خاب عقلٌ لا تحركه سوى أحقاده ، وأصاب الكويتب (القفه) (2 -3) . بقلم: حلمي فارس
حلمي فارس
9 August, 2011
9 August, 2011
أما وقد أختار الأخ محمد وقيع الله أن يظل سادراً في غيه ، مستمراً في كتابه الذي يتسربل بالحقد والقيح من القول ، فطفح منه الجزء الثاني من مقال سبه وشتمه لشخصي الضعيف بصحيفة الإنتباهة هذا الصباح ، أما و قد أختار أن يمضي بإصرار من أخذته العزة بالأثم مختالاً بمخالفة آيات القرآن الكريم منابزاً بالألقاب الصبيانية الفجة ، بظن منه أن ذاك يقلل من شأننا أو يحقرنا أمام الناس ويرفع من شأنه ، أما وقد أبى أن يرعوي وينصرف عن الشتم والسب والتصغير إلى مقارعة الحجة بالحجة والرأي بمثله ، فعلى نفسه قد جنى الأحمق وقد رضى لنفسه أثم ما هو والغ فيه ، وسأظل ، برغم ذلك ، ألتزم بأدب تعلمناه عن ديننا ومن كبارنا أن نترفع عن النزول إلى حضيض يريد لنا الأخ وقيع الله أن نخوض معه فيه ، وإن كان الله عز وجل قد نهانا عن سب الذين كفروا حتى لا يتطاولوا فيسبوا ديننا ، فإن المسلمين أولى بذلك من الكافرين ، وكما أسلفنا فما أسهل أن نبتدع الألقاب المسئية ونرسلها تباعاً نرمي بها الأخ وقيع الله كما يفعل ، إذاً لصرنا مثله ولسره أن يرانا معه هناك في أودية السفاهة والوضاعة والفحش وسوء الأدب حيث يليق به ولا يليق بنا. لذا سأمضي تأدباً في الخطاب وموضوعية في طرح الأمور نخاطب بها عقل القاريء لا نريد إنتقاماً لذات فانية ولا نريد تجريحاً لأخ أو أنسان مهما بلغت بنا درجات الخلاف والإختلاف . وهأنذا أقولها له مرة أخرى كما سبقني بمعناها أب البشرية وسار بها القرآن الكريم ( لئن مددتَ قلمك إلي لتقبحني ما أنا بباسط قلمي أليك لأقبحك ، إني أخاف الله رب العالمين ) !
وقد دأب الأخ وقيع الله أن ينصرف عن مضمون المكتوب إلى ذات الكاتب ، ومن عجب أنه يعيب ذلك على غيره ! وإلا ما فائدة وجدوى الشتائم التي ( تكرم ) بها علينا من جعبته المملؤة بالحقد والسباب ؟ لم لا ينصرف يفند ما قلته أنا وما قاله الأخ المحبوب عبد السلام ؟ وليحدث عقول الناس بما يرى دون أن يخدش ذوقهم بكيل السباب والتبخيس والتقريع الأجوف الذي لا يجدي ولا يثمن من ظمأ للمعرفة والحق شيئاً ! كما و دأب الأخ وقيع الله أن يتتبع متصيداً الأخطاء اللغوية والنحوية في مقالات من يخالفونه الرأي ويتخذ منها ذخائر يرمي بها من يخالفونه الرأي ، وكأني به سيبويه زمانه الذي ملك ناصية اللغة ، وكأني به يظن أنه لا يحق لأحد أن يكتب أو أن يبلغ رسالة ربه أو يحاجج بفكره أو يسدي نصحاً لأحد إن لم يبلغ ما يظن الأخ وقيع الله أنه قد بلغه من إلمام بدقائق اللغة والنحو ! ولعمري فإن هذا جهل وحمق وتعالي ما بعده سوء ! أم لعله صلى الله عليه وسلم قد أخطأ حين قال ( بلغوا عني ولو آية ) وكان يفترض فيه أن يوقف الناس عن البلاغ حتى يحفظوا القرآن ويبلغوا إمتلاك ناصية البلاغة واللغة والنحو !؟ أم يحسب الأخ وقيع الله أننا حين نكتب إنما نفعل ذلك لنباريه في أثبات قدراتنا اللغوية كما يفعل ، ضعف الطالب والمطلوب !! يا أيها الموهوم بإمتلاكك لناصية اللغة والنحو ، إن الكتابة ذات المقاصد ليس هدفها التباهي ولا التباري اللغوي كما تظن و تفعل ، إنما هي رسالة التناصح والتواصي بالحق و بالخير و بالصبر ، نبلغها من يسمع ويقرأ ولو بـ ( عربي جوبا ) ، وكم من بارع في لغته لا تتعدى كلماته أعين القراء ، وكم من لسانٍ أعجمي مست كلماته القلوب قبل العقول ، فهلا حفظت عليك بقية جهدك ووقتك وأنصرفت عن تمحيص مقالات الناس لغوياً وبذلت ذات الوقت والجهد في مقارعة أفكارهم حجة بحجة وفقه بفقه و رأي برأي ؟ ، وهل تركت عنك صبيانية بلهاء بلا مقاصد ، وتنافسية ( منتصر ومنهزم ) لا يحركها سوى الحقد والرغبة في التشفي و إثبات الذات وسد فراغات أحساسٍ بنقص ظل وما زال يلازمك ، عسى الله يفيد بك قاريء !
