حول برنامج فى الواجهة واللقاء مع الأخ د. أمين حسن القيادى بالمؤتمر الوطنى . بقلم: أ. صلاح الدين خليل

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

السبت 11/11/2012
السلوك الراشد فى كل لقاء أو حوار مصدر من مصادر البشرية الراقية ، فى كنفه تعز الاخلاق وتهذب الطباع ومن خلاله يصبح الانسان دمث النفس رقيق الشعور ، عالى الهمة مترفعا عن  الدنايا والصغائر ففى البرنامج المذكور جرى اللقاء مع هذا القيادى البارز على عكس الصورة التى بيناها أعلاه . الاجابات لولبية لا نهاية مرضية لها ولا نتيجة خاصة على تلك الآراء التى قدمها الأخ الامام الصادق المهدى كمقترحات أو مشاركة ، جاءت الاجابات عنها لا قيمة ولا وزن سياسي لها . وسبق أن بينت أن الذى يحاور أو يجيب ، عليه أن يتمتع بالكيفية التى تجعل من كلماته تواصلا وتقريبا وتفاهما وتعليما، وحلا للمشكلات العالقة وتجاوزا للعقبات بما لها من  حيوية وتأثير مباشر على حركة الحياة السياسية ، بدلا من خلق بطولات فكرية غير مؤسسة لا جدوى منها . وأود أن أشير الى أن التعايش مع وجود الاختلاف مظهر من المظاهر الحضارية وهو أيضا دليل عافية وأداة من أدوات التفاهم وآلية الاتصال . الاسلام نفسه يسمح بالاختلاف الفكرى الطبيعى ولا يسمح مطلقا بادنى خلاف فى الموقف العملى من القضايا المصيرية الوطنية الداخلية والخارجية . لكن الأخ د. عمر تجاوزكل هذه الآليات ، وبدأت ملامحه تتغير عند الاجابة فى حركة مسرحية ويبدو أنه مازال متأثرا بشيخه الفاضل د. الترابى . هذه هى  اشكالية الفكر السياسى عندنا وان تلبست صيغة سياسية ، لكنها فاضحة فادحة فارغة . لقد أشار الامام الى أن الوزارات مهتمة بالمظهر قبل الجوهر – لابد من وضع حد  لاجراءات المحكمة الدولية -  والهجوم الاسرائيلى ووو. وقال
نحن محتاجون لحوارات جادة ومسئولة لتحقيق السلام العادل الشامل فى كل الجهات ، ويبدو أن هذا المقترح أ زعجه تماما فتجاوز كل مقترحات الامام برفع يده اليمنى واكتفى  فى محاولة منه للتشويه والاستخفاف بالآراء المعارصة . كنت أتمنى أن يرد على كل النقاط  وبصدر واسع رحب خاصة ( مسألة الحوار الجاد المسئول )وهو رئيس الوفد المفاوض فى الدوحة حتى يطمئن المواطن  على أن القضية فى يد أمينة يتولاها د. أمين  وأن طول مدتها سببه كذا وكذا وباسلوب رفيع يليق . وعلى كل حال اذا كانت آلية هذا اللقاء  وطريقة الحوار والرد هى نفسها التى استخدمت فى الدوحة  فلن تحل مسألة دارفور الى الأبد . ما لم يتم التغيير ، التغيير المنشود الان فى كل شئ . حقيقة استفدنا  من أفكار سيبويه وبعض المصطلحات  الانجليزية وجميعها لا علاقة لها بالمطروح  لأن الموضوع يتعلق بقضايا فكرية سياسية سودانية   اننا لا نريد أن نكوك كلاما سياسيا بضمير أعجمى وحقد دفين . وللاسف  حرت أنا ومن كان معى فى فهم هذا النوع من التفكير والاستنتاج ، وكم تمنيت التقارب بين المعارضة والحزب الحاكم عند مناقشة القضايا الوطنية وما تحت رايتها دفاعا عن السودان وعن ثقافته وهويته لانه ينتمى لأمة فى عقيدتها القيم والمساواة والحرية والتسامح والمسئولية الانسانية عن الناس كافة وعن مقومات الحياة كافة  . ولذلك نريد القول الحق والحقيقة الصدق والمصداقية وشرف الكلمة التى تدافع عن المظلوم أيا كان واينما كان  ، ولا نركض وراء خلاص شخصى ومكسب رخيص ومادة زائلة تحركها أنانية متورمة ،تجعل الامة والقيم والدين بعض أدواتها . لقد شعر المشاهد عبر هذا اللقاء بسعادة جديدة تسمى سعادة  الفكر اليائس والروح  التعس والابتسامة المتعالية على البراءة والكرامة والتضحيات التى تقدم من أجل الديموقراطية والحرية . عموما انتهى اللقاء الى مشهد ( فرجة ) تمليها سلبية مقيتة على ما يجرى ، أطلق فيه أحكاما من الأعالى كما عودنا هذا الحزب على جيل الاستقلال الذين زرعوا الدروب والتراب أملا وعملا ولن يستطع حزبه أو غيره أن يغير مسيرة التاريخ  لمصلحته لأن منصة القضاء التاريخى لا ترحم . ولابد أن اشير الى أن  الأخ الامام لا يضيره أن تنقل اليه الفراشات غبار طلع الى هناك وهناك أو هنا وهناك . ولا يسعنى الآ ن الا أن أشكر الأخ البلال على برنامجه وما يثيره من قضايا وطنية ، وأعيب عليه أنه ترك قارب ضيفه وسط المحيط السياسى حتى أخذته رياحه أخذ عزيز ولن يجد بعدها جبلا فكريا يعصمه وهو أمين فكر المؤتمر .

أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان   ---- أمدرمان
salah osman [prof.salah@yahoo.com]
/////////////

 

آراء