حول مقترحات الدكتور الباقر العفيف
بدر موسى
9 May, 2022
9 May, 2022
تابعت مقطعًا لتسجيل فيديو أدلى فيه الدكتور الباقر العفيف بتصريحات، كثيرة ومثيرة، حول طبيعة ووضع ودور لجان المقاومة خلال أزمة الراهن السياسي، أود أن اتناول بعضًا منها، مثل دعوة الباقر للجان المقاومة بالمطالبة بإعادة تأسيس الدولة، لأننا الآن وبعد ثلاثة عقود من حكم الانقاذ، لا نملك دولة.
وفي رأيي أن هذا تقرير جدير بالتأمل، ولكني أرى أن هذه مهمة كبيرة ومعقدة، وهي تتعدى حدود طاقة لجان المقاومة، ويمكن تأجيلها إلى حين انعقاد المؤتمر الدستوري الذي يقترح أن يعقب إسقاط النظام الانقلابي، والذي يجب أن تشارك فيه جميع قوى الثورة، كما عددها الباقر، ويكفينا فقط الآن إصلاح وتطهير ما يمكن، مثل مواصلة ما بدأته لجنة إزالة التمكين، قبل انعقاد هذا المؤتمر الدستوري، وانجاز هذا التصور الكبير وإجابة السؤال: كيف يحكم السودان وكيف تؤسس دولته، وما هي مبادئ تأسيس الدولة التي نحتاج للاتفاق عليها.
وطالب الباقر في تصريحاته كذلك بما أسماه (وحدة قوى الثورة وإنتاج قيادة موحدة تقود الثورة بشكل استراتيجي في جميع أنحاء السودان)، وهذا في رأيي هو أس الأزمة الحاضرة، لأن قيادات الأحزاب وقيادات كيانات قوى الثورة، فقد ظهر عمليًا عجزها عن بلوغ هذا الاتفاق، وتكوين قيادة (استراتيجية) موحدة، لأسباب لا أعتقد أنها تخفى على الباقر، وتعلمها كذلك، وترفضها لجان المقاومة، ولا يخفى هذا على بقية السودانيين. فجميع هؤلاء القادة السياسيين ظلوا دائمآ وأبدًا يدخلون في مثل هذه المفاوضات، يوقعون اتفاقات التوحد والتحالفات من منطلقات وتكتيكات مصلحتهم الآنية، ووفقًا لأطماعهم، التي لا علاقة لها بالوطن، ولا بالهموم (الاستراتيجية)، ومن العبث أن نتوقع منهم أن يتغيروا الآن، وفي هذا الظرف الضاغط والزمن الوجيز، والوقت الذي يكاد أن ينقضي، وقد عيل صبر كل المجتمع الدولي، وقد صبر على السودان وعلى نجاح ثورته، انتظارًا لرؤية وحدة قوى الثورة المدنية، خلف قيادة واحدة، ليقفوا جميعًا خلفها، ويدعم مساعيها لإسقاط حكم العسكر. وعمليًا، أنا لا أرى قيادة يمكن، بل يجب، أن يتوحد (خلفها)، غير قيادة لجان المقاومة، فهي قد استحقت، ببلائها ونضال وتضحيات شبابها وشاباتها، فهي جديرة بأن تتبوا هذه موقع القيادة، باختيار ممثليهم لشغر الغالبية العظمى من مقاعد المجلس التشريعي المقترح، والذي سيقود المرحلة الانتقالية، ويشكل حكومتها وبقية أجهزتها القضائية والنيابية… الخ.
هذه هي إجابة سؤال الباقر للجان المقاومة عن كيف سيصلون إلى إسقاط النظام. فلو توحدت جميع قوى الثورة خلفهم، وتشكل المجلس التشريعي وبقية أجهزة الحكم الانتقالي الآن، وأعلن، على النحو الذي اقترحه الباقر، وحظي بتأييد المجتمع الدولي، حتى يضطر قادة الانقلاب لتسليم السلطة لهم، وفقًا للسيناريو الذي رسمه الباقر.