سأخلف وراءنا الهراء والسب والتبخيس الذي ( جاد ) به علينا الأخ وقيع الله ، وهأنذا أعود لأخاطب عقله ، إن بقى فيه منه بقية ، وأخاطب معه عقول القراء مستشهداً ببعض ما حواه مقالي وردي على الأخ المحبوب عبد السلام ، وهأنذا أستحلف الأخ وقيع الله بالله الذي خلقه أن يعيد قرأة مقالات الأخوين د. الواثق الكمير ، والأخ المحبوب عبد السلام ، بعقل منفتح غير متحجر ولا منغلق بحقد أعمى وأحكام مسبقة ، ثم فليعرج على مقالي المتواضع المحشو بالأخطاء اللغوية كما يظن ! إن فعل ذلك فقد يفيدنا بنقد موضوعي يخاطب عقولنا وعقول القراء نستفيد منه ، كما وأستحلفه بالله أن يتحلى ببعض ما يتميز به الأخوين الدكتور الواثق الكمير والمحبوب عبد السلام من تأدب وتهذيب وحسن خلق ولين جانب وموضوعية ، لا ينقصها ولا يقلل من شأنها إختلافنا الفكري أو السياسي معه معهم لو جاهروا بالكفر الصريح !، فأنت من تمشي بين الناس ( صارخاً ) بنداء الدين و رسالته أجدر من غيرك بذا التأدب وحسن الخلق الذي أصانا به الحبيب صلى الله عليه وسلم .
إن فعل وقيع الله ذلك ، وأثاب لرشده وحسن الخلق والسلوك ، ثم قرأ بعقله ما كتبه ثلاثتنا : الأخ د. الواثق الكمير، والأخ المحبوب عبد السلام ، وشخصي الضعيف ، لوجد أن الخلاف بيننا بين لا تخطيه إلا عين فيها حول أو عقل به مرض أو قلب له غرض ! أقله لوجد الخلاف بيني وبين الأخ المحبوب كالشمس في رابعة النهار ، دون أن يعني ذلك نفياً لحبي للأخ المحبوب عبد السلام ، وهو ذات حبي للأخ وقيع الله والأخ الدكتور الواثق الكمير ، فجميعهم عندي ، شاء وقيع الله أو أبى ، أخوة في الدين و الوطن والإنسانية وإن أختلفنا وفرقت بيننا سبل السياسة ، وعقيدتي في شأن علاقتي بالبشر هي أن القلب الذي يحمل الحب للناس هو أكثر من يسعد بهذا الحب ، وأن القلب الذي يكره هو أشقى من يشقى بهذه الكراهية التي يحملها ، وإن كان للكراهية من مكان في نفسي لكنت أستحققتها أنت أخي وقيع الله دون غيرك ، لكن القلوب السليمة لا تتسع لغير طيب المشاعر ونفائسها .
