حول زيارة د.حمدوك لأمريكا !!
سلام يا .. وطن
*إن الإنفتاح على العالم أمرٌ مطلوب ، خاصة وأن سيئة الذكر حكومة الإنقاذ لم تترك لبلادنا متكأً تتكئ عليه في علاقاتها الدولية ، بل وأنها ظلت تعمل بشكل ممنهج على تعميق هوة العزلة حتى صارت بلادنا تئنُ تحت قيود عدم التفاعل مع مايجري في عالمنا المعاصر ، وكل الإنجازات كانت تكمن في كيفية إفلات الرئيس من الإعتقال وفق مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي ،وان كان لنا ماننعاه على الحكومة الإنتقالية هو تعويلها على المجتمع الدولي في مواجهة مشاكل السودان المتراكمة ، فلو أن حكومة الدكتور / حمدوك اتجهت للإنتاج واستثمرت في مناخ الإرادة الوطنية الذي مهرته الثورة الماجدة بالدم والدموع والعرق ، لكان ذلك أفضل لنا من رحلات انتظار الدعم من الادارة الأمريكية وغيرها ، ونرى هذه الرحلات يستخدم رئيس الوزراء فيها خطاباً يصيبنا بالأسى ويثير إشفاق الصديق وشماتة العدو ، وفي ذات الوقت يضعنا في موضع أدنى من قامة الثورة وإرادة الثوار.
*ولعل ما نقلته صحيفة الاندبندنت من تحذير صارخ يصب في خانة الارتماء في أحضان الدول الكبرى والأخرى وهذا هو القول : ( إن السودان مرشح ليكون ملجأ لداعش إذا إنهارت الدولة محذراَ بقرب حدوث ذلك) محزن أن يأتي هذا القول من قمة الهرم التنفيذي ، والسودان الذي قام بهذه الثورة العظيمة لن يكون ملجأً لداعش او للهوس الديني ، ذلك لأننا عندما أشعلنا جذوة الثورة كانت داعش حوالينا وبين ظهرانينا ولكنها اختبأت ولم تتحرك لنصرة المخلوع ، وداعش وكافة اهل الهوس الديني ماهم إلا نمورٌ من ورق ، ودعاوى محاربة الارهاب التي يعلنها الامريكان لها كلفتها العالية ونحن لم نتخلص بعد من القوات الأممية من يونميس ويونميد التي استباحت هذا البلد الطيب بموافقة النظام البائد المشؤوم فهل نحن محتاجين لتكرار التجربة نفسها؟!
*وذكر الدكتور حمدوك : ( إن العقوبات الامريكية لم تضعف الحكومة فحسب ، بل حالت دون تحقيق أهداف الثورة ونفى أي دور للدولة العميقة فيما يحدث الان بالسودان) قد نعذر سيادة رئيس الوزراء فيما ذهب اليه لأنه لم يعايش معنا آثارالعقوبات الأمريكية ، وقد نفهم انه يريد تضخيم دور العقوبات في إضعاف الحكومة ، لكن رفع العقوبات هل يتم بهذا المنطق؟! أم أنه عمل في الكونغرس وممارسة ضغوط عبر الاسلحة التي نملكها دون غيرنا كالصمغ العربي والكركديه ، فهل نحن عملنا التحالفات التي تسوقنا للتأثير على الكونغرس ؟ وأقل من ذلك مالذي قمنا به تجاه القرارات التنفيذية؟ أما القول بأنه ليس هنالك أي أثر للدولة العميقة فيما يحدث في السودان ، فهو نفي غريب فمن هو الذي يضارب في اسعار الدولار؟ ربما نتفق على ان الدولة العميقة ليست ذات أثر ، بل أنه يمكن القول انها ربما صارت شماعة للفشل ، ولكن هذا القول لن يكون مطلقاً بشكل عام ولكنه في الاقتصاد تديره الدولة العميقة التي تتحكم في الدولار على سبيل المثال ، وماينبغي ان يحدثنا عنه رئيس الوزراء هو خطة وطنية واضحة وبرنامج اصلاح اقتصادي وسياسي بعيدا عن أجندة الاخرين ..وسلام يااااااوطن.
سلام يا
زيارة الامام الصادق المهدي للجزيرة أبا، أكدت بأن الطائفية مازالت تطمع في إعادة دورها الذي أزم الحياة في بلادنا وشوهت ديننا وامتهنت كرامة الانسان.. مما يجعل الحرب على الطائفية هو الواجب المباشر.. وسلام يا.
الجريدة الاحد٨/١٢/٢٠١٩
haideraty@gmail.com