وقال الباقر، ما معناه، أن حرص الأحزاب الآن على استتباع الرصيد الجاهز من لجان المقاومة، هو تكرار لما حدث من قيادات مؤتمر الخريجين، الذين ارتموا في أحضان السادة من الطائفية، للاستفادة من رصيدهم الجاهز، وهم بذلك قد مهدوا للقيادات الطائفية لابتلاع الحزبين الكبيرين.
فقد قال الباقر في مقطع فيديو آخر أن هذا التنافس الحزبي الحالي قد سمح بانتقال خلافات الأحزاب وصراعاتهم إلى داخل كيانات لجان المقاومة. ولكني أرى هنا اختلافًا جوهريًا، هو حقيقة أن قادة وعضوية لجان المقاومة لا يتبعون ولا يأتمرون بأوامر زعيم طائفي واحد، مما يجعل التنافس الحزبي والسياسي على استمالتهم ظاهرة فكرية وصحية، لا تهدد حقيقةً وحدة لجان المقاومة. فقد ظلت هذه اللجان موحدة بما يكفي في حركتها وفي قيادتها للحراك الثوري، كما رأينا ولا نزال نرى كل يوم، وظلت قوية ومتماسكة، وصمدت أمام كل هذه الصراعات والمحاولات الحزبية التي تهدف استتباعها، وما هذا إلا لارتفاع درجات الوعي بين قادة وعضوية لجان المقاومة. فهي، لجان المقاومة، تستفيد من صراع الأفكار والأحزاب الدائر داخلها، فتأخذ ما تراه مفيدًا من جميع أطروحات الأحزاب والكيانات الثورية والسياسية، ولم لا، طالما أن هذا كله يصب في إطار تقويتها بالرأي السديد،، ويدعم تقدمها نحو أهدافها. فهي في هذا، وبحق، تمثل الشعب السوداني، والصراع الفكري والسياسي داخلها، مثلما هو وسط الشعب، صراع مشروع، يصب في زيادة الوعي، وزيادة الرصيد الديمقراطي.
لقد كتبت من قبل: (… إن موقف لجان المقاومة الرافض لمشاركة القيادة أو التوحد مع قادة الأحزاب والاتحادات والنقابات والكيانات العديدة، موقف مفهوم ومبرر ومقدر، لأسباب لا يجب أن تخفى علينا، وحتى إن لم يكن كذلك، فهو كل حال موقف لن يتبدل بالسرعة اللازمة، وسيكون من العبث اهدار الوقت في محاولات إقناعهم بتغييره، وربط مصير وحدة قيادة الحراك الثوري المدني انتظارًا لإنجاز هذا الأمر المستحيل.
(… لابد للأحزاب، وجميع كيانات وفصائل الثورة قبول هذه الحقيقة والانطلاق منها، حتى لا نضيع الوقت فيما لا طائل منه..
(… ولابد من قبول أن يكون للجان المقاومة الحق في تولي السلطة بتبوء الغالبية العظمى في مقاعد المجلس التشريعي المقترح بعد سقوط العسكر، والذي سيتولى بعد تكوينه، والذي ستسند إليه مسئولية اختيار ممثلي الحكومة الانتقالية، والجهاز العدلي و….ألخ، كما ورد في معظم المبادرات..
(… لجان المقاومة لن تقبل بغير هذا، فلم يبق إلا أن نقبل بقيادتها، والمثل يقول: (إذا لم يأت الجبل إلى ببتر فإن على بيتر أن يأتي إلىالجبل!).
(… أما الحديث عن بقية التفاصيل حول كيف يحكم السودان، والمؤتمر الدستوري وغيرها من الأمور المهمة، مثل العدالة الانتقالية، وقبول الآخر،وتكثيف العمل في التوعية، فهو حديث في غاية الأهمية، ولا بد أن وقته سيحين بعد بداية فترة الحكومة الانتقالية، بعد تكوينها، وبعد توحدالقوى الثورية خلف لجان المقاومة وإسقاط نظام العسكر أولًا..