لأثبات خلافي الواضح مع نهج وفكر مسلك الأخ المحبوب عبد السلام في علاقته مع اليسار وبقايا الحركة الشعبية ، وبالتالي أنفي الأساس الهش الذي بنى عليه وقيع الله مقال شتمه وسبابه لشخصي الضعيف ، أعود بكم لبعض ما ورد في مقالي الذي ينضح بالإختلاف البين والمهذب مع الأخ المحبوب : هاكم أمثلة ذلك إذ أخاطب ( حبيبي ، فليأكل الغيظ فؤاد وقيع الله ) الأخ المحبوب عبد السلام فأقول :
( وقد حاولت أن أتحاشى فهم أن المحبوب يؤيد بقاء ( خلايا ) لحكومة أجنبية بجوف دولة الجمهورية السودانية الثانية الشمالية ! أو فرع للحركة الشعبية الحاكمة لدولة الجنوب الجديدة في دولتنا الشمالية الجديدة !! ، من عجب وحيرة ، فإن حديثه لا يفيد بغير ذلك !! فالحكومة الشمالية بحسب علمنا جميعاً لا تمانع من تكوين ( الأفراد ) الشماليين الذين كانوا بالحركة الشعبية لحزب سياسي يخضع لقانون دولة الشمال ولا يتخابر ولا يتعاون من دولة قد تكون مصنفة كدولة معادية أو حتى دولة صديقة !! ما عيب في ذلك وما المقلق فيه !! فهل كانت أي دولة ذات سيادة لتسمح بذلك ؟ كأن نرى للحزب الجمهوري الأمريكي فرع أو قطاع أو أتباع في بريطانيا !؟ أم الأخ المحبوب ما استوعبت طبيعته العاطفية بعد أن الجنوب صائر إلى دولة مستقلة ، و ربما معادية ؟ وأن الحركة الشعبية بأيدولوجيتها ، وبقيادتها الحالية ، وبطريقة حكمها وسياساتها الحالية هي في الواقع ( عدو ) من الدرجة الأولى ليس ( لحكومة المؤتمر الوطني ) بل ( لدولة الشمال ) التي أنا وأنت مواطنيها ، والتي إن سادت فيها اليوم حكومة المؤتمر الوطني فإن الأيام دول ، وغداً لناظره قريب ، فهل يظن المحبوب أن الحركة الشعبية وحكومة الجنوب سوف تصبح صديقة لحكومة وطنية إسلامية يقودها حزبه الشعبي ؟ أو يقودها تحالف أسلاموي يجمع حزبه مع أحزاب الشمال الوطنية الإسلامية الأخرى ؟ أم أن المحبوب مستعد للتنازل عن مشروع حزبه الإسلامي النهضوي لأرضاء الحركة الشعبية وكسب صداقة حكومة الجنوب المستقلة الجديدة !!!؟ )) ، إنتهى النقل . فهل من إختلاف أوضح من ذلك ؟
ثم خذ أيها الوقيع الله من الشعر مزيداً من البيوت عساك تفقه القول وتدرك أن الذي بيني وبين بغيضك المحبوب لمختلف جدا، إذ أقول عنه :
( و المحبوب من فرط خوفه وإشفاقه على اليسار الشيوعي السوداني يرى أنه من حسن حظ يساري الشمال وبقايا الحركة الشعبية بالشمال ، بل ومن حسن حظ السودان أجمع ( أي والله ، السودان كله ) أن للحركة ( أي = لحكومة الجنوب ) ركن شديد من قوة ومال وسلاح ، تستطيع أن ترهب به حكومة الشمال ( حكومة وطني ووطنك يا محبوب ) ومما قد يمنع ( المؤتمر الوطني = حكومتنا ) من التصدي لنشاط الحركة أو التضييق على شمالييها كما تفعل مع غيرهم ، ويقصد نفسه وحزبه وأحزاب الشمال !! فالرجل في حين يرى أن الإنفصال هو نجاح للحركة في تنفيذ برنامجها لأستقلال الجنوب ، يتبختر نيابة عنها بأنها تملك وتحكم ولاية النيل الأزرق ويجيز تطلعها بثقة لنيل ولاية جنوب كردفان أيضاً، كما ويخوف ( حكومتنا ، أتفقنا معها أو خالفناها ) الشمالية بجيش الحركة الذي لا يزال يتواجد بالشمال والذي يفوق قوة حركات دارفور المسلحة !! ثم يخلص بفرحٍ عجيب أن ( ياسر عرمان ) قد حسم ( جدل البقاء )! بقاء فرع حزب الحركة الشعبية ودولة الجنوب بدولة الشمال ، دولتنا يا أخوتي ! يا حسرتي !! أسنستطيع الدفاع عنك أخي المحبوب إن أتهمك جهابزة وطغاة أمنجية المؤتمر الوطني بالخيانة العظمى وأنت تقول ذلك وتكتبه موثقاً !؟؟ أنتهى النقل : أيتهم الحبيب محبوبه بالخيانة العظمى والتآمر مع العدو على الوطن والدولة !؟ ما الذي أعمى بصيرتك يا أخي وقيع الله عن رؤية هذا ؟ أم ما أقوى فعل غشاوة الحقد فيك !
