حينما يعتذر الصحافى محمد طه محمد أحمد عن أخطاء المستقبل البعيد
31 December, 2009
د. عبد السلام نورالدين
A.N.E.D.hamad@leeds.ac.uk
كتب ونشر هذا المقال اثناء المحاكمة الاولي لمحمد طة محمد أحمد ثم قتل بعدها بمايربو علي العام
**
عجيب أمر ما يجري وأعجب منة ان تدرى
وجاء فى الأخبار إن أسداً في ملاعب السيرك بالولايات المتحدة قد إنقض فجاءة على مدربه الذى يقاسمه الدور في العرض وإفترسه بوحشية لا نظير لها امام الجمهور الذى داهمه الحدث المباغت وعجز عن إستجلاء ما يجرى أمام عينيه ولم يدر ماذا عليه ان يفعل بالضبط أيضحك؟ أيبكي؟ أم يطلق ساقيه للريح ؟أو أن يقوم بكل ذلك دفعه واحدة وفى لحظة واحدة؟. قد يكون لذلك الأسد أسبابه الوجيهه التي يشق الإلمام بها في غياب ذلك المدرب الذى يعرف سلوكة واخلاقة منذ نعومة مخالبه. لابد أن قد أصابت الواقعة كل العاملين بالسيرك بالذهو ل وان قد قرر بعضهم هجر هذه المهنة التي يتداول فيها الحيوان مع الإنسان لعبة مفاجات الغدر بالاخر فى الوقت غير المناسب. يبدو ان مايشبه المسرحية ذات الطابع العبثي التي إنتقل فيها الصحافي محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير صحيفة الوفاق بالسودان من حادى عيس مسيرات الحركة الإسلامية إلي احد ضحاياها لا يعزب كثيراً عن اجواء ذلك السيرك الذى تحول فيه مروض الوحش الي فريسة.
قد تدرب الصحافي محمد طه محمد أحمد لزمان جد طويل وبمهارة لا يحسد عليها على العزف على ,,أم كيكى,, الهوس الديني وبرع في تجويد فن الإثارة في (تابلويد) صحافة الحركة الإسلامية سيما في تلك الأيام الذهبية "للراية" و"ألوان" واضحي محمد طه محمد أحمد رأس الرمح ,,الترابى,, في إمتهان والعبث بمواقع وشخصيات من تعدهم الحركة الإسلامية من خصومها. وكما يكتسب مروض الوحوش الثقة الى حد الغرور بنفسة من ترويضه الفاتكات من الحيوانات ، ومدرب الثعابين السامة من قدارته على إغرائها لترقص على إيقاع لحونه إكتسب ايضا الصحافي محمد طه محمد أحمد الثقة بنفسة من موقعه الآمن داخل الحركة الإسلامية قبل تكسرها احاداً, واكتسب محمد طة مزيدا من الثقة الرعناء من جرأته علي خصومه التي تصل كثيراً حد البذاء, وحذقه آله مفاتيح الهوس الديني والنفخ فى كير الإثارة. أما المفاجأة غير السارة التي لم يضع لها محمد طه محمد أحمد حساباً فى جدول اعماله منذ ان اضحى احد فرسى رهان الحركة الاصولية السودانية فى السبق الصحفى (الراية-الوان) أنه قد نجح كعادته دائماً في تحريض أئمة المساجد الذين دينوا السياسة, ووعاظ الحركة الذين يتكسبون من جسد الهوس المتلفع باغماط الدين ودفع بجموعهم العطشى الى ضحية طازجة لتهتف:الحد الحد لمن ارتد ـ الكافر الملحد شاتم الرسول- الذى أضحي بقدرة قادر في إحدى الإستدارات الكاملة في معارج مناورات الحركة الإسلامية مع نفسها بالذخيرة الحية هو محمد طه محمد أحمد نفسه. ومع ذلك فليس مناسبا او كريما ان يقال فى مثل هذا المقام ذلك المثل السائر : ولا يحيط المكر السىء الا باهله ولكن من المناسب ان نتساءل بجدية: لم يحدث كل هذا مع ثانى اثنين فى صحافة الاسلام السياسى فى السودان اذ يقول لنفسه: كل ما اكتبه هو من دين السياسة بالضرورة ولابد أن قد علم كل ذلك منذ التحاقى بالحركة فى اول أمرى ومبتدأ ايامى.