(… أنا أقترح أن تتبنى جميع أحزاب وفصائل وكيانات الثورة هذا الموقف، وتكثف الدعوة له، لننجز مهمة توحيد قيادة القوى الثورية خلف لجان المقاومة، لإسقاط نظام البرهان بأسرع ما يمكن.. علينا جميعًا أن نقبل باستبدال حكم البرهان بحكم المقاومة الثورية، ثم بعدها يكون لكل حادث حديث، ولا نضيع الوقت الغالي في الحوارات العقيمة التي لا تصل لشيء…).
bederelddin@yahoo.com
وفي رأيي أن هذا تقرير جدير بالتأمل، ولكني أرى أن هذه مهمة كبيرة ومعقدة، وهي تتعدى حدود طاقة لجان المقاومة، ويمكن تأجيلها إلى حين انعقاد المؤتمر الدستوري الذي يقترح أن يعقب إسقاط النظام الانقلابي، والذي يجب أن تشارك فيه جميع قوى الثورة، كما عددها الباقر، ويكفينا فقط الآن إصلاح وتطهير ما يمكن، مثل مواصلة ما بدأته لجنة إزالة التمكين، قبل انعقاد هذا المؤتمر الدستوري، وانجاز هذا التصور الكبير وإجابة السؤال: كيف يحكم السودان وكيف تؤسس دولته، وما هي مبادئ تأسيس الدولة التي نحتاج للاتفاق عليها.
وطالب الباقر في تصريحاته كذلك بما أسماه (وحدة قوى الثورة وإنتاج قيادة موحدة تقود الثورة بشكل استراتيجي في جميع أنحاء السودان)، وهذا في رأيي هو أس الأزمة الحاضرة، لأن قيادات الأحزاب وقيادات كيانات قوى الثورة، فقد ظهر عمليًا عجزها عن بلوغ هذا الاتفاق، وتكوين قيادة (استراتيجية) موحدة، لأسباب لا أعتقد أنها تخفى على الباقر، وتعلمها كذلك، وترفضها لجان المقاومة، ولا يخفى هذا على بقية السودانيين. فجميع هؤلاء القادة السياسيين ظلوا دائمآ وأبدًا يدخلون في مثل هذه المفاوضات، يوقعون اتفاقات التوحد والتحالفات من منطلقات وتكتيكات مصلحتهم الآنية، ووفقًا لأطماعهم، التي لا علاقة لها بالوطن، ولا بالهموم (الاستراتيجية)، ومن العبث أن نتوقع منهم أن يتغيروا الآن، وفي هذا الظرف الضاغط والزمن الوجيز، والوقت الذي يكاد أن ينقضي، وقد عيل صبر كل المجتمع الدولي، وقد صبر على السودان وعلى نجاح ثورته، انتظارًا لرؤية وحدة قوى الثورة المدنية، خلف قيادة واحدة، ليقفوا جميعًا خلفها، ويدعم مساعيها لإسقاط حكم العسكر. وعمليًا، أنا لا أرى قيادة يمكن، بل يجب، أن يتوحد (خلفها)، غير قيادة لجان المقاومة، فهي قد استحقت، ببلائها ونضال وتضحيات شبابها وشاباتها، فهي جديرة بأن تتبوا هذه موقع القيادة، باختيار ممثليهم لشغر الغالبية العظمى من مقاعد المجلس التشريعي المقترح، والذي سيقود المرحلة الانتقالية، ويشكل حكومتها وبقية أجهزتها القضائية والنيابية… الخ.
هذه هي إجابة سؤال الباقر للجان المقاومة عن كيف سيصلون إلى إسقاط النظام. فلو توحدت جميع قوى الثورة خلفهم، وتشكل المجلس التشريعي وبقية أجهزة الحكم الانتقالي الآن، وأعلن، على النحو الذي اقترحه الباقر، وحظي بتأييد المجتمع الدولي، حتى يضطر قادة الانقلاب لتسليم السلطة لهم، وفقًا للسيناريو الذي رسمه الباقر.
وقال الباقر، ما معناه، أن حرص الأحزاب الآن على استتباع الرصيد الجاهز من لجان المقاومة، هو تكرار لما حدث من قيادات مؤتمر الخريجين، الذين ارتموا في أحضان السادة من الطائفية، للاستفادة من رصيدهم الجاهز، وهم بذلك قد مهدوا للقيادات الطائفية لابتلاع الحزبين الكبيرين.
