حمدوك حول الولادة المتعسرة لدولة السودان المستقلة القوية، في مخاض المؤامرات التي تُحاكُ عمداً أو خُبثاً أو غشامةً، هو ما يجب أن ندرُس تفويته بالحصافة والرزانة اللازمة بالتفرس والتوجيه في الآتي.
ثمرات: المرسوم الإقتصادي الذي يعالج مشكلة الضائقة المعيشية محتوياً الضمان الإجتماعي الذي نجح عالمياً وينظّم إعانة من يستحق إعانتهم بالنسبة للمستثمر وليس تشجيعاً للعطالة برأي الرأسمالية ، ولا إهمالاً للعدالة الإجتماعية برأي الشيوعية، هو الحل الوسط الذي لا يعيق تدفق الأموال للإستثمار، ولا يخالف أخلاقيات الحقوق والواجبات الإنسانية الفردية والمجتمعية. ومن يؤمن بالنظريات الأخرى، عليه أن يتحلى بالصبر لبعد الولادة المتعسرة تلك، ثم يخاطب حريتها وديمقراطيتها بواسطة مجلس شورتها
هذا النظام معمولٌ به في كل العالم، ولحسن الحظ هو نفس العدالة الإسلامية، رغم أن هناك مواصفات أخلاقية رائعة في الإسلام لم تجد من يقدمها للنظام العالمي كما أشرت إليه في كتاباتي، ولكن العيب كان في انعزال المسلمين عن ذلك النظام، ولكنهم يستطيعون بالأبحاث المقنعة إدراجها في العدالة العالمية. وهو مدخلنا في تقديم قيمنا وأخلاقنا للمجتمع الدولي.
مواهبنا وعيوبنا في الخارجية: إستقرأيها يا مريم
تمييز الإستعمار البريطاني للسودان بعدم درجه تحت وزارة الستعمرات حدث لأنهم لم يخططوا لاستعماره إنما فرضته تجاوزات رئيس الوزراء قلادستون بإرسال غردون باشا لترحيل المصريين من الخرطوم في ثورة المهدية، حيث أُغتيل مما دعى بريطانيا للثأر له بحملة كتشنر سيئة الذكر، ودرج السودان تحت وزارة الخارجية البريطانية، وأدى ذلك إلى تأهيل الرعيل الأول ثقافياً، والذي مدّ الثقافة للأجيال التي تلته فأجلست السودان في مقاعد دول رسم القرار العالمي، فبرز السودان في مؤتمر عدم الإنحياز وعصبة الشعوب الملونة، وكان الوسيط الهام في المشاكل التي تبعت إفريقيا عند استقلالها، وكان إسفيناً يُرسي تأرجحات إفريقيا والشرق الأوسط والأدنى وتصالح الأديان.

الصادق: كان له الفضل في تطوير حزب الأمة لكنيسة عريضة لكل أطياف التعدد الفكري السوداني + زائداً إطّلاعه وثقافته التي أهلته أكثر من غيرها لقيادة الشعب السوداني المثقف
المحجوب: كان متحرراً وضد الإتحاد (العاطفي) مع مصر، تماماً كالرئيس جمال عبد الناصر. كما كوّن في لندن «رابطة عصبة الشعوب الملونة» ( 1946 ـ 1947) مع كوامي نكروما وجومو كنياتا، ولفيف من الملونين من جنوب افريقيا وجزر الهند الغربية
وهو الذي أعاد ترميم صورة الرئيس عبد الناصر فكوفئ بالنفي والنكران:
كتب د. محمد الجوادي في الجزيرة مباشر: الصورة هي صورة الرئيس جمال عبد الناصر واقفا بين زعماء العرب ، وقد أحاط به أعداؤه قبل أصدقائه، من أخطأ في حقهم ، ومن ظن أنه لم يخطئ في حقهم وإن كانت الحقيقة أنه أخطأ في حقهم جميعا. كانت هذه هي صورة الواقفين على خشبة المسرح والزعيم المنهزم (ناصر) الواقف بينهم ، لكن الصورة الرحبة للمسرح لم تقتصر على خشبته وإنما اتسعت بعد زوال حائطه الرابع فأصبحت مؤمنة ومضمونة و مصونة بجماهير سودانية غفيرة تعرف معنى النخوة والشهامة والبطولة والفداء وتحب مصر حبا جما رغم كل الأذى الذي ألحقته بها (ولا تزال) مصر الناصرية.