ألجدير بالتأمل ان قد اصدر احد فقهاء الحركة الاصولية واستاذا بجامعة أم درمان الاسلامية فى 1987 كتابا عنوانه: الصارم المصقول فى وجه الترابى شاتم الرسول- ومع ذلك استغشى هؤلاء الوعاظ وائمة المساجد والسلفيين وسعاد الفاتح البدوى وهيئة علماء الدين وكل السالكين فى طرائق الدكتور الترابى الصاعد نجمة انئذ اصابعهم فى اذانهم واغمضوا عيونهم فهم لا يرون لا يقرأون ماذا سطر استاذ الجامعة الاسلامية فى كتابة المرعب الخطير وعدوا جهد هذا الاستاذ وغضبه وحميته لرسول الله من مماحكات وجمود الاخوان المسلمين وغفلتهم وجهلهم بفقه السياسة وضروراتها وارتمائهم فى كيد جماعات الصادق عبدالله عبد الماجد والحبر يوسف نور الدائم.
اذن لماذا يحدث كل هذا
السؤال الذى سيظل دون إجابه شافيه ـ لماذا يحدث كل هذا للصحافى محمد طه محمد أحمد? لم تتهم جماعات الحركة الإسلامية السودانية إحد رموزها وكبار صحافيها بالزندقة وشتم رسول الله (صلعم) ثم تصدر المساجد والوعاظ والمواكب وبعض من لا يحسنون القراءاة والكتابة حكماً علي الصحافى بحد الردة قبل أن نتعقد محكمة الدولة المنوط بها النظر في ما يرفع إليها طبقاً لتقاليد المحاكم وإجراءاتها.
أضطر الصحافي محمد طه محمد أحمد الذى أدرك بغريزة البقاء على قيد الحياة وبتجربته الطويلة في مقاصد افتعال المعارك الدينية أنه علي طريق الجبانة سائر, وقد لا يسمح لجثته ان تدفن في مقابر المسلمين- إن يعتذر في بيان أصدره للناس عن جرم لم يقترفه, وأن يتبرأ من نفسه ومن آثام قد تقع منه في المستقبل غير المنظور, وان يتوسل بذلة لمحاكميه الذين يعرف مراميهم جيداً أن يتجاوزوا عن سيئاته وعن الغفلة التي وقع فيها, ويذهب الصحافى بعيدا فى تملق خصومه في ثنايا الترجي والإسترحام بإمتداح غيرتهم الدينية وأهدافهم النبيلة التي حدت بهم لإتهامه بالزندقة والكفر وإلحاق مالا يليق برسول الاسلام.
لمذا يحدث كل هذا والصحافي محمد طه محمد أحمد قد تصدى لكاتب لا يعرفة احد في شبكة الإنترنت إسمه المقريزي ليفند أباطيل الأخير حول سيرة الرسول ونسبه.
كيف يتسني للصحافي محمد طه محمد أحمد ان يقارع أحاجيج المقريزي الباطلة وأن يهدم ما بني عليه أقاويله دون أن يقدم للقارئ النص الذي تصدى لدحضه. أليس من مسلمات الأمانة الصحفية والعلمية, أن يعرض من يريد هدم فكرة أو فرضية ما ـ ذلك الزعم والفكرة والفرضية التي يدور حولها الجدال ثم يتولى بعدئذ تفنيدها ـ دحضها وهدمها وليس هذا النهج فىر التوثيق من الجديد فى شىء.
*حياة ثم موت ثم نشر-حديث خرافة يا أم عمر
* وضرب لنا مثلا ونسى خلقة, قال من يحى العظام وهى رميم؟ قل يحيها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم
ألم يعرض القرآن الكريم حجج قريش في تسفيه البعث والنشور والآيات القرآنية؟ الم يعرض لنا القرآن بدقة تفاصيل معتقدات قوم عاد وثمود وموسي وإبراهيم ونوح ولوط فى احسن القصص . الم يقدم لنا القرآن مشهداً كاملاً يجسد التوق الجنسي والنزاع بين رغبات الانا السفلي والمثل الإلهية العليا في المواجهة بين إمرأة العزيز زليخا وسيدنا يوسف عليه السلام الذى أوشك ان يستجيب لإغراء السيدة الأولى لولا أن رأى برهان ربه.