ثم خذ المزيد مما يؤكد تام إختلافي مع الأخ المحبوب عبد السلام ، إن كنت لم تقرأ مقالي وكفاك منه من نال ظهر كبريائك:
( وإن كان السودانيون الشماليون في عمومهم يعترفون بالآخر ويحترمونه ، لكن الإعتراف بالآخر أخي المحبوب لا يعني بأي حال أن نشاطره قصوره أو أن نقبل عيوبه وأن نجاريه في سعيه إن كان يعاكس أو يخالف سعينا ، ولا كما فعلت أنت نتخذه خليلاً وحميماً نكيل له المدح وهو مذموم ، خاصة إن كان من الرافضين لتحكيم شرع الله والساعين صراحة لمنع ذلك ببرنامج عمل منشور كما هو الحال مع أحبابك اليساريين السودانيين ! أنسيت أخي المحبوب الآيات الكثيرة التي كنتم تشنفون بها آذان الشعب السوداني طوال سنين : ( فلا وربك لا يؤمنون .......) و ( لن نجد قوماً يؤمنون باله واليوم الآخر يوادون .............. ) و ( .. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم .......... ) !! أمضى زمان هذه الآيات وصار ( تكسير التلج ) في حق الشيوعيين ويساري السودان واجب فكري نبيل ، بل والحرص على توحيدهم وتقويتهم وتأكيد مساهمتهم في تطويرنا !؟ أخي : نحلم بدولة فيها من حلاوة المانجو وتمر النخيل ، لكننا لن نمتطي لها ظهور يساري الشمال من تلاميذ الحركة الشعبية ، وسيكفينا ( لالوب بلدنا) إن كان ثمن مانجو دولتهم هو التواطوء والتنازل والتقارب مع مشاريع يساري شمال السودان من أتباع حكومة جنوبه ) إنتهى النقل : أمن إختلاف أوضح من هذا يا هذا ؟ أيمكن تصنيفي بعد كل هذا كتابع لمن أخالفه الرأي؟
ثم ، ألم ترى يا وقيع الله ، أيها الناظر بعين السخط لكل من وما حولك ، ألم ترى بقية وخاتمة مقالي وأنا أقول للأخ المحبوب بأن وعوده وظنونه الحسنه في اليسار العلماني وأتباع الحركة الشعبية كلها كذوبة وأنصحه بالعودة لجادة الطريق القويم وكف عن ذر الكرامة تحت أقدام اليسار والإلتزام بصراط الدين المستقيم والتمسك بالذود عنه ومنافحة أعدائه لا بذل المودة لهم ؟ ألم تقرأ ذلك في عنوان المقال : ( المحبوب واليسار السوداني المنكوب : الغزل المسكوب والوعد الكذوب ) .
أخي ، برغم كل شيء ، وقيع الله ، أن تختلف مع شخص لا يعني بالضرورة أن تكرهه ، فالكراهية لا يشقى بها سوى صاحب القلب الذي يحملها كما أسلفت ، وإن أصابت منك الكراهية مكاناً في نفسك فأجهد لتثبيطها ، وإن أعجزك ذاك فلا يتوجب عليكك أن تشيعها بين الناس ، وإن أعجزك ذلك أيضاً فهنئياً لك بحياة الضيق والنكد والضنك والشقاء ، فذاك ما يحصده الحاقدون ممن أمتلاءت قلوبهم بالكراهية والبغضاء والتعالي ورفض الآخر . فأختر لنفسك كيف ترغب أن تعيش . ولنا إليكم عودة إن أردت المزيد !
دمتم وقلوبكم خالية من الحقد والبغضاء والكراهية وعامرة بالمحبة والأخاء الإنساني وإن تفرقت بكم سبل الحياة والفكر والسياسة .
دمتم سالمين
Hilmi Faris [hilmi.faris@hotmail.com]