مريم:
في جولاتك، تذكري أن تعاهدي نفسك أن تمنعي التسييس الديني الذي وقع فيه والدك، وتورّط فيه حزبك بمحاربة الزرقة في دارفور، ولا تدعيه أو تدعي عقدة وقوف حزب الأمة ضد الإتحاد مع مصر وضرب مصر العائب للجزيرة أبا، لا تدعيهما يظلمان طريقك في التعامل مع مصر بتقديم ما لا يجوز تقديمه لهم فيما أُخِذَ عليك في (العزومة) على أراضي السودان، ولا مكابرتهم في سد النهضة ضد إثيوبيا. سد النهضة لا غبار عليه، فنياً وقانونياً، ولا استحقاق إثيوبيا لمياه من النيل جورٌ باطل، ولدينا مياه كثيرة جوفية من الأمطار تغنينا، ومصر شقّت قنوات تحت القناة لمد مياه النيل لتروي صحراء سينا ولمن تريد أن تمنح.
أسلوب المهاترات المصرية ومن يجاريها من السودانيين لا يُحسب أسلوباً للتعاون المطلوب في تداخل المصالح والمسئوليات بين الدول. فلا تندفعي في محاباة مصر فهي لا تحتاج لها، ولكن نحتاج نحن للبعد عن الإرتماء عبطاً.
إستقرأي عيوبنا في التمرّط في الثقافة العسكرية غير الدفاعية وفي ومواهبنا في شعبية ثقافتنا وفي إبداعاتنا في الوحدة.

العسكرية في وحدة الجيش:
جيشنا لم يوفّق في ممارسة عسكريته الدفاعية أبداً بسبب وباء الإنقلابات ذات الأطماع الفردية والفئوية، إلا أنه جيشٌ ولا ككل الجيوش في تنظيمه وضبطه وربطه وجأشه.
بينما حان الآن عاجلاً ترميم حاله ووضعه في مكانه المهاب المشرّف، يتوجّب علينا جميعاً الإتحاد وسحق بذور الخلاف بيننا، سواءاً كانت دينية، عرقية أو طبقية، والتمسك بمكارم الأخلاق والبعد عن المترسب من التديّن الكاذب والتأويل الذي يغذي الفتن، للإبتعاد من سوم الناس ومن الفتنة، ولنلتفت إلى تحذيره تعالى في حملنا الأمانة في قوله تعالى " إنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً" الأحزاب، آية 72.
الحركات العسكرية قامت بدورها كما قمنا به جميعاً في إخضاع المخلوع وحكمه وهزيمته.
طوبى لتلك الحركات وأمرائها وشهدائها وشعوبها التي ولدتها.
إلا أن الجيش ليس فقط سلاحاً، إن ماهو نظامٌ ينبني على هوية الدولة ودستورها، لعدم الإنتماءات السياسية والعرقية والدينية، والوقوف لتأمين دولة الحرية والديمقراطية في حق شعبها (الأمانة).

جبريل:
لقد ناضلت في الدفاع عن قومك وعن السودان ضد مغتصبي حقوقه وحقوقهم في العيش الكريم وفي الأمانة التي حملها الإنسان ظلماً. هؤلاء قاموا باستلام السلطة اغتصاباً وفي ذلك استباحوا المحظور من القتل فالقهر فالتسلط فالسرقة فالفساد بأوسع أبوابه، بحجة التسييس الديني، وحزبك العدل والمساواة كان معهم شريكاً فانكسرت الشراكة في اقتسام الغنائم المحرمة.
والآن لا زال لسانك يسبّح بعقيدتهم التي قادتهم للهلاك والخراب، بدلاً من الإستغفار لمساهمتكم في استلامهم السلطة وما خرج منها من سموم.
آن لك يا دكتور، وأنت قطعاً مؤهلاً تقنياً لتتبوء مكاناً رفيعاً في الدولة، لو تعرف التوبة ولديك الشجاعة في مواجهة ضلالك الذي ربما لم تكن شاعراً به، كتوبة البطل الشجاع محمد بن سلمان ولي عرش المملكة العربية السعودية. فالرجوع للحق فضيلة، وافضل الفضائل.

izcorpizcorp@yahoo.co.uk

 

آراء