تعرفنا على منطق كتاب ابن الراوندوى-الملحد- فضيحة المعتزلة من نصوص ابن الخياط المعتزلى. وتعرفنا على نصوص فرق الخوارج من كتابات اعدائهم كيف ولماذا حفظت لنا المدونات الاسلامية الاولى هجاء الشاعر الاخطل للانصار فى بلاط الخلافة الاسلامية:
ذهبت قريش بالمكارم والندى ---واللؤم تحت عمائم الانصار
يبدو ان سلفييي السودان قد أصيبوا بفقدان الذاكرة او لم يسمعوا اصلا باخبار عائشة بنت طلحة-سكينة بنت الحسين- الحسن بن هانئ-والبة بن الحباب-ابان اللاحقى-حماد عجرد-العباسة اخت الرشيد-زبيدة زوج هارون الرشيد-أخبار القيان وعصابة المجان الخ وكلها نصوص مختلف عليها الى حد التنافى ومع ذلك تورد بأسانيدها
المرفوعة والموضوعة ليتكشف فى ثنايا وعبر ذلك الذى يذهب جفاء والاخر الذى يمكث فى الارض.
وماذا فعل أبوحامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي (450-505-1058-1113) في تهافت الفلاسفة ألم يأت بكل حجج الفلاسفة ـ من دهريين (ماديين) وطبيعيين والهيين في دحض الوجود الإلهي ـ والبعث والنشور أولاً ثم تابعها حجة أثر حجة نقداً ونفياً علي نهجة الذى ابانة فى المنقذ من الضلال. قد عرض الغزالى أيضا في كتابه فضائح الباطنية ـ كل تصورات الباطنيين حول عصمة الائمة وليلة الأفاضة (الجنس الجماعى) بتفاصيلها ,,البوناغرافية,, ثم تولى بعئذ تحليلها ثم دحضها. يشرح الإمام أبو حامد الغزالي منهجه في ادب القراءة والإستشهاد قائلاً (ثم اني ابتدأت بعد الفراغ من علم الكلام تعلم الفلسفة وعلمت يقيناً أنه لا يقف على فساد نوع من العلوم من لا يقف علي منتهي ذلك العلم حتي يتساوى أعلمهم في أصل ذلك ثم يزيد عليه ويجاوز درجته فيطلع علي مالم يطلع عليه صاحب العلم من غور ويماثله واذ ذاك يمكن ان يكون ما يدعيه من فساد حقاً ـ الغزالي ص 31ـ المنقذ من الضلال ـ تحقيق جميل .... بيروت لبنان ـ بدون تاريخ)
وكان حقا علينا نصر محمد طه محمد أحمد
قد نختلف كثيراً مع مواقف واراء وتصورات الصحافي محمد طه محمد أحمد ولا نتقبل منه ذلك الإسفاف والبذاء مع خصومه داخل الحركة الإسلامية وخارجها كما قد فعل مع د. حسن الترابي بعد الإنشقاق الكبير في 1999م ونرفض بحزم قاطع تهييج المشاعر الدينية وشحذها بالتشنج والهوس والتي قتلت فى يوم مشهود مجتهدا متصوفا عارفا الإستاذ محمود محمد طه, ولقد كان الصحافي محمد طه محمد أحمد في مقدمة ضاربي الطبول لتتدافع عجول التسلط على السودانيين جميعا ورغم كل ذلك لا يمكن معالجة الأخطاء والجرائم القديمة بفواجع وملاحق مأساوية جديدة لذلك لا ينبغي السكوت علي إدانة محمد طه محمد أحمد من قبل وعاظ وغوغاء نصبوا انفسهم قضاة علي قارعة الطريق ليصدروا احكاماً نهائية ومطلقة عل جرم لم يقترفه محمد طه محمد أحمد وعلي جريمة لم تقع أصلاً في أرض السودان.