فقد قال الباقر في مقطع فيديو آخر أن هذا التنافس الحزبي الحالي قد سمح بانتقال خلافات الأحزاب وصراعاتهم إلى داخل كيانات لجان المقاومة. ولكني أرى هنا اختلافًا جوهريًا، هو حقيقة أن قادة وعضوية لجان المقاومة لا يتبعون ولا يأتمرون بأوامر زعيم طائفي واحد، مما يجعل التنافس الحزبي والسياسي على استمالتهم ظاهرة فكرية وصحية، لا تهدد حقيقةً وحدة لجان المقاومة. فقد ظلت هذه اللجان موحدة بما يكفي في حركتها وفي قيادتها للحراك الثوري، كما رأينا ولا نزال نرى كل يوم، وظلت قوية ومتماسكة، وصمدت أمام كل هذه الصراعات والمحاولات الحزبية التي تهدف استتباعها، وما هذا إلا لارتفاع درجات الوعي بين قادة وعضوية لجان المقاومة. فهي، لجان المقاومة، تستفيد من صراع الأفكار والأحزاب الدائر داخلها، فتأخذ ما تراه مفيدًا من جميع أطروحات الأحزاب والكيانات الثورية والسياسية، ولم لا، طالما أن هذا كله يصب في إطار تقويتها بالرأي السديد،، ويدعم تقدمها نحو أهدافها. فهي في هذا، وبحق، تمثل الشعب السوداني، والصراع الفكري والسياسي داخلها، مثلما هو وسط الشعب، صراع مشروع، يصب في زيادة الوعي، وزيادة الرصيد الديمقراطي.
لقد كتبت من قبل: (… إن موقف لجان المقاومة الرافض لمشاركة القيادة أو التوحد مع قادة الأحزاب والاتحادات والنقابات والكيانات العديدة، موقف مفهوم ومبرر ومقدر، لأسباب لا يجب أن تخفى علينا، وحتى إن لم يكن كذلك، فهو كل حال موقف لن يتبدل بالسرعة اللازمة، وسيكون من العبث اهدار الوقت في محاولات إقناعهم بتغييره، وربط مصير وحدة قيادة الحراك الثوري المدني انتظارًا لإنجاز هذا الأمر المستحيل.
(… لابد للأحزاب، وجميع كيانات وفصائل الثورة قبول هذه الحقيقة والانطلاق منها، حتى لا نضيع الوقت فيما لا طائل منه..
(… ولابد من قبول أن يكون للجان المقاومة الحق في تولي السلطة بتبوء الغالبية العظمى في مقاعد المجلس التشريعي المقترح بعد سقوط العسكر، والذي سيتولى بعد تكوينه، والذي ستسند إليه مسئولية اختيار ممثلي الحكومة الانتقالية، والجهاز العدلي و….ألخ، كما ورد في معظم المبادرات..
(… لجان المقاومة لن تقبل بغير هذا، فلم يبق إلا أن نقبل بقيادتها، والمثل يقول: (إذا لم يأت الجبل إلى ببتر فإن على بيتر أن يأتي إلىالجبل!).
(… أما الحديث عن بقية التفاصيل حول كيف يحكم السودان، والمؤتمر الدستوري وغيرها من الأمور المهمة، مثل العدالة الانتقالية، وقبول الآخر،وتكثيف العمل في التوعية، فهو حديث في غاية الأهمية، ولا بد أن وقته سيحين بعد بداية فترة الحكومة الانتقالية، بعد تكوينها، وبعد توحدالقوى الثورية خلف لجان المقاومة وإسقاط نظام العسكر أولًا..
(… أنا أقترح أن تتبنى جميع أحزاب وفصائل وكيانات الثورة هذا الموقف، وتكثف الدعوة له، لننجز مهمة توحيد قيادة القوى الثورية خلف لجان المقاومة، لإسقاط نظام البرهان بأسرع ما يمكن.. علينا جميعًا أن نقبل باستبدال حكم البرهان بحكم المقاومة الثورية، ثم بعدها يكون لكل حادث حديث، ولا نضيع الوقت الغالي في الحوارات العقيمة التي لا تصل لشيء…).
bederelddin@yahoo.com