أما أن قد كانت ,, جريمة,, الصحافي محمد طه محمد أحمد ان قد تصدى لمن تعرض لخاتم الأنبياء والمرسلين وكان لا بد أن يورد نص هذا المقريزي لتبيان ضلاله وغثائه فلابد أذن من تجريم كل كتاب المغازى والسير النبوية وفى مقدمتهم محمد بن اسحاق( 180هجريةه) ومحمد بن عبد الملك المتوكل (218هجرية) وكل مناهج التراث الاسلامى فى مصادرة الاساس.
صحيح ان مشهد الحيه الرقطاء حينما تلدغ حاويها الالعبان، وان يغدر وحش السيرك بمروضه العجوز وأن يرمي الحوار شيخه الذى يعلمه الرماية كل يوم في مقتل لتثير السخرية والعجب حول القواسم المشتركة بين الإنسان والحيوان قد تفتر بعض الشفاة عن إبتسامة لا تخلو من شماته وإستهزاء من كل المشهد ولكن الموقف الذى أمامنا أكبر وأعمق من كل ذلك يدرك كل من قرأ "بيان للناس" الذى أصدره الصحافي محمد طه محمد أحمد عمق الجب الذى أضحي مقراً لكاتبه المثير للفزع حقاً أن هذا الصحافي قد يتبقي وحده في دهياء مظلمة بعد ان انقلب عليه تنظيمه الذى أستحال افاع وقططاً تطارد وتأكل بعضها بعضاً.
قد تشظت نار الهوس التي كان لها يوماً محمد طه محمد أحمد حداداً ونافخ كير لوقود طازج جديد حتي لا يصيبها الخمود ولا تبالي تلك النار ان تلتهم نافخ كيرها إذا كان بديلها أن تكون رماداً هبودا.
يقول لسان حال الذين يقفون علي الطرف الآخر من الجسر وقد ذاقوا المر من مواقف وقلم محمد طه محمد أحمد: لا أذود الطير عن شجر ٍ قد بلوت المر من ثمره. وكل ذلك يعنى فى نهاية المطاف المشاركة بالصمت واللامبالاة والشماته في شهادة زور ستفضي الي إنتزاع الحياه في رابعة النهار من مواطن سوداني بتهمة باطلة لجريمة لم تقع منه أصلاً. إن الكرامة الإنسانية قد إنتزعت قسراً من الصحافي محمد أحمد محمد طه حينما فرض عليه شبح الموت الذي قفز أمامه ـ ان يعتذر عن جرم لم يغترفه وان يمتدح العاطفة الدينية لدى الغوغاء الذين أهدروا دمه.
يبدو ان المرمي القريب لتجمعات ومسيرات قضاة قارعة الطريق التي يقودها السلفيون الوهابيون ـ انصار السنة ـ امتهان وتحقير الصحافي محمد طة الي حد كسر الظهر اما الهدف البعيد لهم فيتمثل في إنتزاع روح محمد طه محمد أحمد الذى ينازلهم بسنان قلمه الحاد ونفوذه في أوساط الإسلاميين وبذلك يسددون ضربة قاضية لمواقع الشيعة الأثني عشرية الجعفرية التي تدعمها ايران التي تحاول بشتي الوسائط ان تؤسس لها مقاماً محموداً في السودان السني الذي ينفر بحسه الصوفي من فظاظة الوهابيين وتصوراتهم البدوية الحسية للدين, ولا بد أن لايران وأتباعها السودانيين من أمثال محمد طه محمد أحمد مراجع نافذه داخل بنية دولة الإنقاذ لا تختلف كثيراً عن تلك المراجع في ذات الدولة التي تساند السلفيين الوهابيين الذين تشطروا بعد مذابح المساجد فى سنوات عقد التسعين فى نهايات القرن الماضى إلي مجموعات الهدية وابو زيد او الى سعوديين وآخرين مع قاعدة أسامة بن لادن.
تنداح الحرب الأهلية الدائرة منذ سنين عددا داخل البيت الذي بناه "الجاك" للحركة الإسلامية في السودان عن دوامات عنقودية قابلة للتشطر والتفتت الدائم لا قبل لأهل السودان بها ولا يهمهم متابعتها سيما بعد ان أضحي السودان في نهايات القرن الماضي ملاذاً وموئلاً لكل الحركات الإسلامية في العالم التي جلبت معها تشققاتها وادوائها وأوضارها العرقية والمذهبية والطائفية وحروبها الدائمة الى السودان, وحينما إستنفد د. حسن الترابي أغراضه منها بعد فشل مخططه في إغتيال الرئيس المصرى حسني مبارك في إثيوبيا ونهاية طموحاته فى أنشاء مدار اسلامى عالمى جديد تحت قيادته قلب لها ظهر المجن وتاجر بها واشترى بها وباعها بثمن بخس ومجاناً أحياناً للمخابرات الإقليمية والدولية, وسار أبناؤه رغم تنكروهم له على منواله ونهجه في التسوق والمقايضة بالحركات الإسلامية ومنظماتها واسرارها ـ وكان سوقها الاكبر والاكثر طلباً لعرضها وكالة المخابرات المركزية CIA.
ولما كان من عادات وكالة المخابرات الإمريكية ـ ان تقوم بين فينة وأخرى لدواع ومساع متعددة ومتباينة ـ نشر غسيلها القذر على كل العالم والكشف بالتفاصيل المملة عن اسماء الافراد والمؤسسات والدول التي فتحت لها أبوابها وخزائن اسرارها وباعت لهم ابناءها واشقاءها وجيرانها والقيمة النقدية والخدماتية التي نفحتها لهم الوكالة الأمريكية في مقابل ذلك فقد كان لدولة الإنقاذ وجهاز مخابراتها واقطاب أمنها من أمثال الفاتح عروة ، قطبي المهدى ، بابكر وصلاح عبد الله قوش النصيب المعلى من فضائح وكالة المخابرات الإمريكية التي نزعت عنهم كل ستر وحجاب وعرضتهم على كل مرايا الإعلام العالمية الشي الذى أدخلهم بلؤم فاجر في حرج يدق عن الوصف مع المنظمات والدول الإسلامية التي تحسست وتجسست عليها مخابرات الإنقاذ بالوكالة عن الوكالة الإمريكية. نزعت C.I.A من دولة الانقاذ الأبد حق التحدث في المحافل الإقليمية والدولية بإسم الإسلام والعروبة أو القومية السودانية ولكن الأخطر من كل ذلك في فضيحة الإنقاذيين ـ ان وكالة المخابرات الإمريكية قد جعلت منهم أهدافاً مباشرة لقناصة القاعدة وعرباتهم المفخخة, لكل ذلك فقد عثر جهاز أمن الإنقاذ العقل المدبر للدولة وحركتها الإسلامية في الحرب الأهلية الدائرة بين السلفيين الوهابيين من جماعات عبد الحي يوسف واتباع الشيعة الاثني عشرية في شخص محمد طه محمد أحمد والتي تتابعها الدول السنية والشيعية التى يعنيها الامر بعيون مفتوحة ـ حريق هائل يشد الإنتباه والأنظار بعيداً عن فضيحة وكالة المخابرات المركزية ريثما يتسني لمخابرات الإنقاذ ترتيب بيت الإنقاذ علي ضوء ما بعد الفضيحة.
ومهما يك من أمر فضائح الإنقاذ وأكروباتها في صرف الأنظار عن مآزقها ومزالقها بإشعال حرائق داوية جديدة في محاط بترولية في مناطق أهلة بالسكان فلابد من الفصل القاطع بين النتائج التى يمكن ان تفضى اليها الحرب الاهلية الدائرة بين فصائل الحركة الاسلامية السودانية التى دخلت فى تناحر مميت مع نفسها وبين مبدأ الدفاع عن الحقوق المدنية والانسانية للصحافى محمد طة محمد أحمد الذى اريد به ان يكون الانفجار الداوى الذى يشغل الجميع عن كل ما يجرى
د/ عبد السلام نورالدينA.N.E.D.hamad@leeds.ac.uk
رئيس سابق للمنظمة السودانية لحقوق الإنسان بالمملكة المتحدة ـ 1995-1998
نائب رئيس المنظمة السودانية لحقوق الإنسان ـ 1995-1998
عضو لجنة المشروع المدني ـ منظمة العدالة الإفريقية ـ لندن